الخبراء والمختصون في قضايا الإرهاب يجمعون على ضرورة ضبط الدول الكبرى لاستراتيجيات وطرق جديدة للتصدي للمجموعات التي كانت تقاتل في صفوف داعش.العرب [نُشر في 2017/10/20، العدد: 10787، ص(5)]الوقاية ضرورية إسكيا (إيطاليا) - سرّع فقدان تنظيم الدولة الإسلامية لمناطق سيطرته بمدينة الرقة السورية البحث عن مصير العشرات من المقاتلين الأجانب في صفوفه، وذلك من خلال اجتماع لوزراء داخلية دول مجموعة السبع يعقد الخميس والجمعة، ويخصص للتباحث في تبادل المعلومات بين الدول من أجل مكافحة هذه الظاهرة بشكل أكثر فاعلية. وانطلق الاجتماع بجزيرة إسكيا الإيطالية للتباحث في التهديد الذي يمثله المقاتلون الأجانب الفارون بعد سقوط العديد من معاقل الجهاديين في العراق وسوريا في موضوع أول. أما الموضوع الثاني الرئيسي المطروح على طاولة البحث فسيتمحور حول مكافحة الإرهاب على الإنترنت بحضور ممثلي عمالقة الإنترنت مثل غوغل وفيسبوك وتويتر ومايكروسوفت. ويجمع الخبراء والمختصون في قضايا الإرهاب على ضرورة ضبط الدول الكبرى لاستراتيجيات وطرق جديدة للتصدي للمجموعات التي كانت تقاتل في صفوف داعش ببؤر التوتر، خصوصا بعد تهاوي التنظيم وسقوطه في أبرز معقلين له بالعراق وسوريا وفي ظل توافر إحصائيات تشير إلى أن أعدادهم بالآلاف. وكان وزير الداخلية الإيطالي ماركو مينيتي، الذي ترأس اجتماع الخميس، أوضح في وقت سابق أن بين 25 و30 ألف شخص من مئة جنسية مختلفة (خمسة آلاف منهم من أوروبا) يشكلون هذه القوة المدربة والتي يمكن أن تنتشر في مختلف أنحاء العالم وترغم العديد من الدول على مواجهة “عودة الشتات”. وقال إنه “أكبر فيلق أجنبي في التاريخ”، مشددا على أهمية أن تعتمد أوروبا “آلية مراقبة على الحدود لتفادي عودة هؤلاء المقاتلين”. وحذر مينيتي من أن خسارة تنظيم الدولة الإرهابي للكثير من المناطق التي كانت تحت سيطرته ربما دفعت مقاتليه للفرار إلى أوروبا عبر الطرق التي يسلكها اللاجئون. وقال “الأمر أصبح يختلف كثيرا عن ذي قبل، إنهم (المسلحون) يهربون، لقد انقسموا على أنفسهم وهناك عمليات هروب فردي”. ويشارك في المحادثات إلى جانب وزراء كندا وفرنسا وألمانيا واليابان وبريطانيا والولايات المتحدة، المفوضان الأوروبيان ديمتريس أفراموبولوس (الهجرة) وجوليان كينغ (الأمن)، إضافة إلى الأمين العام للإنتربول الألماني يورغن ستوك. وخصص اجتماع اليوم الأول لمراسم الترحيب والتقاط الصورة الجماعية التقليدية، إضافة إلى طرح جدول الأعمال حول مكافحة الإرهاب على الإنترنت. وأوفدت شركة غوغل العالمية مستشارها ومدير السياسة العامة نيكلاس لوندبلاد، ومايكروسوفت نائب رئيسها للشؤون الأوروبية جون فرانك وشبكة فيسبوك مسؤولها لسياسات مكافحة الإرهاب براين فيشمان وتويتر مسؤولها للعلاقات العامة نيك بيكلز. وتأمل هذه الدول من خلال دعوة هذه المجموعات الاستراتيجية التي تشرف على البيانات الشخصية للملايين من المستخدمين في التوصل إلى التزام مشترك على صعيد مكافحة الإرهاب في البيان الختامي للاجتماع المقرر الجمعة.
مشاركة :