رد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على بعض التقارير الإعلامية التي تتناول سير العلاقات التي تجمع بلاده بالمملكة العربية السعودية، لا سيما خلال الفترة الأخيرة، والتي شهدت زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود قبل عدة أسابيع، حيث تناولت بعض التقارير صعوبة إقامة علاقات وثيقة بين البلدين في ظل تمتع الرياض بتاريخ طويل من التعاون القوي والمثمر مع الولايات المتحدة الأميركية. توثيق العلاقات بين روسيا والسعودية وقال الرئيس الروسي خلال مؤتمر “فالداي” الدولي في روسيا، إن “روسيا تعتزم توسيع التعاون مع السعودية ودول الشرق الأوسط الأخرى بالرغم من علاقاتها مع الولايات المتحدة”، مؤكدًا أن موسكو والرياض ليس لديهما أي تناقضات آيديولوجية تحول دون إقامة تعاون وثيق بين البلدين. وأضاف: “لا يوجد شيء من شأنه أن يبعدنا بشكل أساسي عن السعودية أو دول أخرى في منطقة الشرق الأوسط، ولدي علاقات شخصية ودية تقريبًا مع العديد من قادة هذه الدول”. احترام المصالح الخاصة للسعودية وأوضح “إننا مرتاحون لأن هذه الدول، بما في ذلك السعودية، لها مصالح خاصة بها، وعلاقات تاريخية متطورة، وعلاقات ودية، بما في ذلك مع الولايات المتحدة”، لافتًا إلى أن “هذا لا يعني أن التعاون مع السعودية محظور علينا، فموسكو ستتعاون مع المملكة ودول أخرى في المنطقة”. وأشار إلى أن “روسيا تظهر سياسة خارجية مستقرة وقابلية للتنبؤ والموثوقية، وأعتقد أن هذا هو ما يجذب شركاءنا”، لافتًا إلى أن “روسيا مهتمة بالتعاون الاقتصادي مع دول الشرق الأوسط، ولقد اتفقنا على موقف موحد مع دول الأوبك بقيادة المملكة العربية السعودية في سوق الطاقة، وبعد ذلك كان السعر مستقرًا عند 50 $، ونحن نعتبره سعرا عادلا، ونحن راضون عن ذلك، وهذا نتيجة جهودنا المشتركة”. يذكر أن عددا من التقارير الإعلامية داخل روسيا قد أشارت إلى صعوبة إقامة علاقات وثيقة بين روسيا والمملكة العربية السعودية، في ظل التعاون الضخم بين الرياض وواشنطن في مختلف المجالات العسكرية والسياسية والاقتصادية، غير أن تصريحات الرئيس الروسي أنهت هذا الجدل بشكل تام. وكان الملك سلمان قد توجه منذ عدة أسابيع في زيارة إلى موسكو استغرقت 4 أيام، وشهدت الاتفاق على العديد من الصفقات وأُطر التعاون بين روسيا والسعودية، كان على رأسها الاتفاق بشأن شراء السعودية لمنظومة الدفاع الجوي الروسية الأكثر تقدمًا “S- 400”، وهو ما تم الموافقة عليه بشكل رسمي منذ أيام قليلة.