تجددت الاشتباكات بين الجيش العراقي المدعوم بقوات الحشد الشعبي والبشمركة بعد أنّ شنّ الجيش هجوما واسعا على ناحية “التون كوبري” في شمال مدينة كركوك. واندلعت الاشتباكات بين الطرفين خلال ساعات الصباح الأولى حيث ترددت أنباء عن تمكن قوات البشمركة من تدمير 5 عربات مصفحة للحشد الشعبي خلال المعارك. وكانت القوات العراقية قد اجتاحت كركوك التي كانت تخضع لسيطرة الأكراد دون مقاومة بعد انسحاب معظم قوات البشمركة منها تفاديا لوقوع اشتباكات. وتعتبر مدينة كركوك التي يتجاوز عدد سكانها المليون نسمة، مركزا رئيسيا لإنتاج النفط. وقد استعادت القوات العراقية السيطرة على حقول نفط كركوك لينخفض إلى النصف حجم الإنتاج الذي كان يخضع مباشرة لإقليم كردستان العراق شبه المستقل موجهة بذلك ضربة قوية لمساعي انفصال إقليم كردستان العراق. وأدت سيطرة الحكومة المركزية العراقية على مدينة كركوك، التي تقع خارج الحدود الرسمية للإقليم مباشرة ويطالب بها العرب والأكراد والتركمان، إلى إثارة مخاوف الأكراد من تعرضهم لاعتداءات من فصائل الحشد الشعبي. وكانت الاشتباكات الأخيرة التي حدثت في 16 أكتوبر-تشرين الأول في المنطقة قد أسفرت عن مقتل 10 عناصر البشمركة في مواجهات مع القوات العراقية في كركوك. كما أدت المواجهات في إصابة 27 آخرين بجروح خلال المعارك الليلية بين الطرفين. وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قد أكد في وقت سابق بأنّ العملية العسكرية في مدينة كركوك هي “واجب دستوري” لبسط سلطة الحكومة الاتحادية، مطمئنا سكان المدينة، بالتزامن مع نزوح الآلاف من المدينة جراء قصف متبادل بين القوات العراقية والبشمركة.
مشاركة :