كانت المصالحة الفلسطينية بين حركتي «فتح» و«حماس» في الأسبوع الماضي، حدثاً سياسياً مهماً وبارزاً وتاريخياً على الساحة الفلسطينية سوف تكون له تداعيات وآثار إيجابية مستقبلية بعودة قطاع غزة إلى السلطة الفلسطينية الواحدة. عن هذه المصالحة يتحدث القيادي الفلسطيني المناضل عباس زكي في حوار ل «اليمامة»، ويعتبرها عملاً إيجابياً وإنجازاً كبيراً بعد عشر سنوات من الانقسام الفلسطيني. وقال: «إن المصالحة قوة لوحدة الشعب الفلسطيني وكرامته». وحيا عباس زكي وشكر المملكة وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز على ما تجده القضية الفلسطينية من دعم واهتمام. وأكد أن الملك سلمان «عودنا بالدفاع عن عدالة قضيتنا في كل عاصمة يزورها من عواصم العالم»، وآخر زياراته زيارته إلى موسكو، حيث دافع بقوة عن فلسطين وعاصمتها القدس. وفيما يلي هذا الحوار.... * ما انعكاسات المصالحة بين «فتح» و«حماس» على مستقبل القضية الفلسطينية؟ - كنا دائماً وما زلنا وسنبقى مع الوحدة الوطنية الفلسطينية لمواجهة الاحتلال الصهيوني العنصري وتحقيق أهدافنا الوطنية وتحرير أراضينا المغتصبة. هذه مسألة مبدئية. لذلك فإن نجاح المصالحة بين «فتح» و«حماس» عمل إيجابي وإنجاز كبير تلبية لمطمح عزيز للشعب الفلسطيني، للقضاء على الانقسام وإعادة غزة إلى فلسطين الوطن الواحد. وجاءت هذه المصالحة بعد عشر سنوات من القطيعة وعزلة غزة انتصاراً لشعبنا وتصحيحاً لخطأ تحمّل كل الفلسطينيين نتائجه السيئة وأخّر القضية الفلسطينية عشرات السنين إلى الوراء بعدما كانت في صدارة الأحداث العالمية. ولا شك أن المصالحة قوة لوحدة الشعب الفلسطيني وكرامته. وأن غزة جزء أساسي من دولة فلسطين التي عاصمتها القدس طال الزمان أو قصر... نحن مستبشرون بهذه المصالحة التي هي دعم للشرعية الفلسطينية وللعمل الفلسطيني الموحد من أجل انتزاع حقوقنا في الحرية والاستقلال والسيادة الوطنية فوق أرضنا. * ماذا بعد المصالحة الفلسطينية الوطنية؟ - أمامنا أعمال ومسؤوليات كثيرة وكبيرة وقضايا عالقة سوف يقع حلها بالشراكة والتوافق عن طريق حكومة الوفاق الوطني والوحدة الوطنية، في مقدمتها إعادة إعمار غزة بعدما أعادت السلطة الفلسطينية ترميم أكثر من 65 % من منازل المواطنين المدمرة. ونأمل من المجتمع الدولي والدول المانحة أن تكون وفية لالتزاماتها في ملف إعادة الإعمار، وإنقاذ مصير مليوني فلسطيني يقيمون في قطاع غزة عاشوا في الفقر والخصاصة والبطالة منذ عشر سنوات من جراء الانقسام والعزلة والحصار الخانق والاعتداءات الإسرائيلية المتكررة. * الآن بعد إنهاء الانقسام الفلسطيني هل هناك بوادر أمل في عودة تفعيل العمل من أجل تسوية سياسية بين الفلسطينيين والإسرائيليين؟ - الانقسام كان عقبة كبرى من العقبات التي حالت دون الوصول إلى تسوية وإقامة الدولة الفلسطينية على أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة. ونحن نعتبر أن المصالحة الفلسطينية هي أهم متغير في المنطقة هذه الأيام سيشجع على تحريك القضية الفلسطينية ودفعها إلى الأمام. على هذا الأساس فإن المصالحة خطوة مهمة سوف تعيد القضية الفلسطينية إلى مكانتها عربياً ودولياً بعدما ألحق بها الانقسام أضراراً كارثية. * هل هناك إشارات إيجابية من الإدارة الأمريكية في عهد ترامب لإحياء عملية السلام؟ - إلى الآن لا توجد إشارات معينة. مازال الوضع على حاله، بل ازداد سوءاً وأن ما نراه هو الانحياز الأمريكي الكامل والأعمى إلى إسرائيل ودعم أمريكا لها بالمال والسلاح والمساندة السياسية في المحافل الدولية ارتفع، في ظل عجز عربي وواقع عربي مشتت ومفتت ومجزأ. فعلى العرب أن ينهضوا لتغيير واقعهم بالتضامن والتعاون والتفاهم ووحدة الصف والكلمة ونبذ الخصومات والخلافات والنزاعات. * وهل هناك مساع لمبادرات أوروبية بعد المبادرة الفرنسية من أجل السلام في الشرق الأوسط؟ - نحن نرحب بكل مبادرة تهدف إلى تحقيق حقوق الشعب الفلسطيني وإحلال السلام الشامل القائم على العدل، على شرط ألا تكون هذه المبادرات منحازة إلى إسرائيل المدعومة غربياً وأمريكياً. * ما زال المستوطنون الصهاينة يدنّسون المسجد الأقصى يومياً متحدّين الشعب الفلسطيني والقوانين الدولية، كيف يقع وضع حد لممارساتهم العنصرية والإرهابية؟ - يتم ذلك يومياً تحت حماية أمنية من شرطة العدو في تحدّ واضح لأبناء شعبنا ومقدساته الإسلامية، مع استمرار الاحتلال الإسرائيلي العنيف والعنصري في ممارساته الإرهابية والحاقدة والإجرامية ضد المقدسيين الذين يتعرضون إلى الإعدامات والاعتقال، وتهديم منازلهم وتجريدهم من أراضيهم ومنعهم من الصلاة في المسجد الأقصى المبارك وطردهم من مدينتهم، وإلى غير ذلك من الممارسات التعسفية، وهذا التعسف سيتواصل ما لم يتحرك العرب والمسلمون وأحرار العالم لمواجهته وإيقافه لنصرة القدس والأقصى حتى تتوقف هذه المظالم المسلطة على شعبنا الذي مازال يئنّ تحت أبشع استعمار استيطاني في تاريخ البشرية.. * يؤكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز دائماً في جميع زياراته إلى دول العالم، وآخرها زيارته التاريخية إلى روسيا على حقوق الشعب الفلسطيني وعدالة قضيته. وقد صرّح في موسكو التي منح فيها الدكتوراه الفخرية من جامعة موسكو الحكومية للعلاقات الدولية أن القدس الشرقية لا بد أن تكون عاصمة دولة فلسطين... كيف تثمنون هذا الموقف السعودي الحازم؟ - لا نقول جديداً عندما نذكّر دائماً بأن القضية الفلسطينية هي في مقدمة أولويات الدبلوماسية السعودية من المغفور له الملك المؤسس والأب عبد العزيز آل سعود إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز الذي لا ينقطع دعمه المادي والمعنوي لفلسطين والشعب الفلسطيني. ولا نأتي بالجديد أيضاً عندما نقول إن العلاقات الفلسطينية السعودية متميزة وقوية وعريقة وتزداد متانة بمرور الأيام وستزداد قوة وتطوراً في جميع المجالات. ونحن نحيي ونشكر المملكة وخادم الحرمين الشريفين على هذا الدعم وعلى إيمانه العروبي وبعدالة قضيتنا، وقد عودنا بالدفاع عنها في كل عاصمة يزورها من عواصم العالم.
مشاركة :