روسيا قد تجِّند رسمياً مرتزقة في جيشها

  • 10/20/2017
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

محمد أمين | اتخذ الرئيس الروسى فلاديمير بوتين خطوات باتجاه اضفاء الصبغة الشرعية على استخدام الجيش للمتطوعين الاجانب فى العمليات العسكرية في الخارج، وهي خطوة جديدة تأتي في إطار مشاركة بلاده المتنامية فى الحروب فى الخارج. ويسمح المرسوم الذي لم يصادق عليه البرلمان، لم يصدق بعد، للمواطنين الاجانب بخدمة ما يسمى «مهمات مكافحة الارهاب وحفظ السلام». ويشمل ذلك سوريا، حيث يتمركز حاليا عدد كبير من القوات الروسية. يقول اليكسى خلبنيكوف، المحلل لدى مجلس الشؤون الدولية الروسى «ان توقيت التغيير يعني الكثير، فالعملية العسكرية الوحيدة التي تقوم بها روسيا في الخارج هي في سوريا، والمقاولون فقط (المتطوعون وليس المجندين) يخدمون هناك. وينص هذا التعديل على تنظيم الرعايا الأجانب الذين يشاركون في الحملة الروسية في سوريا». كما ظهرت عدة تقارير على مدى السنوات الثلاث الماضية عن وجود مقاولين أمنيين روس في سوريا. وعادة ما يكون ذلك من اجل حماية المرافق الخاصة مثل البنية التحتية للنفط والغاز أو الانخراط في عمليات يمكن التنصل منها حين تنأى الحكومة الروسية بنفسها عن القتال في اماكن معينة. وطبقا لخلبنيكوف، فإن المرسوم قد يضع أساسا لانخراط مثل هذه العناصر للمشاركة في العمليات العسكرية الروسية. حيث يقول ان «هذه النسخة الجديدة من المرسوم قد تفتح الباب امامهم للانخراط فى الجيش الروسي». الفيلق السلوفاكي ففي حادث واحد في عام 2013، تم نشر وحدات من مجموعة غامضة تتمركز – من الناحية الفنية – في هونغ كونغ وتُعرف باسم «الفيلق السلوفاكي»، في سوريا. وبعد ان فشلت في الحصول على المعدات التي وُعدت بها وبعد أن فقدت عددا من أعضائها في سلسلة من الاشتباكات، غادر الفيلق سوريا وألقي القبض على عناصره فور عودته إلى روسيا، لانتهاكه القوانين المناهضة للمرتزقة. كما لعبت جماعة أخرى، برئاسة ديمتري أوتكين، وهو ضابط سابق في القوات الخاصة الروسية يدعى «واغنر» – وهو أيضا اسم المجموعة – دورا أكثر نجاحا في الحملة الروسية والسورية المشتركة لتحرير مدينة تدمر السورية من يد قوات «داعش». ومن خلال ابعاد الجمهور الروسي عن ضحايا المعركة، فإن استخدام المتطوعين الأجانب في حروب مثل سوريا وأوكرانيا قد يسمح أيضا لروسيا بالحفاظ على وجود لأجل أطول، في تلك الصراعات. يقول جيفري مانكوف، وهو كبير الباحثين في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية «إذا نظرنا إلى القوات في أوكرانيا أو سوريا، سنجد انهم جنود محترفون تطوعوا للقتال. ولم يرسلوا مجندين الى هناك على الإطلاق. وهذا يجعل معارضة الجمهور لهذه العمليات أقل. فإذا لم تجند الناس الذين يُقتلون في الحرب، فستكون هناك قاعدة شعبية اضيق لمعارضة مثل هذه الحرب». لهجات متشابهة كما أن إدماج الأجانب في الجيش يزيد بشكل مفيد من عدد المجندين المتاحين. ويرى مانكوف ان ذلك «يمنحهم قوة أكبر قابلة للانتشار للعمليات الاستطلاعية التي قد لا تحظى بتأييد شعبي إذا اضطروا إلى إجبار المواطنين الروس على المشاركة فيها». لقد استخدم الاتحاد السوفييتي – ابان الحرب الباردة – وعلى نطاق واسع، الجنود غير الروس في الصراعات الخارجية. فخلال الحرب الافغانية التي استمرت عشر سنوات، نشر الاتحاد السوفيتى وحدات منفصلة من مقاتلي آسيا الوسطى في بعض اشد المعارك دموية في الصراع. ويعتقد المخططون أنه أمكن استخدام هؤلاء الجنود القادمين من مناطق تستخدم لهجات مشابهة للهجات الافغانية، بشكل فعال في العمليات السرية. وفي حين أنهم ليسوا من الروس، إلا أن هؤلاء الجنود كانوا من مواطني الاتحاد السوفيتي. الكتيبة الإسلامية وكان أعضاء كتيبة أُطلق عليها «الكتيبة الإسلامية» التي تتألف أساسا من مجندين من أصل أوزبكي وطاجيكي وتركماني، جزء من وحدة العمليات الخاصة السوفيتية التي اقتحمت «قصر التاجبيغ» في كابول في عام 1979، وقتلت الرئيس حفظ الله أمين. كان اغتيال أعضاء حكومة أمين وإسقاطها بداية لزيادة التدخل العسكري السوفيتي في أفغانستان. وفي عام 2014 اقترح النائب في مجلس الدوما الروسي، رومان خودياكوف تشكيل قوة روسية مقرها في آسيا الوسطى تهدف أساسا لمواجهة خطر «داعش». ولكن هذه الخطة، التي سيتولى فيها الضباط الروس قيادة الوحدات المحلية، لم تحظ بموافقة البرلمان حتى الآن. ¶ فورين بوليسي ¶

مشاركة :