** الشّيخ الأديب عبدالمقصود خوجة قرأت رسالتكم الموجّهة إلى عزيزنا الأستاذ علي محمد الحسّون، رئيس تحرير الزّميلة البلاد، حول المشروع التّوثيقي الكبير لروّاد الأدب في بلادنا، ممّا سوف يحتفظ لكم التّاريخ فيه بكثير من الإشادة والعرفان والتّقدير. أمّا فيما يتّصل بإنتاج الشّاعر الكبير طاهر زمخشري - رحمه الله - فأقدم المصادر الأدبية التي نشرت شيئًا من شعره، فهو «الموسوعة الأدبية» للمرحوم الأستاذ عبدالسّلام السّاسي، ج2، ص: (178 – 183)، وقد أخبرني عزيزنا الأديب الأستاذ محمّد عمر العامودي أن المرحوم الأستاذ فائز بدر قام بجمع بعض إنتاجه الشّعري، وفي قسم اللّغة العربية بكلّية الآداب بجامعة الملك عبدالعزيز، حيث أقوم بالتدريس لطلاب الدّراسات العليا، فلقد قُدّمتْ رسالتان لدرجة الماجستير؛ الأولى وكان موضوعها: «المكان في شعر زمخشري»، قامت بها الباحثة سلمى محمّد باخشوين، بإشراف الزّميل الأستاذ الدكتور حمدان الزّهراني، وكنتُ الممتحن الدّاخلي للطّالبة عند مناقشة رسالتها. أمّا الرسالة الثّانية فكام موضوعها: «الثّنائيات الضدّية ودلالتها في شعر طاهر زمخشري»، للباحثة رانية عبدالحميد الرّفاعي، وتحت إشراف الزّميل الدكتور حمدان الزّهراني أيضًا، وقد قمت بالبحث فيما تيسّر من مصادر الأدب السّعودي، وفي مقدّمتها: «التّيارات الأدبية في قلب الجزيرة» العربية للأستاذ والنّاقد المرحوم عبدالله عبدالجبّار، و»الحركة الأدبية في الممملكة العربية السّعودية» للأستاذ الدكتور بكري شيخ أمين، فلم أعثر على رائعة الزّمخشري «ربّاه»، والتي تقول بعض أبياتها الرّائعة: ربّاه كفَّارتِي عَنْ كُلِّ مَعصِيةٍ أنّي أتيتُ ومِلءُ النَّفس إيمانُ أتيتُ أطْرقُ بابًا كُلُّ مجْترم أتاهُ يرجِعُ عنهُ وهو جَذْلانُ قد استضاف كريمًا لا يمنُّ بما يعطي وفي منِّه للعبد رضوانُ فاغْفِرْ وسامِحْ وتُبْ واصْفَحْ ففي كَبِدى الآثامُ تَصْرخُ والإحْساسُ يَقْظانُ وفي الحَنايا بَراكينٌ مُعَرْبدةٌ ومِنْ لظَاها على الخدّينِ طُوفانُ جَرتْ بِه عينُ مَنْ نادَاكَ مُعْترفًا بالذَّنبِ وهو لِما قَدْ فاتَ نَدْمانُ أيّامُهُ البِيضُ فرَّتْ مِنْ أنامِلِهِ لمَّا عصاكَ فَعاثتْ فيهِ أحزانُ وهذه الرّائعة التي تسري في أبياتها عاطفة صادقة وروح متبتلة أنشدها المرحوم سعيد أبوخشبة قبل أكثر من نصف قرن من الزّمن، وهو أحد المنشدين القلائل الذي لا يخطئ في اللّغة. كما أنشد – رحمه الله – شيئًا من شعر شيخنا المربّي إبراهيم فطاني، الذي هو الآخر يم يُجمع إنتاجه الشّعري. في الختام يمكن القول أن ما يقوم به أستاذنا عبدالمقصود يدخل في باب المآثر العلمية والفكرية والأدبية التي لا يضطلع بها إلا الأفذاذ من الرّجال، آملًا أن تستنهض هذه الكلمات المتواضعة همم الجيل الصّاعد من دارسي الأدب السّعودي، مثل الأبناء الأساتذة والدكاترة والزّملاء الكرام: حسين بافقيه، فهد الشّريف، محمّد الدّبيسي، محمّد الصّفراني، محمّد العبّاس، عادل خميس، فيصل الزّهراني، محمّد حبيبي، عبدالرحمن المحسني، عبدالهادي صالح، ناصر البرّاق، ويوسف العارف، للمساهمة بما يستطيعون من جهد في مشروع صاحب الاثنينية، الذي يُذكّر بدور الرّائد محمّد سرور الصبّان - رحمه الله -، الذي تعدّى دوره الأدبي والاجتماعي بلادنا الكريمة إلى آفاق كثيرة في العالمين الإسلامي والعربي.
مشاركة :