أكدت الإمارات دعمها للجهود الإقليمية والدولية المبذولة، للدفع قدماً بعملية السلام في الشرق الأوسط، بما في ذلك اتفاق المصالحة الفلسطينية الذي تم توقيعه الأسبوع الماضي بالقاهرة، في إطار الجهود المصرية التي أسهمت في توحيد الصف الفلسطيني لدعم الاستقرار بالمنطقة، وحذرت في الوقت نفسه من التصرفات الاستفزازية، والتدخلات الإقليمية التي تمارسها بعض الدول، بما في ذلك دعمها للتطرف والإرهاب الذي تسبب في زعزعة استقرار المنطقة، وتهديد الأمن والسلم الدوليين. جاء ذلك خلال بيان الدولة، الذي أدلى به عضو وفد الدولة لدى الأمم المتحدة، أحمد عبدالرحمن المحمود، أمام مداولات الاجتماع الدوري المفتوح ربع السنوي، الذي عقده مجلس الأمن الدولي أول من أمس، للنظر في التطورات الراهنة للحالة في الشرق الأوسط، بما في ذلك القضية الفلسطينية، مستعرضاً خلاله مواقف الدولة الثابتة إزاء أبرز القضايا الراهنة بالمنطقة. وشدد البيان على أهمية احترام الدول المخالفة لالتزاماتها بالقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، بما في ذلك توقفها عن نشر النزاعات والتوتر وحالة عدم الاستقرار والفوضى إقليمياً ودولياً. وأضاف أنه يتعين على المجتمع الدولي محاسبة الدول التي تدعم وتموّل الإرهاب، وعدم التسامح إطلاقاً مع من يقدم العون والملاذ الآمن للجماعات الإرهابية، التي تعيثُ فساداً في المنطقة. ولفت إلى الانتهاكات التي تواصل إسرائيل انتهاجها، بما في ذلك توسيعها أنشطتها الاستيطانية غير المشروعة في عمق الأراضي الفلسطينية، معتبراً هذه الممارسات غير القانونية أنها تشكل ولاتزال عقبة أمام حلّ الدولتين، وأسفرت عن تردّي الأوضاع الإنسانية والاقتصادية والاجتماعية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وهو الأمر الذي تستغله الجماعات الإرهابية وداعميها، لنشر التطرف والعنف في الشرق الأوسط. وجدد البيان موقف دولة الإمارات الداعي إلى ضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، ومنح الشعب الفلسطيني حقوقه غير القابلة للتصرف، بما في ذلك حقه في إقامة دولته الفلسطينية المستقلة على حدود يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وفقاً للقرارات الدولية ذات الصلة ومبادرة السلام العربية ومبادئ مدريد. وحث البيان على تقديم الدعم اللازم لتلبية احتياجات الشعب الفلسطيني، وتمكينه من بناء دولته وتحقيق أهداف التنمية المستدامة أسوة بكل الشعوب، مشيراً في هذا السياق إلى الإسهامات المالية الإضافية، التي خصصتها الإمارات أخيراً لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا)، لتمكينها من توفير الخدمات الأساسية للاجئين الفلسطينيين من غذاء، وتعليم، وصحة، وغيرها. وشدد البيان على أهمية مواصلة العمل، للتوصل إلى تسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية، معلناً في الوقت نفسه استمرار سعي دولة الإمارات للقيام بدور إقليمي فاعل، لإعادة الاستقرار إلى المنطقة العربية، التي تعاني العديد من النزاعات والأزمات الخطيرة، وتداعيات غياب الأمن والاستقرار التي تسببت في وقوع خسائر كبيرة في الأرواح، وتشريد السكان وتدمير البنية الاقتصادية والاجتماعية للدول. واختتم البيان مجدداً موقف الإمارات المؤيد لجهود السلام المبذولة من قبل الأمم المتحدة، لحث الأطراف في الدول التي تشوبها الأزمات، وفي مقدمتها ليبيا وسورية واليمن، للتفاوض والتوصل إلى حلولٍ سياسية وشاملة، مؤكداً أن الحل السياسي لهذه الأزمات يعد بمثابة المخرج الوحيد، لإعادة الاستقرار إلى ربوع هذه الدول.
مشاركة :