الإسلام والمسلمون براءٌ من سفك الدماء

  • 10/21/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

الدوحة -  الراية : قال فضيلة الدكتور عيسى يحيى شريف إن الإسلام والمسلمين جميعا براءٌ من سفك الدماء المعصومة بغير حق .. مشيراً إلى أن الجرائم الكبار التي ترتكب والانتهاكات التي تحدث وجميع الأعمال النَّشاز والأفعال الأحاديّة التي تقع لن تنال من جمالِيّات هذا الدين، ولن تشوِّهَ إشراقاتِه بحول الله، ولا يحيق المكر السيِّئ إلا بأهله. وأوضح، في خطبة صلاة الجمعة أمس بمسجد علي بن أبي طالب بالوكرة، أن الإسلام أشاد بالنَّفسِ الإنسانيّة المُصونَة فأحلَّها مراقِيَ العلو والكرامَة، فكان تكريمه وتبجيلُه لها أفضلَ ما عرَفته النظُم من احتفاء وتأمين. وبين أن النصوص الشرعية جاءت حفظاً لدماء الأبرياء أن تُرَاق وحِفظًا للأنفس البريئة من الإزهاق وقد أعلَنَها النبي صلى الله عليه وسلم مجلجِلَةً للعالم أجمع بقوله عليه الصلاة والسلام: (إنَّ دِماءَكم وأموالَكم وأعراضَكم عليكم حرام). وأضاف: يبلُغُ كَلامُ المنّان ذروةَ في أوجِ التِّبيان ورِيقِ الزَّجرِ والتّشنيع وزُبى التهديدِ والتفظيعِ لمن يوبق نفسًا معصومةً بغير حقٍّ في قوله سبحانه: مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا. وأكد أن هذا الحكم الرّبانيّ حافٍزُ الأرواح لما يسمو بها ويزكِّيها، ويصون الأنفس بالزواجر والحدود ويقيها. ولن يستقيمَ العالم المحروب وهذا الواقِع المنكوب إلاّ إذا التَأَمَت أحوالُه مَعَ أحكامِ الشريعة وانسَجَمت أطوالُه مع مقاصِدِها الجليلة الرفيعة، سيّما في حفظ النفوس والمُهَج إذ هي عقيدةٌ ومنهج والحقُّ فيها ظاهر أبلَج. وتساءل خطيب مسجد علي بن أبي طالب قائلا: ألم يئِنِ الأوانُ أن يُشيح المسلم الوشاحَ ويمنَعَ إشهارَ السلاح في صدور أشقّائِه ويكونَ كلّ أخ دِرعاً لإخوانه بعدما أُغرِقت الأمّة في مستنقَعات العنفِ والدمويّة؟! ونصح من يحملون السلاح على إخوانهم في فلسطين والعراقِ والصومَال وغيرِها من بلاد الإسلام إلى العودة إلى رشدهم محذراً إياهم من الخروج من حظيرة الإسلام بهذه الأفعال المشينة مذكراً بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم «من حمَل علينَا السِّلاحَ فليسَ منّا». واستشهد بما روى البخاري ومسلم في صحيحيهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار قالوا عرفنا القاتل فما بال المقتول قال إنه كان حريصاً على قتل صاحبه). وأوضح انه لما كان الناس بينَ بَرٍّ تقيّ وفاجر شقيّ قد تأصَّل الإجرام في نفسِه وأصبح عضوًا مسمومًا في مجتَمَعة يستحقّ البترَ والاستئصال فقد رتَّب المولى جلّ في علاه العقوبةَ القصوى على هذه الجريمة النكراء، حيث يقول جل شأنه: وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا). وأشار د. عيسى إلى أنه لما كانت شَريعتُنا الغراءُ بهذا المنتهَى من حفظ الدماء وإعلائِها وعِصمتها وإغلائِها وأصَّلَت ذلك خُلقًا للمؤمنين في حياتهم وسجيّةً في معاملتهم بما غدَا مثلاً مضروبًا في صحائِفِ التأريخ الزُّهر، فقد أسلمت لها قلوبُ البشريّة زمامَها، وتفيَّأَت عَبرَ العصور وكَرِّهَا أمنَها وسلامها، شهِد بذلك البُعَداء قبل الأخلاء.

مشاركة :