أحلام البسطاء في الموال الشعبي السينمائي

  • 10/21/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

القاهرة: «الخليج» درجت الجماعة الشعبية على استخدام الأغنية كمعبر عنها ومرافق لها في مختلف أنشطتها الحياتية، وتعددت أغراض الأغنية الشعبية بتعدد الوظائف التي تؤديها، والمناسبات التي تغنى فيها، فهناك أغانٍ للعمل وأغانٍ للمناسبات الاجتماعية، وكذلك أغانٍ مرتبطة بدورة حياة الإنسان بالإضافة إلى الأغاني الدينية وغيرها.وقد أصدر د. محمد أمين عبد الصمد كتابه «الموال القصصي في السينما المصرية» عن الهيئة العامة لقصور الثقافة، ويبدأ بتعريف «الموال»، الذي يعد مستودعاً لآمال الجماعة الشعبية وتنفيساً عن آلامها، واستشرافاً لطموحاتها لكيان جمعي تشغله البطولة بشكلها الفردي، الذي تدعمه ثقافة تعلي من قيمة البطولة الفردية وتقدسها، وقد تعاظم دور الموال القصصي حتى إنه جذب الكثير من جمهور نوع قصصي آخر وهو جمهور السير الشعبية، كما جذب عدداً كبيراً من المغنّين الشعبيين.ولم يقف إغراء الموال القصصي عند هذا الحد، بل إنه ألهم الكثير من المبدعين أعمالاً تواصلوا بها مع الجمهور، سواء في مجال المسرح أو غيره من المجالات الإبداعية، وجاء وسيط الأسرة وجاذبيته وهو السينما التي بدأت تأخذ دورها كأداة معرفية ووسيط ثقافي منذ بداية ظهورها، فاتجهت السينما إلى الأدب فأخذت تنهل من الروايات وابتعدت بالتدريج عن الاقتباس من التيمات والأعمال الغربية المنتجة في جماعة أخرى وداخل ثقافة مغايرة. ويوضح مؤلف هذا الكتاب أن السينمائيين نظروا بعين الاعتبار إلى المأثورات القصصية الشعبية فأنتجت أفلام عن عنترة وأبي نواس وجحا في بدايات السينما، وفيما بعد كان الموال القصصي صاحب نصيب من الاستلهام، بدأه هنري بركات في فيلمه «حسن ونعيمة» المأخوذ عن موال بنفس الاسم، وتبعه حسام الدين مصطفى بفيلم «أدهم»، ثم «بهية» لرمسيس نجيب، ثم «شفيقة ومتولي» لعلي بدرخان ثم «المغنواتي» لسيد عيسى عن موال حسن ونعيمة، ويلاحظ أن الفترة التاريخية ما بين أول عمل وآخر عمل تمتد من عام 1959 حتى عام 1984 ولذلك انعكست الظروف التاريخية والاجتماعية على الأعمال الفنية، وهذا ما يبحثه الكتاب، كما يبحث مستويات التعامل مع الموال من الإجادة في التوظيف، وفهم القيم التي تحملها المواويل إلى مستوى إفراغ الموضوع من قيمه وتوجهاته. ويشير مؤلف هذا الكتاب إلى أن الموال نشأ بالعراق ثم انتقل إلى مصر، وذلك في بدايات القرن العشرين، موضحاً أن طريقة تفكير الجماعة الشعبية جعلتها تبحث عن القصص الشعبي الذي يقترب من الواقع المعاش.

مشاركة :