حذر إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ حسين آل الشيخ من الوقوع في الخيانة بشتى صورها، خاصة خيانة الإنسان لبلده وولاة أمره ومجتمعه. وأكد في خطبة الجمعة أمس بالمسجد النبوي، أن من حقوق البلاد وأهلها على أفراده أن يحذر المسلم من الخيانة لبلاده ولولاتها ولمجتمعها، مشيرا إلى أن أقبح صور الخيانة استغلال الوظائف والمناصب للمصالح الشخصية، ومن أقذر أشكال ذلك الفساد بشتى أنواعه خاصة الفساد المالي الذي جاءت النصوص بالتحذير منه لقول النبي عليه الصلاة والسلام: «ومن يغلل يأت بما غلّ يوم القيامة» كما قال صلى لله عليه وسلم: «إن رجالا يتخوضون في مال الله بغير حق فلهم النار يوم القيامة» رواه البخاري. وشدد على أن حب البلاد وحمايتها من كل مخطط يريد الإضرار بمصالحها الدينية والدنيوية، يعد أمرا أقرته شريعة الإسلام، لينعم المرء بالاستقرار في بلده آمنا على نفسه وأهله وذلك من أجلّ وأعظم نعم الله على عباده. وأشار إلى أن حب الديار في الإسلام يعني الالتزام بقيم فاضلة ومبادئ زاكية، كما يعني التعاون على جلب كل خير وصلاح للبلاد وأهلها، ودفع كل فساد وعناء عن الديار وساكنيها. وشدّد على أن الحبّ للبلاد يقتضي الدفاع عن دينها ومنهجها وثوابتها، والدفاع عن أرضها ومقدراتها، كلّ حسب قدرته وطاقته ومسؤوليته. وبين أن المنكرات والوسائل والمخططات التي تنال من عقيدة البلاد وثوابتها، أو تنال من مقدراتها وخيراتها أو تزعزع أمنها واستقرارها، وحب المسلم لدياره، يجعله ملزماً لأن يحبّ لبلاده وولاتها وأهلها ما يحبّ لنفسه وأن يرعى مصالحها كما يحب ويرعى مصالحه الخاصة ومنافعه الذاتية. وأوضح آل الشيخ أن من مفاهيم حبّ البلاد في الإسلام أن يحرص كل فرد من أفراد المجتمع على كفّ الأذى والضرر عن البلاد وأهلها، وأن من حقّ البلاد علينا التعاون مع من ولّاه الله، بالعمل الصادق معهم في الظاهر والباطن، وأن نعلم أن طاعتهم في غير معصية واجب من واجبات الشريعة الإسلامية، وأن يحرص كلٌ منا على لمّ اللحمة ووحدة الصفّ، وجمع الكلمة . وقال آل الشيخ: إذا تقرر أن حب الوطن أمر أقرته شريعة الإسلام، فكيف ببلد يضمّ بين جغرافيته الحرمين الشريفين، والبيتين الكريمين، إنها بلاد الحرمين التي قامت على الإسلام منهجا ودستورا، وعلى عقيدة التوحيد قلباً وقالبا، تحكّم محاكمها بالشرع المطهّر، بلد عاش أهلها على السنة وتعظيمها، وإنكار البدع ومدافعتها، فواجب على أهلها وهم ينعمون بالنعم الوافرة أن يتعاونوا على ما فيه سلامة أمن هذه البلاد، وأن يقفوا بالمرصاد لكل مخرّب ومغرّر، لا سيما في ظل هذه الظروف العصيبة التي تعصف بالعالم كله، داعياً الجميع إلى المحافظة على استقرار الأمن، وحماية البلاد من الفتن المتنوعة، محذراً من دعاة الشر والفساد ووسائل التفريق والتمزيق والتشرذم.
مشاركة :