الإرهاب العابر للقارات

  • 8/31/2014
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

حين يكون الإرهاب منطلقا من أسس أيديولوجية أممية فإن تصور أن خطره يمكن له أن يكون محصورا في البلد الذي يظهر فيه والمناطق المتاخمة لذلك البلد من شأنه أن يعد قصورا في التفكير وعجزا عن تفهم طبيعته فضلا عن إدراك حجم خطره والقدرة على مواجهته. الإرهاب المؤدلج ممثلا في تنظيم القاعدة ووليدها المتطرف المعروف بـ (داعش) ليس منظمة قطرية يمكن لمطامعها أن تتوقف عند حدود البلد الذي ظهرت فيه، وإنما هو إرهاب أممي يرتكز على أوهام وأحلام وبرامج لا تعترف بالحدود ولا الأقطار، ولعل ما قامت به داعش من كسر للحدود الدولية بين العراق وسوريا لإنشاء الدولة الإسلامية المزعومة يمثل أنموذجا للإرهاب العابر للحدود، ولعل ما تسرب من خرائط تلك الدولة التي يحلم تنظيم داعش بإنشائها يؤكد أننا أمام إرهاب عابر للقارات فحدود تلك الدولة المزعومة تمتد كي تمحو من على الخارطة دولا قائمة في آسيا وأفريقيا وأوروبا. ولعل طبيعة انتماءات المنضوين تحت لواء تنظيم داعش والذي يؤكد حملهم لجنسيات دول آسيوية وأفريقية وأوروبية وأمريكية يؤكد أن هذا التنظيم يمثل حلما أمميا لكثير من الشباب الذين يتم التغرير بهم فينضوون تحت لوائه ويضحون بأرواحهم في سبيله، ويحلمون باليوم الذي يرون فيه بلدانهم وقد أصبحت جزءا من دولة هذا التنظيم وهو ما يؤكد خطر ذلك التنظيم على مختلف دول العالم فضلا عن أولئك المنتمين لهذا التنظيم سوف يمثلون قنابل موقوتة تهدد أمن بلدانهم فور عودتهم إليها وهو الخطر الذي باتت كثير من الدول متيقنة منه. وإذا كانت الدول قادرة على مواجهة خطر الإرهاب الذي يتهددها من المنظمات الإرهابية ذات البرامج القطرية، فإن مواجهة الإرهاب الأممي العابر للحدود والقارات لا يمكن أن يتحقق إلا عبر الإرادة الدولية والتنسيق بين مختلف الأجهزة الأمنية في دول العالم على نحو يكفل درء خطر هذا الإرهاب عن العالم أجمع. وبدون هذه الإرادة الدولية لمواجهة الإرهاب فإن ما يحدث في سوريا والعراق اليوم سوف يحدث في أوروبا الشهر المقبل، وفي أمريكا الشهر الذي يليه كما قال خادم الحرمين الشريفين في كلمته التي حث فيها العالم على مواجهة هذا الخطر المتمثل في الإرهاب. suraihi@gmail.com

مشاركة :