سراييفو/ أمرة باشتوغ/ الأناضول في حالة فريدة من نوعها، يحتضن مركز للعلاج الطبيعي في العاصمة البوسنية سراييفو، 7 من فاقدي البصر يُبدعون في علاج المرضى بـ"أنامل ناعمة مُبصرة". ويعمل مركز العلاج الطبيعي هذا في سراييفو، تحت سقف "جمعية توفير فرص العمل للكفيفين"، حيث يتفنّن بداخله المختصون في مداواة المرضى. ورغم فقدانهم للبصر، يتمتع الاختصاصيون العاملون في المركز بحاسة لمس عالية المستوى، تُمكّنهم من تقديم خدمات رائعة لأولئك الذين يعانون من الآم مثل الانزلاق. ومنذ انطلاق أعماله بشكل فعلي عام 2012، أشرف مركز العلاج الطبيعي بسراييفو على مداواة أكثر من 3 آلاف مريض، وذاعت شهرته على نطاق واسع. "أرمين هودزيتش"، نائب رئيس الجمعية، تحدّث للأناضول عن نظام عمل المركز وطبيعة الخدمات التي يقدّمها المختصون للمرضى. وأشار هودزيتش إلى أن جميع الاختصاصيين العاملين في المركز، هم من فاقدي البصر، ويتمتعون بمهارات عالية في مجال العلاج الطبيعي بفضل حاسة اللمس القوية لديهم. هودزيتش، أكّد في حديثه للأناضول، أن "حاسة اللمس الموجودة لدى الكفيفين متطورة وعالية المستوى مقارنة مع الأشخاص العاديين، ويجب الاستفادة من هذا الأمر". وأضاف "ينبغي بذل جهود حثيثة من أجل رؤية ما يمكن لهؤلاء المختصين القيام به، حال حصولهم على فرص وإمكانات للكشف عن مهاراتهم وقدراتهم". ولفت هودزيتش إلى توافد أشخاص كثيرين من أنحاء البوسنة والهرسك إلى هذا المركز بهدف تلقي العلاج الطبيعي. وبحسب هودزيتش، فإن إدارة الجمعية لم تعطِ حتى الوقت الراهن أي إعلانات بهدف الترويج للمركز، ويأتي هذا الإقبال الكبير بفضل توصيات يقدّمها المرضى لمعارفهم وأقاربهم. التدليك، ليس العلاج الوحيد الذي يقصده الوافدون إلى المركز، وإنما هناك العديد من الخدمات الطبيعية التي يقدّمها المختصون بأناملهم المُبصرة الناعمة. كما يُقدّم المركز للمرضى، خدمات المعالجة الكهربائية والعلاج بالموجات فوق الصوتية والليزر والصدمة وغيرها، وفق هودزيتش. أزمير أليسباهيك، وهو أحد المعالجين العاملين في المركز، قال للأناضول، إنه فقد بصره بشكل كامل عندما كان في السادسة عشر من عمره. وأشار أليسباهيك إلى أن المركز الذي يعمل فيه، أثبت لهم عدم وجود أي فرق بينهم وبين الناس القادرين على الرؤية، والقادميين إلى المكان بغرض العلاج الطبيعي. وأكّد اختصاصي العلاج الطبيعي أن المرضى الذين يزورون المركز لأول مرة، يُعجبون بالخدمات المتوفرة فيه، مشدّدا على ضرورة العمل وعدم الاستسلام؛ من أجل تحقيق النجاح. ودعا أليسباهيك فاقدي البصر في العالم إلى عدم الانغلاق على أنفسهم، بل الاجتهاد والمثابرة وإثبات قدراتهم وإمكاناتهم التي يتمتعون بها أمام جميع الناس. أمّا الاختصاصية "جاسمينا ديزداريفيك نوكيتش"، فأعربت عن شكرها وامتنانها لمسؤولي الجمعية، حيال إتاحتهم لها مثل الفرصة الثمينة. وأضافت نوكيتش، للأناضول، إن الكفيفين يستطيعون القيام بالأعمال على أكمل وجه مثل بقية الناس القادرين على الرؤية، شريطة أن تتوفر لهم الإمكانات. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :