خسارة ثقيلة تلقاها الزمالك في مواجهة سموحة بثلاثية نظيفة في مباراة كانت حافلة بالفرص التهديفية لكلا الفريقين ولكن أهدر لاعبو الزمالك كل الفرص المتاحة بعكس لاعبي الفريق السكندري. نيبوشا بدأ اللقاء بطريقة لعب 4-2-3-1 بتوظيف كابونجو كاسونجو على الجانب الأيسر كجناح وصلاح عاشور صانع لعب بالعمق وعبد الله جمعة على الجانب الأيمن خلف باسم مرسي المهاجم الصريح. واعتمد الفريق خلال بناء اللعب على الجبهة اليسرى بقيادة مؤيد العجان، حيث كان كاسونجو مسؤولا عن خلق المساحة للعجان لينطلق للثلث الهجومي، فأحيانا يعود كاسونجو لوسط الملعب لاستلام الكرة ويستدرج خلفه الظهير الأيمن رجب بكار فتظهر المساحة وينطلق العجان. وأخرى كان يدخل كاسونجو للعمق ومعه بكار فتظهر أيضا المساحة للعجان. أما الجانب الأخر فكان أسلوب الاختراق مختلفا، حيث اتسمت تحركات اللاعبين بالتدوير فكان كثيرا ما يسقط عبد الله جمعة للخلف ويستدرج معه الظهير الأيسر طارق طه ولكن من ينطلق خلفه هو محمد أشرف "روقة" وليس الظهير حازم إمام. حتى نجحت تلك الفكرة في حالة وحيدة خلال الشوط الثاني ولكن عرضية روقة لم تكن متقنة. بينما على الجانب الدفاعي فقد عانى الفريق من عدة أمور أبرزها بالطبع المساحات خلف الظهيرين وخاصة مؤيد العجان المتقدم دائما للهجوم، وأيضا عدم الالتفات لنقاط قوة الفريق السكندري والتي كانت أبرزها ناصر ماهر صانع اللعب وأهم لاعبي الفريق فهو دائما خلال المباريات السابقة أكثر اللاعبين استلاما للكرة في صفوف فريقه حيث يوفر دائما المساندة والدعم للزملاء بتحركاته المميزة في وسط الملعب. فقد كان ماهر(رغم استبداله قبل 30 دقيقة من نهاية المباراة) حلقة الوصل وعنصر المساندة الأهم لثلاثي الهجوم محمد حمدي زكي وأوميد أوكري وبانو دياوارا وهو ماتوضحه خريطة التمريرات للاعبي سموحة في المباراة. وهو الأمر الذي لم يحدث في الزمالك حيث كان باسم مرسي وكاسونجو شبه معزولين تماما عن الفريق، فقد كان روقة أكثر ممر لمرسي بـ4 تمريرات بينما كان العجان أكثر ممر لكاسونجو بثلاث تمريرات فقط. عانى فريق الزمالك أيضا خلال تلك المباراة من ثغرة في منتصف الملعب خلف لاعبي الوسط وأمام لاعبي الدفاع. لاحظ هذه الحالة، طارق حامد يتقدم للضغط فيتم ضرب 6 لاعبين من الزمالك بتمريرة لناصر ماهر المتمركز بشكل رائع بين الخطوط. الحالة نفسها تكررت في الشوط الثاني وتم ضرب 7 لاعبين أيضا بتمريرة. وتلك حالات أخرى مشابهة. حتى جاء الهدف الثاني باستغلال لنفس المساحة حيث تسلم اللاعب الكرة خلف لاعبي وسط الزمالك ومررها للزميل على الجانب الأيسر دون تواجد لحامد وروقة. لم يكن هذا الخطأ الأبرز للثنائي حامد وروقة بل كانت العرضية التي أهدرها حمدي زكي في الشوط الثاني مثالا أخر لعدم حضور ثنائي ارتكاز الأبيض خلال المباراة، لاحظ بداية الحالة محمود سيد الذي سيرسل العرضية في النهاية يتواجد أمام الثنائي روقة وحامد. قرر سيد الانطلاق ومازالت أعين الثنائي على الكرة، حتى وصل اللاعب للثغرة في الجبهة اليسرى خلف العجان دون رقابتهما ليضطر علي جبر للترحيل ويصبح محمود حمدي "الونش" بين ثنائي هجومي لسموحة ولا يزال ثنائي الارتكاز يحاول الارتداد دون تواجد أو تغطية للترحيل الدفاعي الذي تم بسبب تخاذله في رقابة اللاعب. أخيرا نصيحة إلى نيبوشا إذا أردت الهجوم الساحق عن طريق الأطراف باستغلال الظهيرين فعليك اختيار أحد أمرين، إما البدء بثنائي جناح يجيدان الدور الدفاعي والهجومي والتحول لعمق الملعب وصناعة اللعب، أو الاعتماد على ثلاثي في وسط الملعب للتغطية خلف الظهيرين، لاعب يغطي ويبقى اثنان في العمق حتى لا تخسر منطقة وسط الملعب، لكن عند الاعتماد على كاسونجو وجمعة فالثنائي عند فقدان الكرة ليس له أية أدوار دفاعية ولا يرتد بسرعة للتغطية خلف الظهير المتقدم.
مشاركة :