إردوغان يتصلب في ذروة التوتر مع واشنطن

  • 10/22/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

اسطنبول/أنقرة - لم يبد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان السبت أي إشارة على التراجع عن موقفه في خلاف دبلوماسي مع الولايات المتحدة ووجه انتقادات حادة وتوبيخا لواشنطن على ما وصفه بأنه اتهام "غير ديمقراطي" موجه لحراسه الشخصيين. وقد تقضي أحدث تصريحاته على آمال التوصل لحل سريع لأزمة دبلوماسية قائمة بين البلدين الحليفين في حلف شمال الأطلسي. وقلصت أنقرة وواشنطن إصدار التأشيرات لمواطني البلدين مع تدهور العلاقات بينهما. وقال إردوغان في كلمة في اسطنبول "يقولون إن الولايات المتحدة هي مهد الديمقراطية. لا يمكن أن يكون ذلك صحيحا. لا يمكن أن تكون تلك هي الديمقراطية". وأضاف "إذا كانت مذكرات الاعتقال تصدر بحق حراسي الشخصيين غيابيا في الولايات المتحدة التي ذهبت إليها بناء على دعوة، فاعذروني لن أقول أن هذه دولة متحضرة". ووجهت هيئة محلفين كبرى في الولايات المتحدة اتهامات لخمسة عشر مسؤولا أمنيا تركيا بسبب مشاجرة بين محتجين وأفراد أمن مكلفين بحراسة إردوغان خلال زيارة الرئيس التركي لواشنطن في مايو/أيار. وقال إردوغان إن قرار الاتهام ليس ملزما لأنقرة. وتفاقم الخلاف بين البلدين بعدما اعتقلت السلطات التركية اثنين من موظفي القنصلية الأميركية وكلاهما تركيان واتهمتهما بأنهما على صلة بمحاولة انقلاب وقعت العام الماضي. وقالت السفارة الأميركية إن الاتهامات لا أساس لها. وأثار تردد الولايات المتحدة في تسليم رجل الدين التركي فتح الله غولن المقيم في ولاية بنسلفانيا منذ 1999 غضب تركيا التي تتهمه بتدبير محاولة الانقلاب. ويقول مسؤولون أميركيون إن محاكم البلاد تحتاج إلى أدلة كافية لإصدار أمر بتسليمه. كما أثارت واشنطن غضب تركيا بدعمها لوحدات حماية الشعب الكردية السورية في حرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية إذ تعتبر تركيا الوحدات امتدادا لحزب العمال الكردستاني المحظور على أراضيها. وأصدرت السفارة الأميركية السبت بيانا يعيد التأكيد على موقفها من حزب العمال الكردستاني وزعيمه المسجون عبد الله أوجلان في رد على ما يبدو على انتقادات من إردوغان. وقالت السفارة عبر تويتر "الحكومة الأميركية تعمل مع تركيا في الحرب ضد الإرهاب والحفاظ على الاستقرار في المنطقة. حزب العمال الكردستاني مدرج على قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية. أوجلان مسجون في تركيا لأعمال لها صلة بحزب العمال الكردستاني. إنه ليس شخصا يستحق الاحترام". وانتقد إردوغان الولايات المتحدة يوم الجمعة بسبب رفع القوات الكردية التي تدعمها الولايات المتحدة لافتة ضخمة تحمل صورة أوجلان في مدينة الرقة السورية. ورفعت اللافتة خلال حفل أقيم بمناسبة انتزاع السيطرة على الرقة من تنظيم الدولة الإسلامية في هجوم قادته وحدات حماية الشعب. وقال إردوغان "كيف يمكن أن تفسر الولايات المتحدة صورة أوجلان في الرقة؟ هل هذه الطريقة التي يتعاونون بها معنا في الكفاح ضد الإرهاب؟ إنكم لا تقفون في صفنا ضد الإرهاب". وأوجلان مسجون في تركيا منذ عام 1999 بعد إدانته بالخيانة. وقُتل أكثر من 40 ألف شخص معظمهم من الأكراد في القتال الذي اندلع منذ أن حمل حزب العمال الكردستاني السلاح ضد الدولة في 1984. وتعتبر الولايات المتحدة وتركيا والاتحاد الأوروبي حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية. انباء عن غرامات أميركية ضخمة على بنوك تركية من جهة ثانية، نقلت صحيفة خبر ترك التركية السبت عن مصادر بنكية رفيعة قولها إن السلطات الأميركية قد تفرض غرامات تصل إلى مليارات الدولارات على ستة بنوك تركية بسبب انتهاكات مزعومة للعقوبات المفروضة على إيران. وقال مسؤولان اقتصاديان كبيران في تركيا إن انقرة لم تتسلم أي إخطار من الولايات المتحدة بشأن تلك العقوبات. وأضافا أن الجهات التنظيمية الأميركية تبلغ ذلك عادة للجنة التحقيق في الجرائم المالية بوزارة المالية التركية. وقال المسؤولان إن من المتوقع أن تصدر السلطات التركية بيانا قريبا بهذا الشأن. لكن وكالة التنظيم والإشراف المصرفي في تركيا حثت الناس على تجاهل شائعات عن المؤسسات المالية في رفض على ما يبدو لتقرير خبر ترك. وقالت الوكالة "نلفت نظر الناس إلى أن هذه الروايات، التي تعد شائعات في طبيعتها، عن بنوكنا لا تعتمد على وثائق أو حقائق ويجب عدم الالتفات لها".وأضافت أن البنوك في تركيا تعمل بشكل جيد وكانت صحيفة خبر ترك التركية قد ذكرت اليوم السبت نقلا عن مصادر مصرفية رفيعة أن السلطات الأميركية قد تفرض غرامات تصل إلى مليارات الدولارات على ستة بنوك تركية بسبب انتهاكات مزعومة للعقوبات المفروضة على إيران. ولم تذكر صحيفة خبر ترك أسماء البنوك الستة التي من المتوقع أن تفرض عليها غرامات. وقالت إن أحد البنوك سيتعرض لغرامة تتجاوز خمسة مليارات دولار بينما ستفرض على البنوك الأخرى غرامات أقل. وفرضت السلطات الأميركية غرامات قيمتها مليارات الدولارات على عدد من البنوك العالمية بزعم انتهاكها للعقوبات ضد إيران وعدد من البلدان الأخرى في السنوات الأخيرة.

مشاركة :