على طريقة أحمد السقا في فيلم «أفريكانو» ومشهده الشهير الذي قفز فيه من أعلى شلال في محاولة سينمائية ليثبت للبطلة منى زكي أنه يحبها، نشرت مجلة «الإثنين والدنيا»، في العدد بتاريخ 24 نوفمبر عام 1942، بعض المغامرات والمجازفات الخطيرة التى تعرضت لها النجمات في أربعينيات القرن الماضي، تحت عنوان «آرتست مغامرات»، وكان من بينها حكاية للمثلة والمنتجة المعروفة آسيا داغر، والتي كادت تفقد حياتها بسبب الفن، عندما طلب منها تنفيذ مشهد يشبه مشهد السقا. تبدأ قصة المغامرة التي سردتها «آسيا»، فى وادي لبنان، قائلة: «كانت مغامرتى فى سبيل الفن.. كنا نخرج أحد الأفلام فى لبنان، واحتاج الموقف أن أقفز فى الوادي». تستكمل «آسيا» حكايتها قائلة: «أعد كل شئ لالتقاط المنظر، ولكن الأستاذ جلال قال أن هذا المشهد سوف لا يصلح لأنه يريد إخراج مشهد حقيقي، وتلفتت حولى فوجدت واديًا على عمق ثمانية أمتار، وقد وافق المخرج والمصور على أن أقفز من قمته، وعندئذ قلت: سأغامر!». تتابع «آسيا»: «حاول المحيطون بى أن يمنعونى من ذلك خوفا من الهلاك، ولكننى أصررت، فاستدعوا طبيبًا ليقوم بإسعافى وقت اللزوم، ولا أذكر ما حدث، سوى أننى صحوت وأنا فى فراشى وقد ضمت جراحى، ولما أفقت سألت: هل نجح المنظر؟ فقال جلال: مدهش! وعندئذ حمدت الله». يذكر أن الفنانة آسيا لقبت بـ «أم السينما المصرية»، فهى رائدة من رائدات السينما، أمضت حياتها وهى تعمل فى السينما كممثلة ومنتجة ومخرجة، عمرها من عمر السينما وهى جزء من تاريخها، وهى خالة الفنانة والمنتجة ماري كويني، وقد جاءت إلى مصر في عام 1923 مع شقيقتها ماري داغر وابنتها وعد التي اشتهرت في السينما باسم ماري كويني.