القدس، بيروت - وكالات - استهدف الجيش الاسرائيلي، أمس، مرابض مدفعية تابعة للنظام السوري بعد تعرض المناطق التي تسيطر عليها اسرائيل في الجولان المحتل لإطلاق نار من الجانب السوري، مهدداً برد أعنف في المستقبل. ويسيطر النظام السوري على قسم فقط من الاراضي السورية في الجولان المحتل، فيما تسيطر فصائل معارضة على بقية هذه الاراضي احداها موالية لتنظيم «داعش». لكن الجيش الاسرائيلي هدد بأن رده سيستهدف الجيش السوري، بغض النظر عن الجهة المسؤولة عن إطلاق النار أو عما إذا كان الأمر متعمداً أم غير متعمد. وأعلن أنه تم إطلاق خمس مقذوفات على شمال الجولان من الجانب السوري من الهضبة، من دون تسجيل سقوط ضحايا أو اضرار. وذكر في بيان أنه «رداً على اطلاق نار استهدف اسرائيل، قصف الجيش الاسرائيلي ثلاثة مرابض مدفعية تابعة للنظام السوري في مرتفعات الجولان»، محذراً من أن «أي تكرار (لحوادث مماثلة) في المستقبل سيضطر الجيش الاسرائيلي إلى رد أعنف»، ومعلناً أنه «يحمل النظام السوري مسؤولية أي عدوان ينطلق من اراضيه». في المقابل، أصدرت قيادة الجيش السوري بياناً أشارت فيه الى وقوع «اعتداء» على احد مواقعها في ريف القنيطرة «ما أدى إلى وقوع خسائر مادية». واعتبرت أن هذا الاعتداء يأتي «في إطار التنسيق بين إسرائيل والمجموعات الإرهابية المدعومة منها في المنطقة بعد أن أطلق الإرهابيون وبإيعاز من إسرائيل قذائف هاون سقطت في منطقة خالية متفق عليها داخل الأراضي المحتلة لإعطاء ذريعة للعدو الصهيوني بتنفيذ عدوانه». وجددت قيادة الجيش السوري «تحذيرها من التداعيات الخطيرة لمثل هذه الأعمال العدوانية»، محمِّلة «إسرائيل كامل المسؤولية عن النتائج المترتبة على ذلك بغض النظر عن الذرائع الواهية التي أصبحت مفضوحة ومعروفة للجميع». من جهة أخرى، استعاد الجيش السوري وحلفاؤه، أمس، السيطرة على مدينة القريتين في محافظة حمص وسط البلاد، بعد ثلاثة أسابيع من استيلاء تنظيم «داعش» عليها، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الرسمية «سانا». وأضافت ان «وحدات الهندسة في الجيش قامت بإزالة العبوات الناسفة والألغام التي زرعها إرهابيو تنظيم (داعش) فى المنازل والشوارع والساحات والمؤسسات الحكومية» في المدينة. وكان التنظيم سيطر على المدينة الواقعة في ريف حمص الشرقي على أطراف البادية السورية، مطلع الشهر الحالي إثر شنه هجوماً مباغتاً ضد مواقع القوات السورية، بالتزامن مع معارك عنيفة يخوضها الطرفان على أكثر من محور في البادية. وبدأت القوات الحكومية، وفق ما أورد المرصد السوري لحقوق الانسان، «عملية عسكرية في المنطقة في الساعات الأولى من صباح السبت (أمس)» قبل أن تتمكن من السيطرة على المدينة. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن التقدم حصل «بعد انسحاب أكثر من مئتي عنصر من التنظيم ليلاً باتجاه مناطق البادية، بعدما أطبقت قوات النظام حصاراً كاملاً على التلال المحيطة بالمدينة». في سياق متصل، أكد وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون أن تحرير الرقة من قبضة تنظيم «داعش» «إنجاز عظيم»، لكنه شدد على أن «العمل لم ينته بعد»، وذلك في تهنئته لتحالف «قوات سورية الديموقراطية»، المدعوم من الولايات المتحدة، على تحرير المدينة. وقال تيلرسون، في بيان، ليل أول من امس، «نحن نهنئ الشعب السوري و(قوات سورية الديموقراطية) و(التحالف العربي السوري) بتحرير الرقة»، مضيفاً: «تفخر الولايات المتحدة بقيادة التحالف ذي الـ73 عضوا الذي دعم هذا الجهد الذي شهد انهيار خلافة (داعش) المزعومة». وأكد أن «عملنا لم ينتهِ... لكن تحرير الرقة إنجاز عظيم في الحرب العالمية ضد (داعش) ويؤكد نجاح الجهد المستمر في سورية والعالم لهزيمة الإرهابيين». من جهته، أكد أشتون كارتر، وزير الدفاع الأميركي السابق إبان ولاية الرئيس باراك أوباما، إن خطة تحرير مدينة الرقة وضعت قبل سنتين، لافتا إلى أن «مزاعم» قيام الرئيس دونالد ترامب، بتغييرات كبيرة عليها، أمر غير صحيح. وقال في مقابلة مع شبكة «سي إن إن» إن «الخطة (تحرير الرقة) وضعت قبل سنتين وتم تطبيقها تماماً بالطريقة والجدول الزمني الذي وضع حينها.. أتصور لو أن خليفتي جيمس ماتيس كان لديه سبل لتسريع الأمور لكان قدمها كمقترحات». وجاءت تصريحات كارتر على خلفية خطاب ترامب الذي قال فيه: «أنا غيرت تماماً قواعد الاشتباك وغيرت تماما جيشنا والطريقة التي تتعامل بها قواتنا، وقد قاموا بعمل رائع».
مشاركة :