حماية حقوق العمال في الإمارات أولوية وطنية

  • 10/22/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

الشارقة: عايدة عبد الحميد تولي دولة الإمارات أهمية فائقة لاحترام حقوق العمال باعتبارها إحدى أكبر الدول المستقبلة للعمالة الأجنبية، وقد حققت تقدماً هائلاً في مستويات الحماية التي توفرها للعمال، حيث تنظر إلى حقوقهم باعتبارها التزاماً أخلاقياً وحضارياً واقتصادياً. وصادقت دولة الإمارات على عدة اتفاقيات رئيسية لمنظمة العمل الدولية ذات صلة بحقوق العمال، واعتمدت العديد من القوانين لحمايتهم، بما في ذلك القوانين الخاصة بمجالات التوظيف، والأجور، والسكن، والصحة. وعلى الدرب سارت هيئة تطوير معايير العمل في إمارة الشارقة، التي دأبت على تقديم الدعم لأصحاب العمل والعمال العاملين في الإمارة، بالتنسيق مع الجهات الحكومية المعنية والمنشآت الخاصة، من خلال توفير الاحتياجات اللازمة كافة، للعمال لضمان بيئة صالحة بهدف النهوض بمستوى أداء القطاع والعاملين به. في حوار خاص مع «الخليج» تحدث سالم يوسف القصير رئيس هيئة تطوير معايير العمل بالشارقة حول العديد من المحاور على رأسها آليات عمل الهيئة، وقضايا أخرى مختلفة.حول أهداف واختصاصات وصلاحيات هيئة تطوير معايير العمل، قال القصير: أنشئت هيئة تطوير معايير العمل في الشارقة بناءً على توجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، لتحقيق عدة أهداف رئيسية، من بينها: تعزيز بيئة العمل المبدعة والمثالية في الإمارة، إضافة إلى دعم أصحاب العمل والعمال بالتعاون والتنسيق مع الجهات الحكومية المعنية والمنشآت الخاصة لتوفير الاحتياجات اللازمة لهم.وفيما يتعلّق باختصاصاتها وصلاحياتها، تقوم الهيئة باقتراح الاستراتيجيات والسياسات اللازمة لتطوير معايير العمل، ونشر الوعي لدى أصحاب العمل والعمال حول ذلك، كما تعمل الهيئة على تطوير مرافق ومجتمعات العمال بالتنسيق مع الجهات المعنية لضمان بيئة صالحة للنهوض بمستوى أداء القطاع للعاملين به، مع تطوير مستوى العمال ثقافياً وفكرياً وصحياً من خلال إقامة المحاضرات والندوات والفعاليات الأخرى على مدار العام. وأشار إلى أن الهيئة تعمل على عدة محاور، تهم صاحب العمل، والعمال، وبيئة العمل، وبيئة مساكن العمال، وتتكامل هذه المحاور فيما بينها لتشكل أساس جهودنا، كما تقوم الهيئة بتعزيز ثقافة العمال في العديد من النواحي، منها الثقافة الأمنية، والثقافة القانونية، ومراعاة الخصوصية للدولة، والثقافة الصحية للعامل.وتكمن غاية الهيئة في تعزيز وتحسين حياة العامل في دولة الإمارات العربية المتحدة بشكل عام، وإمارة الشارقة بشكل خاص، حيث تعتبر حماية حقوقهم من أولوياتها الوطنية، من خلال التعاون مع أصحاب العمل والجهات الحكومية، وتعزيز ثقافة العامل على أكثر من مستوى، ولذلك فهي تقوم بالتنسيق مع الجهات الحكومية المعنية والمنشآت الخاصة، لتوفير الاحتياجات اللازمة لأصحاب العمل والعمال، وضمان بيئة صالحة للنهوض بمستوى أداء قطاعات العمل المختلفة. دراسة مسحية وبسؤاله عما تم في الدراسة المسحية، التي سبق أن تم الإعلان عنها من قبل الهيئة والتي تختص بالعمال في الإمارة، أجاب: بدأنا في الربع الأخير من العام الماضي بتنفيذ واحد من أهم وأكبر مشاريع الهيئة، وهو حملة المسح الميداني لمساكن العمال في إمارة الشارقة، بهدف التعرف على جميع أنواع المساكن العمالية في الإمارة وتحديد مواقعها، لإصدار إحصاء دقيق عنها وعن عدد العمال المقيمين فيها إضافة إلى التعرف على أعداد هذه المساكن من حيث كونها مساكن مشتركة أو منفردة، أو يستخدمها المالك، وكذلك نوعيتها ومن حيث كونها دائمة أو مؤقتة، ووضع رموز «النظام الشفري المتسلسل» المخصصة لمباني سكن العمال ليسهل التعرف عليها لاحقاً.وقبل عدة أشهر انتهينا من تنفيذ الجزء الأول من المرحلة الثانية من الحملة، والتي شملت مسح المناطق التي تحتوي على مساكن العمال في المناطق الصناعية 5، و6، و10، و11، و12، و13، و15، وسيتم في الجزء الثاني من المرحلة الثانية عمل دراسة تفصيلية للمساكن العمالية وساكنيها. بودي الإشارة هنا إلى أننا نعتمد في هذا المسح على أحدث تطبيقات تكنولوجيا نظم المعلومات الجغرافية الذكية المتمثلة بباقة من التطبيقات الذكية وحلول الجيومكانية التي توفرها شركة «ESRI» العالمية وبالتعاون مع الشريك الاستراتيجي - شركة «Gistec»، المتخصصة في توفير حلول ونظم المعلومات الجغرافية بالمنطقة، ويتم تنفيذه على يد فريق عمل من الباحثين الإماراتيين المؤهلين الذين تم تدريبهم في المرحلة الأولى. جائزة الإنجاز المتميز وحول تفاصيل فوز الهيئة مؤخراً بجائزة الإنجاز المتميز في مجال نظم المعلومات الجغرافية، أشار سالم القصير إلى أن هذه الجائزة يقدمها معهد بحوث النظم البيئية الدولي «ESRI»، الرائد في التحليل المكاني لنظم المعلومات الجغرافية، وجاء حصولنا عليها خلال المؤتمر العالمي السنوي لمستخدمي «ESRI» الذي أقيم في شهر يوليو/‏تموز الماضي في سان دييجو بولاية كاليفورنيا الأمريكية، بعد منافسة قوية مع أكثر من 300 ألف مرشح من كافة أنحاء العالم، تقدموا للحصول على هذه الجائزة العالمية المرموقة، والتي تكرم الجهات الأكثر تميزاً في توظيف التطبيقات الجيومكانية بشكل مبتكر، والريادة في جمع البيانات، وتطبيق نظم المعلومات الجغرافية على المستوى الحكومي. ويؤكد هذا الفوز على الجهود التي نقوم بها لتعزيز الوعي بأهمية الالتزام بالحقوق والقوانين والمعايير الخاصة بالعمل، والمساهمة في توفير البيئة الجاذبة لأصحاب العمل والعمال بالتعاون والتنسيق مع الجهات الحكومية والقطاع الخاص، للمحافظة على المكانة المتميزة التي تحظى بها إمارة الشارقة ودولة الإمارات في هذا المجال. الجائزة تمثل أيضاً تقديراً لكفاءة نظم المعلومات الجغرافية والتكنولوجيا المكانية المطبقة من قبل الهيئة، والتي أتاحت لنا إجراء مطابقة المعايير المعمول بها في الدولة مع الوضع القائم للمساكن العمالية بسرعة ودقة عالية، وتوثيق بيانات كافة المساكن العمالية في إمارة الشارقة، بما في ذلك تحديد أماكن سكن العمال، وفرزها تبعاً لمقومات الحياة المتوفرة في كل منها. ملامح مستقبلية وعن أهم ملامح رؤية الهيئة المستقبلية، قال رئيس هيئة تطوير معايير العمل بالشارقة: نحن نعمل بشكل دائم على تعزيز بيئة العمل في إمارة الشارقة، ونشر الوعي والثقافة لدى أصحاب العمل والعمال، من خلال توفير كل ما من شأنه دعمهم، بما يتيح لهم العمل في ظروف تتوافق مع أعلى المعايير العالمية، لضمان المساهمة الفاعلة في مسيرة التنمية الاقتصادية والنهضة العمرانية والحضارية، إضافة إلى المراجعة المستمرة لاحتياجاتهم لمواكبة النمو المستقبلي المتزايد والنشاط العمراني والصناعي والتجاري الذي تشهده إمارة الشارقة ودولة الإمارات، وفي نفس الوقت للمساهمة في تحقيق رؤية الإمارات 2021، الهادفة إلى أن تكون دولة الإمارات ضمن أفضل دول العالم بحلول اليوبيل الذهبي للاتحاد بعد أربعة أعوام. راحتكم تهمنا أشار رئيس هيئة تطوير معايير العمل في الشارقة، إلى أن الهيئة تعكف على توعية العمال، ومؤخراً أطلقت حملة تحت شعار «راحتكم تهمنا» لتوعية عمال الإمارة بحقوقهم المتعلقة بحظر العمل في الظهيرة، وتأتي تماشياً مع الحقوق الإنسانية للعمال التي اعتمدتها دولة الإمارات وأقرتها المواثيق الدولية. وجاء إطلاق هذه الحملة الجديدة للتخفيف على العمال وتوعيتهم بحقوقهم، ونتمنى أن تساهم هذه الخطوة بتوفير مزيد من الحماية لهم في الأجواء الصيفية الحارة.وحملت الهدايا التي تم توزيعها على العمال عبارات توعوية مستوحاة من قرار حظر العمل وقت الظهيرة بالمناطق المكشوفة، وذلك منذ الساعة 12:30 ظهراً وحتى الساعة 03:00 من بعد الظهر، وجاءت هذه العبارات بعدة لغات لتلائم تعدد جنسيات العمال. أهم الأسواق العالمية قال سالم القصير إن العمالة في دولة الإمارات تعتبر شريكا فاعلا في عملية التنمية التي تشهدها الدولة حيث ساهمت على امتداد السنوات الماضية في بناء بنية تحتية متينة وقوية ولا تزال تساهم في تطور مختلف القطاعات من خلال الخبرات والكفاءات التي ترى في سوق العمل مكانا آمنا للعمل والعيش الكريم خصوصا في ظل وجود التشريعات الوطنية التي تصون الحقوق وتحافظ على الكرامة الإنسانية.وأكد أن دولة الإمارات تستضيف الملايين من العمال من مختلف الثقافات في سوق العمل الذي يعتبر من أهم الأسواق العالمية في توفير فرص العمل الجاذبة للعمال.

مشاركة :