حمدان بن محمد: طلابنا أملنا وستكون لهم بصمة في صناعة المستقبل

  • 10/22/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، وبحضور سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، رئيس «مركز محمد بن راشد للفضاء»، والمشرف العام على كافة مشاريعه وخططه الاستراتيجية والتطويرية، انطلقت، أمس، أعمال «الحدث العلمي لمركز محمد بن راشد للفضاء»؛ حيث ألقى سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، رئيس مجلس التعليم والموارد البشرية، الكلمة الرئيسية خلال افتتاح الحدث؛ حيث استعرض خلالها أهم المراحل التي مرت بها مسيرة المعرفة الإنسانية، التي كان للحضارتين العربية والإسلامية إسهاماً جليلاً فيها امتد إلى نحو عشرة قرون من العطاء الفكري والعلمي. وخلال جلسة الافتتاح الرسمي للحدث العلمي، الذي أُقيم ب«متحف الاتحاد» في دبي، تناول سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، محطات مهمة في مسيرة التطور العلمي والمعرفي منذ مرحلة مبكرة من تاريخ الإنسانية، مؤكداً أن العرب والمسلمين قدموا للعالم فلسفات وأفكاراً واختراعات على مدى ألف عام تقريباً، ارتفعت معها قيمة المعرفة والعلوم؛ ليكون النتاج الفكري لتلك المرحلة، القاعدة التي ارتكزت عليها حركة التطوير، التي باشرها فلاسفة وعلماء الغرب وصولاً إلى النهضة العلمية الهائلة، التي شهدها العالم في القرن التاسع عشر، وتمثلت في اكتشافات واختراعات حيوية، كالآلة البخارية والهاتف والكهرباء وغيرها.وقال سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، على «تويتر»: «حضرت مع أخي الشيخ عبدالله بن زايد افتتاح الحدث العلمي لمركز محمد بن راشد للفضاء».وأضاف سموه: «العالم في تطور مستمر.. وتنظيم هذا الحدث يتماشى مع رؤية وتوجيهات القيادة، التي تهدف إلى تنمية القدرات الوطنية في أبحاث الفضاء والتكنولوجيا».وتابع سموه: «سعدت بتواجد طلابنا مع الخبراء وصنّاع القرار في هذا الحدث العلمي.. هم أملنا ومستقبلنا.. وستكون لهم بصمة إماراتية متميزة في صناعة المستقبل».وتطرّق سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، في كلمته إلى التحوّل العلمي والتكنولوجي الكبير، الذي شهده العالم، خلال السنوات العشر الأخيرة، لاسيما في مجال تقنية المعلومات وحلول الاتصال، التي تضمنت ظهور منصات التواصل الاجتماعي بما أحدثته من أثر عميق في المجتمعات الإنسانية، علاوة على الطفرة الكبيرة، التي حققتها البشرية بظهور الذكاء الاصطناعي الآخذ في التطور السريع، واستحداث تقنيات الواقع الافتراضي، والواقع المُعَزَّز وتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، التي تخدم العديد من القطاعات البحثية والتطويرية وغيرها من أوجه التطوير التكنولوجي، التي طالت العديد من مجالات الحياة. وقال سموه: إن فكرة«روح العصر»، التي ناقشها العديد من الفلاسفة والمفكرين تعني باختصار أن لكل عصر طابَعاً فكرياً وفنياً واجتماعياً وسياسياً واقتصادياً، والناجحون والعظماء والمؤثرون هم من يفهمون روح عصرهم، ويتفاعلون معه تبعاً لمحدداته الحضارية، أما من يعيش في الماضي فقط، ويحاول إسقاطه على الواقع، فإنه يفشل دائماً.وأكد سمو وزير الخارجية والتعاون الدولي، رئيس مجلس التعليم والموارد البشرية، أهمية الماضي كمصدر نستلهم منه الحكمة والقيم الرفيعة، مع ضرورة الاهتمام بروح عصرنا الحالي، التي تتجسد في العلوم، مشيراً سموه إلى أن البشرية قد تكون أمام نقلة نوعية حضارية، لاسيما مع تنامي الاهتمام بعلوم وتكنولوجيا الفضاء، الذي يفتح أمام البشرية آفاقاً كبيرة للتطوير؛ لتحقيق حياة أفضل للجميع. وكان سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، يرافقه سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، قد قاما بجولة تفقدا خلالها الفعاليات المصاحبة، التي تضمنت عدداً كبيراً من الجلسات النقاشية؛ حيث حضر سموهما جانباً من جلسة خُصصت لسارة بنت يوسف الأميري وزيرة دولة، المسؤولة عن ملف العلوم المتقدمة، قائدة الفريق العلمي في«مركز محمد بن راشد للفضاء»، للحديث حول الأهداف العلمية ل«مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ»، وكيف يدرس «مسبار الأمل» الغلاف الجوي لكوكب يبعد عنه آلاف الكيلومترات، وكيفية معرفة مكونات الغلاف الجوي وتركيبته على الرغم من عدم القدرة على رؤيته بالعين المجردة. وأوضحت الأميري، خلال الجلسة، أن مهمة «مسبار الأمل» تتمحور حول دراسة أسباب تسرب غازي الهيدروجين والأوكسجين نحو الفضاء، ومعرفة العلاقة والتفاعل بين الطبقات العليا والسفلى للغلاف الجوي لكوكب المريخ، كما تحدثت عن كيف تم تحديد الأدوات العلمية الثلاث في المسبار، وخصائصها، ولماذا تم اختيارها، وما البيانات التي ستجمعها وترسلها إلى كوكب الأرض. كما استعرضت بعض المعلومات المهمة حول «مسبار الأمل»، وأشارت إلى أن مداره حول كوكب المريخ، البيضاوي الشكل، ويتراوح ارتفاعه عن سطح الكوكب بين 22000 و44000 كلم، ما سيمكننا من توفير أول صورة شاملة عن كيفية تغيّر الغلاف الجوي للمريخ وتغيرات الطقس على مدار اليوم وعبر كافة فصول السنة بشكل مستمر.ويتضمن الحدث العلمي الموجّه إلى قطاع التعليم والقطاعات المرتبطة بالعلوم والتكنولوجيا في دولة الإمارات، مجموعة كبيرة من الفعاليات، منها نحو 30 محاضرة وجلسة حوارية وورشة عمل حول العديد من الموضوعات المتعلقة بالبحوث والتقنيات الفضائية، والإرشادات التوعوية الهادفة إلى تعزيز ثقافة البحث والتطوير والاستكشاف، بمشاركة عدد كبير من طلاب الجامعات والمدارس من مختلف المراحل التعليمية. وعرض 31 متحدثاً من «مركز محمد بن راشد للفضاء» والقطاع الأكاديمي والمجتمع العلمي في الدولة، أوراقاً بحثية وعلمية تتناول جوانب عديدة حول علوم وتكنولوجيا الفضاء، إضافة إلى مشاركة خبراتهم العلمية والهندسية في مختلف المهمات والبرامج الفضائية الإماراتية المتمثلة في «مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ - مسبار الأمل»، «خليفة سات» وبرنامج «المريخ 2117»، و«برنامج الأقمار الصناعية النانومترية» لطلبة الجامعات «أنسوب».وشمل الحدث ثلاث فعاليات فرعية تمثلت في: «الورشة العلمية السنوية الثالثة لمشروع الإمارات لاستكشاف المريخ - مسبار الأمل»، وورش عمل لمعلمي المدارس في إطار برنامج «سفراء التعليم»، إضافة إلى الدورة الثانية من المسابقة العلمية «اكتشف المريخ»؛ إذ عرضت 7 مشاريع مقترحة لأفكار مبتكرة لمهمات إلى المريخ تحمل تحدياً علمياً أو هندسياً في مجال اكتشاف الكواكب، قدمها طلاب من جامعات الدولة، وناقشتها لجنة علمية متخصصة. وعرض المركز كذلك خلال الحدث العلمي الأول من نوعه، تجربة اختبار زراعة بذور خضر في تربة مصنّعة بمكونات تشبه تربة المريخ، ومراقبة نموها ومنتجها، مقارنة بزراعتها في تربة الأرض؛ حيث حصل الطلاب على بعض العينات؛ لإجراء هذه التجربة في منازلهم ومشاركة نتائجهم في مدة زمنية معينة؛ إذ تأتي التجربة في إطار جهود استكمال المرحلة الأولى من برنامج «محاكاة المريخ». حضر افتتاح الحدث العلمي ل«مركز محمد بن راشد للفضاء» محمد بن عبدالله القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل، وحسين بن إبراهيم الحمادي وزير التربية والتعليم، والدكتور أحمد بن عبد الله حميد بالهول الفلاسي وزير دولة لشؤون التعليم العالي والمهارات المتقدمة، رئيس مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء، إضافة إلى لفيف من الخبراء والمتخصصين والباحثين من داخل الدولة وخارجها، وأكثر من 1600 شخص من المعنيين بمجال الفضاء والتكنولوجيا والعلوم. (وام) المتحدثون يتناولون مقومات الاستكشاف الفضائي تناول المتحدثون في أعمال اليوم الأول من «الحدث العلمي لمركز محمد بن راشد للفضاء» المُقام برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، طيفاً واسعاً من الموضوعات المهمة المتعلقة بمجال علوم واكتشاف الفضاء، بمشاركة أكثر من 36 متحدثاً من الخبراء والمختصين من داخل الدولة وخارجها. وتحدث الدكتور أحمد بالهول الفلاسي وزير دولة لشؤون التعليم العالي والمهارات المتقدمة ورئيس مجلس إدارة «وكالة الإمارات للفضاء» في جلسة بعنوان: «نمو قطاع الفضاء: التعليم أولاً» حول العلاقة بين قطاعي التعليم والفضاء، وقال: نجتمع اليوم في هذا المحفل العلمي لنسلط الضوء على الأهمية المتزايدة تجاه دعم المسيرة التعليمية والعلمية في مجتمعاتنا عبر بناء وتعزيز مهمتنا الرامية لبناء قطاع فضاءٍ وطنيٍّ طموح. وتبقى المهمة الأساسية التي يشترك الجميع في تحقيقها وتبنيها هي تحفيز العلم والتعليم باعتبارهما أولوية استراتيجية نضمن من خلالها بناء رأس المال البشري لننجح في تطوير قطاع فضائي مستدام. من جانبه، أكد يوسف حمد الشيباني مدير عام «مركز محمد بن راشد للفضاء» أن تنظيم الحدث العلمي للمركز في «متحف الاتحاد» يحمل رمزية كبيرة، لكونه المكان الذي شهد الانطلاقة الأولى لمسيرة النهضة والتطوير لدولة الإمارات، مشدداً على أن «الرؤية الاستشرافية للقيادة الرشيدة مكنت الدولة من إرساء توجه شامل للتنمية المستدامة». وأوضح المهندس عامر الصايغ مدير مشروع «خليفة سات» في «مركز محمد بن راشد للفضاء» في جلسة بعنوان: «الأقمار الصناعية لرصد الأرض: الرحلة وما بعد» أن مجموعة من المهندسين الشباب الإماراتيين يمثلون نواة النهضة التكنولوجية التي شهدها قطاع الفضاء الإماراتي من خلال برنامج نقل معرفة مع الشريك الاستراتيجي للمركز في كوريا الجنوبية «ساتريك إنيشيتف».وقدّم عمران شرف مدير «مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ» - «مسبار الأمل»، في مركز محمد بن راشد للفضاء، جلسة بعنوان «أهمية العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات لمستقبل دولة الإمارات العربية المتحدة»، حيث استعاد تجربة الدول المتقدمة في العلوم والتكنولوجيا. وفي جلسة بعنوان «دور المراكز البحثية في خلق بيئة متكاملة للعلوم والتكنولوجيا» أوضح البروفيسور مايكل ماكغراث خبير وباحث في المهمات الفضائية في مختبر الغلاف الجوي وفيزياء الفضاء في جامعة كولورادو أن معاهد البحوث المبتكرة توازن بين المخاطر ومواكبة التغيرات. وشارك المهندس سهيل الظفري نائب مدير مشروع «مسبار الأمل»- المركبة الفضائية، والمهندسة خلود الهرمودي نائب مدير المشروع - ضمان الجودة والخدمات اللوجستية، والمهندس محمد عبدالرحيم نائب مدير المشروع - الإطلاق، في جلسة بعنوان «تطوير مسبار الأمل من منظور فريق العمل».وتطرّق سهيل الظفري لمراحل تطور «مسبار الأمل» هندسياً، مؤكداً أن المشروع مصمم بصيغة غير معقدة، مما يجعلنا نتخطى تحدي إنجازه في ست سنوات فقط.. واعتبره تطوراً كبيراً في قدرات الدولة في مهمات استكشاف الفضاء الخارجي. وأوضحت خلود الهرمودي الكيفية التي تتم بها إدارة المخاطر المختلفة في مشروع فضائي لاستكشاف كوكب آخر وما تتطلبه جميع مراحل المشروع بدءاً بمرحلة تحضير خصائص المهمة وحتى الإطلاق من دقة متناهية وعناية شديدة بالتفاصيل. وشدد محمد عبدالرحيم على أن اختيار صاروخ الإطلاق من أهم الخطوات في أي مشروع فضائي، لأن أي خطأ في هذه المرحلة يشكل تحدياً كبيراً للمهمة، معدداً المعايير التي يُستند إليها في اختيار الصاروخ، وأيضاً كيف يجب أن تتوافق تصاميم المركبة الفضائية مع مواصفات الصاروخ.أما البروفيسور نضال قسوم البروفيسور في الفيزياء وعلم الفلك في الجامعة الأمريكية في الشارقة، فتحدث في جلسة بعنوان: «ماذا يمكن أن يخبرنا المريخ والكواكب خارج المجموعة الشمسية عن بعضهما بعضاً؟»، عارضاً خصائص الكواكب التي تم اكتشافها.وتخلل الحدث عرض مجسم ل«مدينة المريخ العلمية» التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وأخوه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة كأول مشروع في استراتيجية المريخ 2117، إذ تتميز المدينة بأنها أكبر مدينة من نوعها يتم بناؤها على الأرض، ونموذج عملي للتطبيق على كوكب المريخ. ورأى سعيد القرقاوي مدير برنامج المريخ 2117 في «مركز محمد بن راشد للفضاء» أن المدينة العلمية للمريخ ستعزز روح الاستكشاف، مشيراً إلى أنها تنقسم إلى ثلاثة أقسام، حيث سيشهد قسم المختبرات دراسات علمية تسهم في مواجهة تحديات أمن الغذاء والمياه والطاقة محلياً ودولياً.

مشاركة :