كتّاب وأدباء: قطــــر مطالبــــة بالتوقف عن دعم وإيواء الإرهابيين

  • 10/22/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

أكد عدد من الكتّاب والأدباء أن دعم قطر وإيواءها وتمويلها للإرهاب الذي استهدف أمن وسلامة واستقرار الشعوب ومقدراتها، يعد صدمة حضارية وثقافية وفكرية لكل إنسان خليجي وعربي، ما يضع على عاتق أبناء هذه الأمة مسؤولية التصدي لمثل هذه الممارسات والأفكار الهدامة والظلامية، من خلال مواجهة الفكرة بالفكرة، مطالبين قطر بالتوقف عن دعم وإيواء الإرهابيين، وعدم التدخل في شؤون غيرها. وقال هؤلاء الكتّاب والأدباء في تصريحات لوكالة أنباء الإمارات (وام) على هامش منتدى الاتحاد السنوي الـ12، الذي انطلق الخميس الماضي، في أبوظبي، إن الدول الأربع المقاطعة لقطر وسياساتها لديها حق مشروع في أن تحمي شعوبها وأمنها واستقرارها، ما يؤكد مواصلة المقاطعة حتى تعود قطر إلى رشدها، والكف عن ممارساتها الداعمة للإرهاب، مشيرين إلى أنه لا تلوح في الأفق أي بوادر للحل، في ظل تمسك قطر بسياستها الداعمة للإرهاب، والتمترس خلف مفهوم السيادة والممانعة والمقاومة، إضافة إلى الدور التحرري الذي تزعمه. فمن جانبه، أكد المدير التنفيذي للتحرير والنشر رئيس تحرير صحيفة «الاتحاد»، محمد الحمادي، أن الإرهاب لم يكن يوماً محصوراً في منطقة أو ضد دولة معينة، لكنه منتشر في جميع أنحاء العالم، وتكمن خطورته في هذه المرحلة من تاريخ المنطقة، في أن من يرعاه دولة عضو بمجلس التعاون لدول الخليج العربية، هي قطر، ما أدى إلى وقوف الدول الأربع المقاطعة لقطر بحسم وحزم أمام الممارسات التي تنتهجها الدوحة في دعم وتمويل الإرهاب، حتى تعود إلى صوابها ورشدها، والكف عن ممارساتها التي تستهدف أمن وسلامة الشعوب ومقدراتها. وأضاف أن قطر مطالبة اليوم بالتوقف عن دعم وإيواء وتمويل الإرهابيين، إضافة إلى عدم التدخل في شؤون الدول الخليجية والعربية بشكل عام، وذلك في ظل تورطها في زعزعة أمن واستقرار بعض الدول. وقال الحمادي: «كنا نتمنى أن ينعقد هذا المنتدى وقد طوينا صفحة قطر، وأصبحت من الماضي، لكنّ تعنت القيادة القطرية، ونكرانها الوضع الحالي حتى هذا اليوم، يجعلنا نواصل البحث، وأن نقرأ الأزمة القطرية من جديد، ونضع التصورات والحلول والأفكار»، مشيراً إلى أن الدول الأربع المقاطعة لقطر لديها حق واضح ومشروع، في أن تحمي شعوبها وأمنها واستقرارها. وأكد أن هذا أمر لا خلاف عليه، وبالتالي المقاطعة مستمرة حتى تعود قطر إلى صوابها، ومن ثم تعود إلى الحضن الخليجي والعربي. من جهته، قال الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتّاب العرب، حبيب الصايغ، إن المنطقة تشهد فرزاً واضحاً للإرهاب، بعدما تساقطت الأقنعة، وانكشفت الوجوه على حقيقتها، مشيراً إلى أن تركيز «منتدى الاتحاد» على الأزمة القطرية، وعلاقاتها بالإرهاب، وكشفها يعد جزءاً من مشروع وطني، من خلال فضح تورطها وعلاقاتها بالإرهاب، وأيضاً من خلال البحث والمناقشة وتبادل الأفكار. وأوضح أن المرحلة المقبلة بحاجة إلى المزيد من العمل، عبر التوثيق والبحث والاستنتاج. واعتبر أن الحل يجب أن يكون جذرياً، من خلال العمل الدائم وإطلاق المبادرات التي تناهض الفكر الإرهابي، مثل مبادرة «تحدي القراءة العربي»، والثقافة والتنوير الذي يناقض الفكرة القطرية. بدوره قال الكاتب والصحافي والروائي الإماراتي، علي أبوالريش، «إن منتدى الاتحاد يسعى للوقوف على الأسباب الرئيسة التي أدت إلى الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة، خصوصاً الأزمة القطرية، مشيراً إلى أن الإنسان الخليجي والعربي كان يحلم بمثل هذا التجمع (مجلس التعاون لدول الخليج العربية)، الذي يمثل قوة للعلاقة بين الأشقاء على كلمة سواء، والاتفاق على القضايا المهمة والجوهرية التي تؤثر في مصير الإنسان في هذه المنطقة، لكن وجدنا دولة من دول التعاون، هي قطر، تشق العلاقة، وتغرّد خارج السرب، حتى أصبحت شوكة شائكة في الجسد الخليجي، وذلك من خلال استجماعها لكل القوى الظلامية، ووضعها على هذه الجزيرة الصغيرة، لتكون عقبة في سبيل الوصول إلى سلام دائم في المنطقة». وأضاف أن ما فعلته قطر «يعد صدمة حضارية وثقافية وفكرية بالنسبة لكل إنسان خليجي وعربي، لأنه يمكن أن يكون هناك اختلاف في الأفكار والتوجهات، لكن أن تصل الأمور إلى أن تصبح العدو الأول لأشقائك هذه معضلة كبيرة». وقال: «نعوّل كثيراً على أبناء هذه الأمة من المحيط إلى الخليج، ونضع على عاتقهم مسؤولية التصدي للأفكار الهدامة والظلامية، من خلال مواجهة الفكرة بالفكرة، ووضع الأفكار المقنعة للإنسان، لأن هناك الآن حشداً ومحاولة للإغراء وإثراء الفكر بأفكار قائمة على الهدم والتدمير». وقال الباحث المصري الدكتور عمار علي حسن، إن المنتدى السنوي لصحيفة الاتحاد ناقش قضية مهمة، تفرض نفسها على أجندة البحث هي مكافحة الإرهاب، من خلال تلاقح الأفكار بين نخبة من الكتاب والأدباء والمفكرين، مشيراً إلى أن الأزمة القطرية فرضت نفسها على طاولة النقاش. وأضاف أن هناك ثلاثة سيناريوهات للأزمة القطرية: الأول سيناريو إلى الأمام، وهو أن تقرّ قطر بسياستها المضرّة بأشقائها في الدول العربية والخليجية على مدار عقدين من الزمان، وأن تتراجع عنها، وبإمكانها الاستعانة بدول الخليج كي تساعدها على التخارج من الدور المشبوه الذي رسم لها، ويعد هذا هو الأفضل بالنسبة لمستقبل قطر، والسيناريو الثاني هو الرجوع إلى الخلف، واستمرار الأزمة، ما يعني مزيداً من تحالف قطر مع التنظيمات الإرهابية والتكفيرية، واستخدامها لزعزعة استقرار المنطقة، أو لتحقيق أهداف الحكومة القطرية التي تتصور أنها انتقلت من مرحلة تثبيت الملك إلى مرحلة توسيع الملك، والسيناريو الثالث هو الوقوف في المكان والمراوحة عند النقطة التي نحن عليها، ومحاولة عدم تقديم أي تنازلات من قبل قطر، أو استحقاقات، واستمرارها في أن تتحدث في الظاهر عن أنها قلعة المضيوم، وألّا علاقة لها بالإرهاب، بينما تمد يدها في الخفاء للتعاون مع تلك التنظيمات الإرهابية، مشيراً إلى أن هذا السيناريو هو القائم حتى اليوم. وطالب حسن حكومة قطر بأن تعود إلى رشدها، وأن تدرك أن أمان قطر ليس بأن تحتمي بإيران أو تركيا، لأن التجربة التاريخية تقول إن إيران إنْ دخلت دولة سيطرت على مجتمعها. من جانبه، قال الكاتب والباحث السعودي عبدالله العتيبي، إن منتدى صحيفة الاتحاد تطرق في دورته هذا العام إلى التحدي الذي تواجهه دول مجلس التعاون الخليجي، المتعلق بمكافحة الإرهاب، والذي يأخذ طابعاً خاصاً، بسبب مقاطعة الدول العربية الأربع لدولة قطر، من أجل دعمها وتمويلها للإرهاب، وانتهاجها سياسات عدائية تجاه أشقائها. وأضاف أن الدور القطري في دعم الإرهاب، والتحالف مع التنظيمات والجماعات الإرهابية، بدأ منتصف تسعينات القرن الـ20، عندما قرر الشيخ حمد بن خليفة أن يتحالف مع القوى الإرهابية، من أجل زعزعة استقرار الدول العربية ودول الخليج، كما كانت هي أحلام قديمة لجماعة «الإخوان المسلمين» في إسقاط الدول وقيامها، وما كان يسميه حسن البنا بـ«سيادة الدنيا ويوم الدم»، الذي رأيناه في ما يسمى بـ«الربيع العربي»، الذي قامت فيه قطر بأدوار تخريبية في عدد من الدول العربية والخليجية. ولفت إلى أن الحكومة القطرية سعت إلى زعزعة استقرار جميع الدول العربية والخليجية بشتي الطرق، فهناك العديد من المؤامرات التي تم كشفها من خلال الوثائق والشهادات الحية، بعد قرار مقاطعة الدول الأربع لقطر، مشيراً إلى أن العالم يتجه اليوم نحو محاربة حقيقية للإرهاب.

مشاركة :