كاريزما الأشياء تملأ الأرجاء

  • 10/22/2017
  • 00:00
  • 21
  • 0
  • 0
news-picture

«الكَاريزمَا»، مِن المَفَاهيم التي دَخَلَت عَلَى عقُولِنَا فِي هَذا القَرن، ويَظنُّ البَعض أَنَّ هَذا المُصطَلَح دَخيلٌ جَديد، ومَا عَلِمُوا أَنَّ كُتب التُّرَاث، ومُجلَّدَات عِلْم الرِّجَال، وَصفَت بَعض الأشخَاص بأَوصَافٍ؛ تَدلُّ عَلَى مَا يَتمتَّعون بِهِ مِن كَاريزمَا، ولَعلَّ أَقرَبهم -سَاعة هَذه الكِتَابَة- هو الخَليفَة «عمر بن الخطّاب» -رَضي الله عَنه-..!ويَعتَقد البَعض -أَيضًا- أَنَّ الكَاريزمَا خَاصَّة بالأشخَاص، والحَقيقَة غَير ذَلك، فالكَاريزمَا تُوجد فِي الأشخَاص، وفِي الأفكَار، وفِي الأشيَاء.. وحَتَّى لَا نَضيع وتَتدَاخَل الأمُور، دَعونَا نَضرب مِثَالاً؛ لكُلِّ صنفٍ مِن هَذه الأَصنَاف:كَاريزمَا الأشيَاء، تَجدهَا -مَثلاً- فِي الجَمَادَات، فـ»جَبَل أُحد» لَه كَاريزمَا وشَخصيَّة، و»الكَعبَة المُشرَّفة» لَهَا كَاريزمَا وشَخصيَّة، كَمَا أَن «جَبَل التُّوبَاد» لَه كَاريزمَا وشَخصيَّة، حَيثُ يَقول شَاعر الأُمرَاء «أحمد شوقي»:جَبَلُ التُّوبَادِ حَيَّاكَ الحَيَاوَسَقَى اللهُ صِبَاناَ وَرَعَافِيكَ نَاغَيْنَا الهَوَى فِي مَهْدِهِوَرَضَعْنَاهُ فَكُنْتَ المُرْضِعَاأمَّا كَاريزمَا الأشخَاص، فهي مِن السِّمَات؛ التي لَا يَختلف حَولها المُحبُّون والكَارِهُون، فمَن كَان لَه نَصيبٌ مِن الكَاريزمَا، يُصبح لحضُوره هيبَة، تُغني عَن حَديثه، كَمَا أَنَّ الكَاريزمَا؛ تَجعَل لحَديثه وَقْعًا خَاصًّا فِي النّفوس قَبل الآذَان، ومِن أُولَئك النَّفر القَليل، سَيّدنا «عمر بن الخطّاب» -رَضي الله عَنه- كَما ذَكرنَا فِي بِدَايةِ المَقَال..!وكَاريزمَا الأفكَار كَثيرَة، وأَعنِي بِهَا، تِلك الأفكَار التي تَستَعمر العقُول لمُدَّةٍ طَويلَة، مِثل أَفكَار البُوذيَّة، أَو فِكرة «سَيكولُوجيَا الجَمَاهير»، التي نَادَى بِهَا «جوستاف لوبون»، أَو فِكرة «الحَدَاثَة»، أَو فِكرة «اللِّيبراليَّة»، أَو فِكرة «العَلمانيَّة»... وغَيرهَا مِن الأفكَار، التي غَيّرت المُجتمعَات.حَسنًا.. مَاذا بَقي؟!بَقي أَنْ أُوضِّح أَنَّ مَعنَى الكَاريزمَا مُتعدِّد، وقَد تَرجموه بالهيبَة، أَو النِّعمَة، أَو التَّركيبَة العَقليَّة والنَّفسيَّة للإنسَان، أَو الحضُور الشَّخصي، أَو القُدرَة عَلَى التَّأثير عَلَى العقُول، وإحدَاث التَّغيير فِي المُجتمعَات.

مشاركة :