تشير نتائج دراستين حديثتين نشرتا بمجلة «علم الوراثة في الطب» إلى أن التحورات بجين معين، التي ترتبط بمرض نادر بالنخاع العظمي، تجعل الشخص عرضة للإصابة بالسرطان.يقول الباحثون إن التحورات بالجين FANCM لا ترتبط - كما هو معتقد- بحالة «فقر الدم الفانكوني» وهو المرض الوراثي النادر الذي يصيب النخاع العظمي، بل ترتبط تلك التحورات بالإصابة بمرض السرطان في بدايته كما ترتبط بالسمية الناتجة عن العلاج الكيماوي، فالتحورات الجينية عموماً السبب الرئيسي وراء الإصابة بأمراض السرطان لأنها تعطل العمليات الطبيعية التي تتحكم بنمو الخلية ما يتسبب في نمو الخلايا بطريقة خارجة عن السيطرة ومن ثم تكون الأورام، لذلك فإن التعرف إلى التحورات الجينية المسببة لتلك الأمراض ضروري حتى يتم التوصل إلى طرق لتشخيص المرض وعلاجه والوقاية منه، وتضيف الدراسة الحالية سبباً جديداً لقائمة المسببات وهو التحورات بالجين FANCM وتوصلت دراسات سابقة إلى أن تلك التحورات تسبب أخطاء بالحمض النووي التي تزيد فرصة الإصابة بالسرطان وخصوصاً سرطان الثدي، وفي الدراسة الحديثة حاول الباحثون فهم المزيد عن المرض الناتج عنها مستخدمين التسلسل الجينومي لتحليل الخلايا المتحصل عليها من مرضى لديهم تحورات بالجين المذكور، ووجد أن أولئك المرضى لا يحملون أي سمات مطابقة لحالة فقر الدم الفانكوني كالتشوهات الخلقية أو تشوهات الدم ولكن وجد أنهم لديهم القابلية للإصابة بأمراض السرطان بما فيها سرطان الدم والرأس والعنق، بل أكثر من ذلك أنهم أصيبوا بسمية كبيرة نتيجة العلاج الكيماوي؛ لذلك يرى الباحثون أن النتائج تشير إلى أن التحورات بالجين FANCM والتي تفقده وظيفته تسبب متلازمة القابلية للإصابة بالسرطان وهي مختلفة سريرياً عن فقر الدم الفانكوني؛ أما الدراسة الثانية والتي شملت 5 نساء لديهن التحورات بذلك الجين فدعمت نتائج الدراسة الأولى حيث وجد أنهن لم يصبن بفقر الدم الفانكوني ولكن كن عرضة بدرجة كبيرة للإصابة بسرطان الثدي والسمية تجاه العلاج الكيماوي.
مشاركة :