تشير نتائج دراسة حديثة نشرت بمجلة «أمراض الجهاز الهضمي والكبد» إلى إمكانية علاج مرض التهاب الأمعاء بدمج مضادات الفطريات مع البروبيوتيك لتعزيز التوازن الصحي للتركيبة الميكروبية داخل الأمعاء.يعد مرض التهاب الأمعاء من الأمراض المزمنة التي يحدث فيها أن يقوم جهاز المناعة عن طريق الخطأ بمهاجمة خلايا الأمعاء ما يتسبب في التهابها والشعور بالألم بالإضافة إلى أعراض أخرى، وقد اكتشف من قبل أن بعض أنواع البكتيريا والفطريات تعمل معاً لتكوين غشاء حيوي متين يهيج استجابة المناعة ويزيد من حدة الالتهابات في حالة مرض كرون وهو أحد أنواع التهابات الأمعاء. ويقول الباحثون إن معظم الأبحاث ركزت على البكتيريا فقط وتجاهلت الفطريات، وتوصلوا من خلال عمل سابق لدراسة التكوين الجيني للتركيبة الميكروبية داخل الفم إلى أن جسم الإنسان مستعمر بأعداد هائلة من أنواع الفطريات، وفي دراسة أخرى اكتشفوا أن الأمعاء لدى مرضى كرون بها معدلات أكبر لنوعين من البكتيريا مقارنة بمن لا يعانون المرض، وبمزيد من البحث وجدوا أن تلك الأنواع الـ3 من الكائنات الحية تكون غشاء حيوياً قوياً يهيج المناعة بالجسم، وهي المرة الأولى التي يتضح فيها وجود علاقة بين مرض كرون واتحاد الفطريات مع البكتيريا، وخرج الباحثون من خلال الدراسة الحديثة بأن مزج علاج الفطريات مع البروبيوتيك يمكن أن يشكل علاجاً فعالاً لالتهاب الأمعاء، خصوصاً بعد أن وجدوا أعداد الفطريات تزيد بدرجة كبيرة لدى المرضى بسبب خلل التوازن بين المجموعات الميكروبية بالأمعاء لديهم ما يؤدي إلى تضرر الغشاء المبطن لها، لذلك يرى الباحثون ضرورة الأخذ في الحسبان تفاعل البكتيريا مع الفطريات وعملهما مع بعضهما البعض وذلك عند تركيب البروبيوتيك ويمكن تركيب نوع يحتوي على كل من البكتيريا المفيدة والفطريات المفيدة لاستعادة التوازن داخل الأمعاء.
مشاركة :