أمين المؤتمر الإسلامي الأوروبي: الأقليات رهان الجماعات المتشددة

  • 10/22/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

قال المفكر المغربي الدكتور محمد البشاري، أمين عام «المؤتمر الإسلامي الأوروبي» رئيس الفيدرالية العامة في فرنسا، إن «الشباب العربي والأوروبي يبحث عن الفتوى في 20 موقعاً» يشرف عليها متشددون، وإن «الجماعات الإرهابية، خصوصاً داعش، تراهن على الأقليات»، موضحاً أن فقدان الثقة في صورة من يُفتي في بعض الدول دفع الشباب للبحث عن المعلومة الدينية في وسائل التواصل الاجتماعي التي تشهد تجييشاً من الجماعات المتطرفة.وأضاف في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، على هامش مشاركته في مؤتمر «دار الإفتاء» بالقاهرة: «للأسف، من يتصدر مؤشر البحث على (غوغل) تيار إرهابي عمد إلى تعطيل أحكام الإسلام، واستطاع أن يرقم أكبر عدد من كتب التراث غير المحققة، أو التي عليها خلاف وليس عليها إجماع، بين مكونات المجتمعات الإسلامية».وتابع: «في دراسة قمنا بها، وجدنا أن الشباب المسلم عندما يبحث عن الفتوى والرأي الديني، يبحثون في 20 موقعا» تتبع جماعات متشددة، لأن هذه المواقع «استطاعت بفضل امتلاكها الإمكانيات الحديثة المعلوماتية أن تتصدر السوشيال ميديا، وبمهنية كبيرة... فالشباب يتلقون الفتوى والرأي الديني من المقدسي أو أيمن الظواهري، أو أبو بكر البغدادي، أو من كل هذه الجماعات الارهابية بامتياز».وأوضح أن تنظيم داعش استطاع وحده أن يصنع يومياً 46 ألف معلومة بـ90 ألف حساب على «تويتر» بـ12 لغة، لذلك نحن الآن أمام «حرب إلكترونية»، وهناك كتائب لـ«داعش» مدربة تعمل على مدار الساعة، ومن أي مكان.وقال الدكتور البشاري إن «الجماعات الإرهابية فهمت لغة الشباب وعقليتهم، بل إنهم استطاعوا أن ينفذوا للأطفال، من خلال ألعاب (بلاي ستيشن)، وكثير من هذه الألعاب مخترقة من الجماعات»، مؤكداً أن صناعة هذه الحسابات والمواقع لا يمكن أن تكون في بلد فيه صراعات أو حروب، خصوصاً مع هذه التقنيات الحديثة، فهي صناعة في بلدان تتمتع بالأمن والرفاهية والحرية، وكان علينا كمجتمع مدني ودول أن نشتغل على تجريم الإرهاب الإلكتروني، وإلزام الأمم المتحدة بهذه الاتفاقات، لكن الآن هناك فراغ تشريعي».وحول الذي يقدمه العالم لمحاربة الإرهاب، قال أمين عام «المؤتمر الإسلامي الأوروبي»: «على الأمم المتحدة أن تجرم الإرهاب الإلكتروني، وتعمل على تأسيس كتائب وجيش إلكتروني يتحدث باللغات التي تستخدمها حركات الإسلام السياسي وجماعات الإسلام القتالي، فضلاً عن إعلان حالة الطوارئ على الأفكار الشاذة والفتاوى المتطرفة».وعن تحقيق اندماج للمسلمين في أوروبا، قال البشاري إن «الأقليات المسلمة هي العقدة، وهي المساحة التي تعمل عليها الجماعات الإرهابية، لأن هذه الأقليات غير مُحصنة، فهم لا يمتلكون اللغة أو المفاهيم الدينية الصحيحة... والدليل على ذلك أن أكثر من نصف مقاتلي تنظيم داعش الإرهابي، من عام 2014 حتى 2016، من أبناء الأقليات المسلمة، وعددهم 25 ألف مقاتل من أوروبا وروسيا والهند، خصوصاً أن ثلث الأمة الإسلامية يعيش خارج العالم الإسلامي، لذلك يجب على المجامع والمؤسسات الرسمية أن يعملوا بالفعل على الأقليات، بتحصينهم فكرياً وعقائدياً».

مشاركة :