اعترف محلل الشؤون الدولية والسفير الإيراني الأسبق لدى الصين، حسين ملائك، بدعم قطر للتكفيريين والإرهاب في سوريا والعراق، ورغم ذلك اعتبر أن وقوف بلاده إلى جانب هذا النظام الداعم للإرهاب غیر منطقي، مرجحًا فتح حوار مع المملكة العربية السعودية بدلاً من مساندة الدوحة في الأزمة الخليجية. واعترف الدبلوماسي الإيراني، في حوار مطول مع موقع «خبر أونلاين» الإيراني، بأن بلاده انتهجت سياسة أمام قطر من شأنها مواجهة المملكة العربية السعودية، وحاولت إجهاض ضغوط الأخيرة على قطر، معتبرًا أن سياسة بلاده فوقال «ملائك» خلال الحوار إن قطر بلد ثري، أنفق مبالغ طائلة لدعم الفصائل السياسية وحاول التأثير على المنطقة، وهو ما جعل بلدًا صغيرًا بهذا الحجم يقحم نفسه في صنع القرار العالمي، معترفًا بأن قطر من أكبر ممولي الجماعات الإرهابية في سوريا والعراق، متسائلاً: «لماذا عارضت إيران قرار الغرب، خاصة الولايات المتحدة الأمريكية، بتجفيف منابع التمويل المالي للإرهاب؟» وقال إذا كان هدف هذا الائتلاف ضرب مصادر تمويل الإرهابيين لماذا ينبغي علينا معارضته. وأكد الدبلوماسي السابق في حواره، أنه كان ينبغي على بلاده دعم الحوار مع المملكة العربية السعودية بدلا من مساندة قطر الداعمة للإرهاب، مشددًا على أن ذلك كان سيصب في صالح طهران، منتقدًا بلاده بالقول: «كان يجب على وزارة الخارجية الإيرانية الاحتجاج على تصريحات وزير الخارجية القطري الذي قال إن الضغوط العربية جعلتنا نتقرب أكثر إلى إيران»، وهو ما اعتبره ملائك تصريحا يظهر إيران كبلد غير مقبول دوليًا. وأشار سفير إيران الأسبق في الصين، إلى رفع حجم التبادل التجاري بين إيران وقطر، قائلاً: «ارتفعت الصادرات الإيرانية إلى قطر لتسجل 60 مليون دولار منذ المقاطعة العربية لهذا البلد ليصل حجم التبادل التجاري في الأشهر الـ6 الأخيرة إلى 180 مليون دولار بعدما كان 120 مليون دولار العام الماضي، ولنفترض أنه في المستقبل وصل هذا المبلغ إلى 200 مليون دولار، فالخسائر التي تحملتها إيران جراء سياسة قطر في سوريا والعراق تفوق بكثير هذا المبلغ». وانتقد المحلل والدبلوماسي الإيراني السابق دعم بلاده لقطر، قائلا: «بدلاً من دعم قطر، كان ينبغي علينا دعم سياسة المملكة العربية السعودية، ولو فعلنا ذلك لتمكنا على الأقل من فتح حوار مع هذا البلد الذي يلعب دورًا إقليميًا أكبر، ويعد من خصوم إيران في العالم، ولتوصلنا مع الرياض إلى اتفاق لخفض العداء وإحداث توازن في العلاقات، لكن الآن أحكمنا عداءنا مع السعودية من خلال الامتياز المالي المحدود من قطر»، مذكرًا بلاده بأنها تمكنت خلال أزمة أفغانستان من الحصول على امتياز عبر مهادنة الولايات المتحدة الأمريكية. جدير بالذكر، أن إيران ساندت قطر في مواجهة دول الرباعي العربي الداعية للتصدي للإرهاب الممول من هذا البلد، وانتهجت سياسة من شأنها استفزاز أطراف الأزمة (مصر والسعودية والإمارات والبحرين)، من أجل إيجاد موطئ قدم لها في منطقة الخليج العربي عبر الدوحة.ي هذا الصدد غير سليمة وغير منطقية.
مشاركة :