تحولت دول التحالف العربي الذي تقوده السعودية والإمارات من مبعوثين للأمل إلى محتلين ومكروهين في نظر الشعب اليمني، بسبب الانتهاكات الجسيمة التي خلفتها الحرب التي بدأت في 25 مارس 2015 بهدف إنهاء انقلاب جماعة الحوثي والرئيس المخلوع علي عبدالله صالح على الحكومة الشرعية، وهو ما لم يحدث بعد مرور أكثر من عامين ونصف.بدأ اليمنيون يشعرون رويداً رويداً بأنهم أمام دول احتلال لأراضيهم، جاءت إليهم لتنهب ثروات بلادهم، وليس لتعيد لهم الأمل، وتخلصهم من المتمردين، فضربات التحالف السعودي خربت ديارهم، والقوات الموالية للإمارات اعتقلت شبابهم، وفرضت الوصاية على محافظات الجنوب. ويحاول اليمنيون كسر القيود المفروضة عليهم بمظاهرات فردية للتعبير عن سخطهم تجاه انتهاكات السعودية والإمارات. إضراب بالسجون السرية أمس السبت، أعلن أهالي العشرات من المعتقلين والمغيّبين قسراً في سجن «بئر أحمد» الذي تشرف عليه قوات موالية لأبوظبي بمحافظة عدن، بدء أبنائهم إضراباً عن الطعام يوم أمس. وقال بيان صادر عن أهالي المغيّبين قسراً في سجن «بئر أحمد» الذي تشرف عليه قوات الحزام الأمني، إن أبناءهم المعتقلين والمغيّبين منذ أكثر من 19 شهراً قد دخلوا معركة الأمعاء الخاوية بإضراب مفتوح عن الطعام إلى أن ينالوا حقوقهم القانونية والإنسانية، المتمثلة بتحويلهم إلى النيابة العامة، وسرعة الإفراج عنهم في حال لم يثبت عليهم أي تهم منسوبة. وحمّل الأهالي الجهات التي تقف خلف اعتقال أبنائهم كامل المسؤولية القانونية الناتجة عن هذا الاعتقال. ويعد سجن «بئر أحمد» الواقع شمال مدينة عدن أحد السجون السرية التي تشرف عليها الإمارات العربية المتحدة، وقد طالبت منظمات حقوقية في وقت سابق بضرورة إغلاقها ومحاكمة المتورطين فيها. وسبق أن أكدت أمهات المختطفين أن هناك سجوناً سرية ومعتقلات في عدن خارج سلطة الحكومة الشرعية، تديرها أجهزة الحزام الأمني وقوات التحالف العربي وتستخدم للتعذيب. وفي هذا السياق أيضاً، قالت منظمة سام للحقوق والحريات في وقت سابق إن أطراف الصراع في اليمن تحتجز مدنيين بسجون غير قانونية. يمنيون بلا مسكن مصيبة أخرى يواجهها سكان مديرية «ذوباب» في الساحل الغربي لليمن الذين يعيشون خارج منازلهم منذ ثلاث سنوات، وكانوا يعتقدون بأن سيطرة قوات الإمارات على المنطقة ستعيدهم لديارهم، لكنها منعتهم من العودة، وهم يعيشون حالياً ظروفاً إنسانية صعبة، حسب قولهم في تقرير نشرته «الجزيرة». ولم تكد مدينة ذوباب تعيد فرحتها بطرد مليشيات الحوثي والرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، حتى واجهت مشاكل أخرى، فمنذ تحرير المدينة أواخر العام الماضي، تفرض الإمارات طوقاً أمنياً مشدداً عليها، ولا تسمح للأهالي -البالغ عددهم نحو عشرة آلاف- بالعودة إلى منازلهم التي غادروها مضطرين منذ ثلاث سنوات. ويقول الأهالي إن القوات الإماراتية تتمركز في مناطق مهمة كقلعة المنصورة، كما استحدثت أبنية صغيرة لجنودها، ومنعت أي تحرك باتجاه المنطقة من البحر باستثناء جنودها، وهي تتحكم بالمدينة كما هي الحال في ميناء المخا، الذي تحول بدوره إلى قاعدة عسكرية إماراتية. مظاهرة ضد التحالف أيضاً انتشر فيديو أمس السبت على مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر فيه مجموعة من شباب مدينة تعز يتظاهرون في ساحة الحرية للتعبير عن غضبهم من دور التحالف السلبي تجاه مدينتهم، حيث رددوا شعارات تستهجن عدم تحقيق تقدم حقيقي في الحرب ضد الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح. من بين الهتافات «أين التحرير يا تحالف؟ أين التحرير يا شرعية؟»، كما هتف المتظاهرون بشعارات ضد العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز. وتقود السعودية تحالفاً عسكرياً عربياً يجري عمليات في اليمن منذ عام 2015 لدعم حكومة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، وذلك بعد سيطرة الحوثيين على زمام السلطة في صنعاء، واضطراره إلى الفرار. ومؤخراً حمل تقرير للأمم المتحدة التحالف السعودي مسؤولية مقتل وإصابة 683 طفلاً في اليمن. وأدرج الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش التحالف في قائمة سوداء ملحقة بتقرير قدمه لمجلس الأمن في الخامس من الشهر الحالي بسبب وقائع حدثت عام 2016.;
مشاركة :