أبناء في أحضان الخادمات “1-2”

  • 10/22/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

بقلم الكاتبة / وسيلة الحلبي ان الوالدين هما هرم التنشئة الاجتماعية الصالحة فاذا صلحت قاعدة الهرم صلحت قمته. وان بعض الآباء والأمهات يعتمدون على السائقين والخدم في تربية ومراعاة شئون أبنائهم. وقد يكون الاستعانة بالخدم ضرورة اجتماعية لدى البعض ولكن يجب أن تكون بلا ضرر وان لا يعطى الخدم دور الوالدين الأساسي في التربية والتنشئة. إن الأطفال أمانة في أعناق الوالدين، ومن واجبهم الحفاظ على سلامتهم وأمنهم، وتنشئتهم التنشئة السليمة المتشبعة بروح المجتمع، وقيمه العليا، ومفرداته الغنية الأصيلة، وكرمه ونجدته، ولكن نجد ان بعض الأسر” وبكل أسف ” تولي للخادمات، رغم انتمائهن إلى خلفيات ثقافية ودينية متنوعة، “ثقة مطلقة في تربية الأبناء”، ناسين أو متجاهلين ان الاعتماد على الخادمة في أمور كثيرة جعلها تأخذ دور الأم وجعل السائق يأخذ دور الأب ولأن الطفل أقرب لمن يراه ويرعاه فهو أقرب للخادمة والسائق لأنهما يرعيانه. مما يجعل الطفل يأخذهما قدوة له في الحركات والكلمات وفي مختلف السلوكيات التي تتبعها الخادمة ويتبعها السائق الأمر الذي يهدد المجتمع في المستقبل. ووسط هذه الأجواء المحمومة والحياة المستعرة، والمشتعلة تارة بالأفكار، وأخرى بالأماني والأحلام يصبح للخدم النصيب الأكبر في نشر ونثر ثقافتهم في عقول الأطفال ونفوسهم، حتى يصبح الطفل محملاً بثقافة مختلقة، ولغة غثيثة رثيثة تخرج من شفتيه وعقدة لسانه، وكأنها سهام ملتهبة، أو نكات تفضح الواقع الذي نحياه ويكشفه الأطفال بعفوية وبراءة لا متناهية، دون مواربة أو خوف.وقد أكدت الدراسات على تأثير الخادمات “المربيات” القوي على الأطفال. بالرغم من أن المرحلة الأولى في حياة الطفل من أحرج المراحل وأصعبها لأنه كما يقال “العلم في الصغر كالنقش على الحجر”. وفي مقولة عمر بن الخطاب رضي الله عنه: “علم ابنك سبعا وأدبه سبعا واصحبه سبعا” إشارة إلى أن الأطفال في سن ما قبل التمييز يتميزون بالإحساس المرهف ومن يربيهم لديه القدرة على تغيير عقيدتهم كيفما شاء فقد قال صلى الله عليه وسلم: “ما من مولود إلا ويولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه”. فلنتق الله في أطفالنا ولنبعدهم عن الخدم والمربيات والسائقين ما استطعنا ولنجتهد في ذلك. عضو الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين عضو اتحاد الكتاب والمثقفين العرب

مشاركة :