تبادلت أوكرانيا وروسيا الجنود الذين دخلوا أراضي كل منهما على مقربة من أرض المعركة في شرق أوكرانيا حيث تقول كييف إن القوات الروسية دخلت لمساعدة الانفصاليين الموالين لها في التقدم في هجوم على مرفأ حيوي. وعززت القوات الأوكرانية والسكان المحليين الدفاعات العسكرية عند مرفأ مدينة ماريوبول اليوم الأحد وهي المدينة الكبيرة التالية على خريطة تقدم المقاتلين الموالين لروسيا الذين أجبروا القوات الحكومية على التراجع على ساحل بحر آزوف في الأسبوع الماضي في عملية عسكرية شنوها على جبهة جديدة. وأثار تقدم الثوار الجديد قلقا متزايدا من حلفاء أوكرانيا الغربيين الذي يقولون إنه حصل نتيجة دعم تلقوه من قوافل من المدرعات التي نقلت جنودا روسا إلى أوكرانيا. ووافق قادة الاتحاد الأوروبي يوم أمس السبت على إعداد حزمة من العقوبات الاقتصادية الجديدة على موسكو وهي خطوة رحبت بها الولايات المتحدة التي تحضر بدورها عقوبات أشد على روسيا وتريد من الاتحاد الأوروبي أن ينضم اليها في هذا المسار. وشارك حشد من سكان ماريوبول في تظاهرات داعمة للحكومة الأوكرانية بينما تحقق القوات المدعومة من الروس مكاسب على الأرض في حين فر آخرون كثر لاحتمال شن هجوم شامل على المدينة التي يسكنها حوالي 500 ألف شخص. وقالت ألكسندرا (28 عاما) وهي موظفة في مكتب البريد كانت ترتدي شريطا عليه ألوان أوكرانيا "نحن فخورون بانتمائنا لهذه المدينة ومستعدون للدفاع عنها ضد المحتلين." وأضافت "سنحفر خنادق وسنرمي على المحتلين قنابل حارقة. أعتقد ان جيشنا وكتائب المتطوعن ستحمينا." في هذا الوقت كان ايجور (42 عاما) وزوجته لينا (40 عاما) يحملون أمتعتهم في سيارتهم ليفروا من المدينة مع ابنتهم البالغة من العمر خمسة أعوام بعد أن كانوا قد لجأوا إلى ماريوبول اثر وصول المعارك إلى مدينتهم الام دونيتسك في يوليو تموز الماضي. وقال لينا "لن ننتظر لنشهد الحرب مجددا. لم نفعل شيئا للتسبب بها ولا نريد أن نكون جزءا منها." *تبادل الجنود من جهة أخرى شكل تبادل الجنود عبر الجبهة في الليلة الماضية بادرة نادرة لتخفيف التوتر غير أن كلا من كييف وموسكو أعطت رواية مناقضة بوضوح لرواية الأخرى حول كيفية قطع جنودهما الحدود إلى اراضي الدولة المقابلة. وقال قائد مظليين روسي إن عددا غير محدد من المظليين الروس بودلوا بثلاث وستين جندي أوكراني. وأفاد مصدر عسكري أوكراني إن عدد الجنود الروس بلغ 15. وتقول كييف وحلفاؤها في أوروبا والولايات المتحدة إن العملية العسكرية الجديدة للانفصاليين عززتها أرتال من ناقلات جند روسية مصفحة نقلت إلى أوكرانيا أكثر من ألف جندي روسي كانوا يحاربون علنا دعما للانفصاليين. وقال الانفصاليون أنفسهم إن آلافا من الجنود الروس كانوا يحاربون في صفوفهم "أثناء عطلاتهم." وقال الميجر جنرال الروسي أليكسي راجوزين إنه تم تسليم المظليين بعد مفاضاوت "صعبة للغاية". وأضاف "اعتبر أنه من غير المقبول اعتقال الأوكرانيين لجنودنا لمثل هذا الوقت الطويل. ان فتياننا مستاؤون من كل ما حدث وسيتلقون المساعدة النفسية وغيرها وسيكونون بخير." وأشار راجوزين إلى أن روسيا -على العكس- أعادت فورا مئات الجنود الأوكرانيين الذين قطعوا الحدود في أوقات مختلفة عندما كانت يجبرهم الانفصاليون على ذلك. وأضاف إن الجنود الثلاث والستين دخلوا روسيا يوم الأربعاء الماضي. وقالت كييف في الماضي إن عددا من جنودها دخلوا إلى موسكو للهرب من القتال على الجانب الأوكراني من الجبهة وهو تصرف يتناقض مع سبب دخول الروس إلى أراضيها وهو شن الحرب. وتهكم الناطق باسم الجيش الأوكراني من فكرة أن الجنود الروس "ضلوا طريقهم مثل ليلى الحمراء في الغابة (قصة تروى للأطفال)." *عقوبات وشدد الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة تدريجيا العقوبات الاقتصادية على روسيا والتي بدأت بعد ضم أوكرانيا لمنطقة القرم في مارس آذار الماضي إثر الإطاحة بفيكتور يانوكوفيتش الرئيس الأوكراني الموالي لروسيا عن سدة الرئاسة. وحتى الآن لم تؤثر هذه الإجراءات كثيرا لردع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي أشار إلى جنوب وشرق أوكرانيا على أنهما "روسيا الجديدة." ونقلت وكالات الأنباء الروسية اليوم الأحد عن بوتين قوله إن وقف القتال هو مسؤولية كييف متهما الغرب بمناقضة مفاهيمه الديمقراطية عبر دعم العمل العسكري الأوكراني ضد الانفصاليين. ونقلت وكالة ايتار تاس الروسية عن بوتين قوله إن روسيا لا يمكنها الوقوف صامتة بينما يطلق النار على الناس مباشرة. ووافق القادة الأوروبيون أمس السبت على تكليف المفوضية الأوربية إعداد المزيد من الاجراءات العقابية التي يمكن ان يتبنوها في الأيام المقبلة بعد مناقشتها. وأثنى الرئيس الأمريكي باراك أوباما على الخطوة "لإظهار الدعم القوي لسيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها." ولكن في مؤشر على صعوبة التوصل لإجماع أوروبي على فرض العقوبات هددت سلوفاكيا باستخدام حق الفيتو على فرض اي عقوبات يمكن أن تضر بمصالحها.
مشاركة :