وزير الخارجية الاميركي يواجه تحديا رئيسيا يتمثل في اظهار مدى قدرة واشنطن على التأثير في سياسات المنطقة مقابل نفوذ طهران المتهمة بزعزعة الاستقرار الاقليمي.العرب [نُشر في 2017/10/22]تيلرسون يعمل على تحقيق اختراق للأزمة الرياض - يسعى وزير الخارجية الاميركي ريكس تيلرسون في الرياض والدوحة الاحد الى اقناع المملكة السعودية وقطر بالعودة للحوار رغم ان مؤشرات حل الازمة الدبلوماسية التي تعصف بالخليج منذ اكثر من اربعة أشهر تبدو ضعيفة. وفي جولته الخليجية الثانية خلال بضعة أشهر، يواجه الوزير الاميركي تحديا رئيسيا يتمثل في اظهار مدى قدرة الولايات المتحدة على التأثير في سياسات المنطقة في مقابل نفوذ ايران المتهمة بزعزعة الاستقرار الاقليمي. ويتزامن وجود تيلرسون في الرياض الاحد مع زيارة لرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي على رأس وفد وزاري كبير لحضور مراسم اطلاق مجلس التنسيق السعودي العراقي الذي سيدشن مرحلة جديدة من العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين الجارين. ومن المقرر ان يحضر وزير الخارجية الاميركي الاجتماع الاول لهذا المجلس الذي تأتي ولادته تتويجا لتقارب سعودي عراقي سياسي ودبلوماسي واقتصادي بدأ قبل أشهر قليلة بزيارات متبادلة رفيعة المستوى. وتعمل السعودية ومن خلفها الولايات المتحدة على الحد من نفوذ ايران في المنطقة، خصوصا في ظل السياسة المتشددة التي يتبعها الرئيس الاميركي دونالد ترامب في مواجهة الجمهورية الاسلامية. وتتمتع ايران، الخصم الاكبر للسعودية، بنفوذ كبير في بغداد منذ سقوط نظام الرئيس السابق صدام حسين على ايدي القوات الاميركية في العام 2003. والعلاقة مع ايران من بين أبرز اسباب مقاطعة السعودية ومعها دولة الامارات العربية المتحدة والبحرين ومصر لقطر منذ الخامس من يونيو الماضي، اضافة الى الاتهامات التي توجهها الدول الاربع للامارة الصغيرة بدعم "الارهاب"، وهو ما تنفيه الدوحة. والتقى تيلرسون في الرياض موظفي السفارة الاميركية، ثم عقد اجتماعا مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز على ان يجتمع في وقت لاحق بولي العهد الامير محمد بن سلمان ووزير الخارجية عادل الجبير لمناقشة الازمة والعمل على اعادتها الى طاولة الحوار. ويتوجه الوزير الاميركي بعد ذلك الى الدوحة حيث يلتقي الامير تميم بن حمد آل ثاني ونظيره القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني للغاية ذاتها. وتقيم قطر علاقات عسكرية وسياسية واقتصادية وثيقة مع الولايات المتحدة، وتضم أكبر قاعدة جوية اميركية في المنطقة تنطلق منها الحملات ضد مواقع جماعات متطرفة بينها تنظيم الدولة الاسلامية. الهدف هو التسوية في يوليو الماضي، اخفق تيلرسون الذي يعرف المنطقة بشكل جيد منذ ان كان رئيسا لمجلس ادارة المجموعة النفطية "اكسون-موبيل"، في مهمة دبلوماسية اولى تخللها توقيع اتفاقية لمكافحة "الارهاب" بين واشنطن والدوحة. لكن الآمال بتحقيق اختراق في الزيارة الثانية تبدو ضعيفة ايضا. وقال الوزير الاميركي لوكالة الانباء المالية بلومبرغ الخميس "لا اتوقع التوصل الى حل سريع"، في تناقض مع تفاؤل الرئيس الاميركي دونالد ترامب الذي توقع قبل شهر نهاية سريعة لهذه الازمة غير المسبوقة في منطقة الخليج. واضاف "يبدو ان هناك غيابا فعليا لاي رغبة بالدخول في حوار من قبل بعض الاطراف المعنية"، قبل ان يضيف "يعود الان الى قادة الرباعي (الدول الاربع) القول متى يريدون الدخول في حوار مع قطر لان هذا البلد كان واضحا جدا بالاعراب عن رغبته بالحوار". واكد "نحن جاهزون للقيام بكل ما هو ممكن لتسهيل التقارب، الا ان الامر يبقى مرتبطا بالفعل حتى الان بقادة هذه الدول". بالنسبة الى المحلل السياسي في "معهد واشنطن لسياسات الشرق الادنى" سايمن هندرسن، فان الولايات المتحدة تميل نحو الانخراط بشكل أكبر في محاولة لحلحلة الازمة بسبب تعنت الجانبين. وكان "الرباعي" قدم في يونيو سلسلة مطالب الى قطر بينها اغلاق قناة "الجزيرة" الفضائية ووقف دعم عدد من الجماعات في المنطقة. وبعيد جولته الخليجية، سيتوجه تيلرسون الى باكستان والهند في اول زيارة له الى جنوب آسيا منذ توليه مهامه في ادارة ترامب التي عرضت في اغسطس استراتيجيتها للنزاع في افغانستان. وأفادت وزارة الخارجية الاميركية ان تيلرسون سيبحث في اسلام اباد مع عدد من القادة "الدور الاساسي لباكستان في إنجاح" هذه الاستراتيجية. وفي نيودلهي، سيحاول بحث "الشراكة الاستراتيجية" المعززة التي تريد الولايات المتحدة اقامتها مع الهند "للقرن المقبل".
مشاركة :