حصد العماري بصحبة فرقة الماص تفاعلاً كبيراً في مهرجان السلام، حيث أعادت الأغاني الحضور المهتم بالتراث إلى الزمن الجميل. مع ثالث فعاليات مهرجان السلام، الذي تقيمه أكاديمية لوياك للفنون الأدائية "لابا" بالتعاون مع حديقة الشهيد، أقيمت ليلة شعبية كويتية للفنان سلمان العماري بصحبة فرقة الماص للفنون الشعبية في المسرح الخارجي للحديقة بحضور جماهيري كبير. وحملت الأمسية في طياتها مجموعة أغانٍ أعادت الجمهور إلى روح الزمن الجميل فلامست الأحاسيس، وألهبت القلوب. وأمام هذا الحضور المتلهف للسفر في عالم الموسيقى استهل العماري وصلته الغنائية التي أخذت طابع الجلسة الخليجية، كما أمتع أعضاء فرقة الماص الجمهور بالرقصات الكويتية الشهيرة التي قدموها، متزامنة مع غناء العماري مجموعة من الأغاني التي اختارها بعناية لتناسب كل الأذواق، وشملت فنون الإيقاع البحري، والقادري، والسامري، والخماري، والصوت العربي والفن المروبع، ولاقت جميعها تفاعلاً وانسجاماً لدى محبيه. واستهل العماري الحفل بإيقاع بحري "فن سنكني"، ومن ثم الفن الحدادي بأغنية "أول ما نبي". والفن الحدادي من الفنون البحرية التي تعد من أنواع النهم. وازداد الحماس الجماهيري كثيرا بأداء العماري الفن الحدادي الحساوي بأغنية "شلع جودي". فن الخماري ومع تواصل فقرات الحفل بدا العماري منسجما في العزف على العود مع إيقاعات فرقة الماص الموسيقية، واختار من الفن الخماري أغنية "ألا يا دان". ويعد الفن الخماري لونا من ألوان الغناء الشعبي المعروف في الكويت والذي أطلق عليه اسم فن "اللعبونيات" نسبة الى الشاعر المعروف محمد بن لعبون. ومع ازياد تفاعل الجمهور غنى العماري صوتا عربيا "يالله أدعوك ما بين المحبين تجمع". واستمر العماري في إمتاع محبيه، فقدم "صوت شامي"، ومن ثم غنى "تيه أفكاري غزال" و"ألا يا أهل الهوى" من الفن السامري، وهو فن غنائي شعبي من الشعر النبطي، وهو من الفلكلورات القديمة في الجزيرة العربية، ويعتمد الفن السامري على الدفوف والمرواس. ومن الفن القادري غنى العماري "من عدن سرنا اليمن"، وتنغم بالفن المروبع "سليم سليم" ثم اختتم أمسيته بأغنية "البيض والسمر" التي أشعلت حماسة الجمهور وتفاعلهم بالتصفيق. الطرب الأصيل وعلى هامش الحفل، أعرب الفنان العماري عن سعادته بتوافد هذا الجمهور الغفير بشكل غير مسبوق، ورغم الزحام فإن الحفل خرج على أفضل ما يكون بفضل حسن التنظيم الذي تميزت به حديقة الشهيد. وأكد العماري أهمية إعادة إحياء الحفلات الشعبية وغناء الفلكلور القديم كالصوت والنهمة والخماري، مشيدًا باهتمام "لوياك" بتقديم الطرب الأصيل والقيمة الفنية والثقافية التي تحفظ الموروث الشعبي وتقدمه لجيل الشباب ومتذوقي هذا الفن. من جانب آخر، صرح المدير العام لحديقة الشهيد يوسف البعيجان بأن هناك العديد من الفعاليات الثقافية والفنية والترفيهية التي ستشهدها الحديقة خلال العام الحالي، هدفها دعم وإثراء الحياة الثقافية والفنية في الكويت، إلى جانب إطلاع جيل الشباب على مختلف الفنون الثقافية والأدبية والموسيقية، مبينا أن حديقة الشهيد تعد اليوم مركزا ثقافياً رائداً باحتضان الكثير من الأنشطة المتنوعة على مدار العام.
مشاركة :