«هيئة مكافحة الفساد ستكون في مناهجنا الدراسية وسندعمها لتثقيف المجتمع، حيث نمتلك القاعدة الأكبر من مكوناته وهم أبناؤنا الطلبة وأعضاء الهيئات التعليمية والإدارية»... بهذه الكلمات وقع وزير التربية وزير التعليم العالي الدكتور محمد الفارس أمس بروتوكول تعاون تثقيفي بين وزارته والهيئة صباح أمس في مقر وزارة التربية، معلناً أن يد الوزارة ممدودة لجميع الجهات الحكومية والخاصة وجمعيات النفع العام للتعاون، فيما يثمر ويخدم أبناءنا الطلبة والهيئات التعليمية والإدارية والمجتمع، لاسيما فيما يتعلق بغرس القيم والأخلاقيات في الدولة. وكشف الفارس في تصريح للصحافيين عقب التوقيع عن مفاوضات مع الهيئة أثمرت الإتفاقية، وذلك لدورها المهم في المجتمع، مشدداً على «ضرورة إبراز هذا الدور والأهداف التي تحققها الهيئة وأهميتها في المجتمع ومنها الشفافية والقيم الأخلاقية في كيفية مكافحة الفساد. وشدد على ضرورة أن يكون للهيئة دور مباشر في مناهج وزارة التربية، وتثقيف أبنائنا الطلبة بهذا الدور المهم، حيث باتت الشفافية اليوم من الأمور المهمة في العمل الحكومي أو الخاص. وأكد تبلور هذه المحادثات لأن يكون هناك مذكرة تفاهم لتعزيز هذا الدور المشترك وإن شاء الله تكون بادرة خير في مرحلتها الأولى التي تدور حول التثقيف والتوعية وستكون مرحلة تجريبية عن طريق إقامة الندوات والمحاضرات والدورات ومراجعة المناهج بما يمكن من غرس أفكار تحقق أهداف الهيئة. وقال إن «الوزارة ملزمة بقانون الهيئة العامة لمكافحة الفساد، ونحن نتكلم عن تثقيف وتوعية في هذه المذكرة، ولا نحتاج أن نعمل مذكرة فيما يتعلق بأعمالنا كوزارة» مضيفاً «ما نتكلم عنه كيفية تحقيق أهداف الهيئة ودعم دورها في المجتمع، ونحن مستفيدون من هذا الهدف لتثقيف أبنائنا حيث نمتلك اليوم أكبر قاعدة في المجتمع وهي الطلبة والمعلمين، ومن الضروري أن يكون للهيئة دور في تثقيف الطلبة منذ الصغر وهذا هو الهدف من الإتفاقية». من جانبه، اعتبر رئيس الهيئة العامة لمكافحة الفساد «نزاهة»، المستشار عبدالرحمن النمش، أن توقيع مذكرة تفاهم في مجال نشر التوعية والتثقيف مع وزارة التربية، له أثر كبير في توعية الطلبة بمخاطر الفساد والمفسدين، وغرس مفاهيم الشفافية والمواطنة الصالحة. وأضاف النمش أن «نزاهة» كانت حريصة على توقيع هذه المذكرة مع وزارة التربية، إيماناً من الهيئة بمدى أهمية وزارة التربية في التعاون معها في نشر التوعية والتثقيف من خلال المناهج التعليمية لأجيال المستقبل، خصوصاً أن الوزارة تشارك الهيئة في هذه الرغبة وتتطلع لجيل واعد مناهض للفساد. وأشارإلى أن نشر قيم النزاهة والشفافية لدى الطلبة والمعلمين، من خلال الفعاليات والبرامج، التي تقوم بها وزارة التربية، من شأنه أن يبني جيلا واعدا وواعيا ومدركا بمسببات الفساد وآثاره، والحلول التي تساهم في درء الفساد وعدم انتشاره في المجتمع. وقال إن الاتفاقية تهدف إلى تعزيز مبادئ الشفافية والنزاهة لدى أبنائنا الطلبة وتعزيز مفاهيم النزاهة لدى المعلمين والعاملين في وزارة التربية، لافتاً إلى أنه «سيتم تشكيل فرق عمل لدراسة مناهج التعليم وتنظيم الندوات والفعاليات المهمة»، مثمناً جهود وزارة التربية وتعاونها المثمر في تحقيق ذلك. وتشمل الاتفاقية التعاون في مجال التوعية والتثقيف، وتتضمن وضع برامج تثقيفية توعوية لكافة الطلبة للمرحلة الثانوية، من خلال إعداد مادة علمية تتعلق بمفاهيم النزاهة والشفافية والمواطنة الصالحة، والعمل على تنظيم ورش تثقيفية توعوية للكادر التدريسي الذي بدوره سيشرف على برامج التوعية والتثقيف للطلبة، على أن يكون مدير المدرسة مسؤولاً عن اختيار فريق الإشراف على هذه الورش، وتزويد بعض المراحل الدراسية بمادة علمية مختصرة تحتوي عن الهيئة ودراسة إضافة بعض الفقرات التوعوية والمفردات اللغوية والتثقيفية في المواد الاجتماعية والدينية التي تدرس في المرحلة الثانوية، بالتنسيق مع الجهات المعنية.
مشاركة :