بعد ساعات من الصدمة التي شعر بها المصريون على خلفية مجزرة الواحات في الجيزة جنوب غربي القاهرة، نفت وزارة الداخلية صحة تسجيلات صوتية مسربة انتشرت في فضائيات مصرية عدة مساء أول من أمس، عن تفاصيل الاشتباكات التي دارت بين قوات الأمن والمجموعة الإرهابية. وقال مسؤول مركز الإعلام الأمني بالوزارة في بيان، أمس، إن ما تم تداوله من تسجيلات صوتية على مواقع التواصل الاجتماعي وتناولته بعض البرامج في القنوات الفضائية غير معلوم مصدره، مشيراً إلى أن «هذه التسجيلات تحمل في طياتها تفاصيل غير واقعية لا تمت لحقيقة الأحداث التي شهدتها المواجهات الأمنية بطريق الواحات بصلة، وأن تلك التسجيلات وتداولها على هذا النحو يهدف لإحداث حالة من البلبلة والإحباط في أوساط وقطاعات الرأي العام ويعكس عدم مسؤولية مهنية». ومساء أول من أمس، بث الإعلامي المصري أحمد موسى في برنامجه «على مسؤوليتي» عبر قناة «صدى البلد» تسجيلاً صوتياً تسبب في حالة من الجدل والسخط الكبيرين بين المصريين. وقال شخص عرف عنه موسى على أنه أحد الضباط الناجين من هجوم الواحات في التسجيل المسرب: إن المرشد الذي كان مع الداخلية «هو من سلم المأمورية للإرهابيين، وكان يرشد الشيخ الملثم (قائد الإرهابيين ضابط الصاعقة المفصول هشام العشماوي) عن الضباط ويقتلهم (بإطلاق الرصاص في الرأس)، أما الجنود فكان يصيبهم إصابات تعجيزية فقط». ولفت إلى أن أحد الضباط الناجين توسل إلى الإرهابيين ألا يقتلوه، فتركوه وهو الضابط الذي أعلنت وزارة الداخلية عن عودته. وبعد بث التسجيل، قررت نقابة الإعلاميين في اجتماع طارئ، وقف موسى وبرنامجه حتى الانتهاء من التحقيقات. وفي حين أعربت قطر عن إدانتها واستنكارها الشديدين لهجوم الواحات الذي أدى لاستشهاد 16 شرطياً وإصابة 13 آخرين، أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، أمس، أن مصر ستواصل مواجهة الإرهاب ومن يموله ويقف وراءه بكل قوة وحسم وفاعلية، حتى القضاء عليه. وقال في اجتماع للقيادات الأمنية والعسكرية ضم وزيري الدفاع الفريق أول صدقي صبحي والداخلية مجدي عبد الغفار ورئيس جهاز الاستخبارات العامة اللواء خالد فوزي، إن تضحيات شهداء الشرطة «لن تذهب سُدى»، موجهاً ببذل أقصى الجهد لملاحقة العناصر الإرهابية التي ارتكبت الحادث، وتكثيف الجهود الأمنية والعسكرية لتأمين حدود البلاد من محاولات الاختراق. وشدد على أن «مصر ستواصل مواجهة الإرهاب ومن يموله ويقف وراءه بكل قوة وحسم وفاعلية، حتى القضاء عليه»، مؤكداً أن الحرب على الإرهاب لها طبيعة خاصة تختلف عن الحروب النظامية، وأن رجال الجيش الشرطة نجحوا خلال السنوات الماضية في تجنيب الوطن المسارات التي شهدتها الدول التي تفشى فيها الإرهاب. برلمانياً، وافق مجلس النواب، أمس، على قرار السسيسي بإعلان حال الطوارىء في البلاد لمدة ثلاث أشهر، اعتباراً من 13 أكتوبر الأول الجاري.قضائياً، قررت محكمة جنايات الجيزة، أمس، معاقبة 11 متهماً في قضية «خلية الجيزة» بالإعدام شنقاً، وعاقبت غيابياً الحدث (أقل من 18 عاماً) محمود محمد بالسجن 10 سنوات، كما قضت بالسجن الموبد لـ14 متهماً آخرين. وقضت بإلزام المحكوم عليهم بالمصاريف عدا الحدث، وإلزامهم متضامنين بأداء تعويض مدني موقت للمدعي بالحق المدني، قدره 40 ألف جنيه و واحد.
مشاركة :