رغم جميع الصعوبات التي واجهته الموسم الحالي، وما لازمه من سوء حظ عاثر خلال بعض الفترات في مسيرته للدفاع عن لقبه، إلا أن سائق الراليات عادل حسين، بطل العالم للكروس كانتري لفئة «تي2 – 2016» استطاع أن ينهي الموسم الحالي في مركز الوصيف، مسجلاً إنجازاً طيباً، يحسب له. حسين اتخذ قراراً بعدم المشاركة في «باها بورتاليغري» بالبرتغال، والذي يمثل الجولة الأخيرة من بطولة كأس العالم للراليات الصحراوية، باعتبار أن نتيجته ستكون مجرد تحصيل حاصل، بعد أن ضمن المركز الثاني، وذهب لقب البطولة للسعودي ياسر بن سعيدان. «العرب» التقت البطل عادل حسين، لتتعرف منه على أسباب خسارة اللقب، ودوافعه لعدم المشاركة في الجولة الأخيرة من البطولة، فكان هذا الحوار:كيف تقيّم مشوارك هذا الموسم؟ - بالتأكيد كانت البداية غير موفقة، ففي أول مشاركة لي في باها روسيا الجولة الأولى من بطولة الكروس كانتري، وقع لي حادث وضللت الطريق، وعلقت وسط الثلوج، ولم تأتني المساعدة، مما اضطرني للوصول متأخراً، وحصلت على المركز الرابع في فئة «تي 2». أما في باها دبي فقد حدثت لي مشكلة في الدبل (الفور ويل) في بداية المرحلة الأولى، ولكنني أنهيت الباها في المركز الثالث. وماذا حدث في الجولات التالية؟ - لازمني سوء التوفيق في الجولات التالية أيضاً، فمشاركتي في رالي تحدي الصحراء بأبوظبي لم تكن على مستوى طموحي، حيث سبق وفزت بهذا الرالي 2016، ولكن هذا الموسم حصلت لي مشكلة فنية في (المروحة)، وتأخرت وأكملت الرالي في المركز الخامس، وهذا سبب لي ازعاجاً، لأن نقاط الرالي مضاعفة. وفي رالي قطر الصحراوي حدثت لي مشكلة فنية، ولم أكن موفقاً باختيار الملاح الفرنسي ديلوني الذي (ضيعني)، وكانت أخطاؤه كثيرة، وهو ما تسبب في الوقوع في خطأ في اليوم الأخير لرالي قطر، حيث علقنا في مكان، ولم نتمكن من الخروج إلا متأخرين، وحسب لوائح وقوانين رالي قطر، أن الذي يتأخر عن الوقت المحدد يعتبر منسحباً وخارج الرالي، لكن النتائج تحسنت في رالي كازاخستان، فرغم ذلك تمكنت فيه من الحصول على المركز الثاني في فئة «تي 2». هل هناك أسباب أخرى لتراجع النتائج بخلاف سوء التوفيق؟ - نعم، وبكل صراحة لم أرتح مع الملاح الفرنسي سيباستيان ديلوني، منذ باها دبي، حيث لم نكن منسجمين ومتفاهمين، وقد وقع في أخطاء كبيرة كانت أحد أسباب تأخري، وأعترف أن قرار الاستعانة به لم يكن موفقاً، ووقعت في خطأ كبير أنني استعنت به وهو كان ملاحاً مع منافسي على البطولة (ياسر السعيدان) 2016، اتخذت قراراً بعد رالي كازاخستان بالاستغناء عن خدماته، لأنه لم يفدني، واتجهت إلى الاستعانة بالملاح القطري المميّز الشاب ناصر بن سعدون الكواري، وهو ملاح متميز، ومنسجم، ومتناغم معي، والأهم أنه ابن بلدي، وأفضّل أن يكتسب خبرة بدلاً من الملاح الأجنبي، وهو دائماً يرفع روحي المعنوية، ولديه خبرة المشاركة في بطولة كأس العالم للراليات الصحراوية الكروس كانتري. هل تخلفت عن المشاركة في أي من جولات البطولة؟ - بالفعل لم أشارك في باها إيطاليا بسبب بداية حصار قطر الظالم، لكني شاركت في الجولة التالية في باها أراغون الإسباني، والذي يعد البداية الحقيقية لانطلاقتي، رغم أنها جاءت متأخرة كثيراً، حيث فزت بالمركز الأول، ثم توالت الانتصارات في باها المجر، وحصلنا على اللقب، وهذا رفع معنوياتنا، وفي باها بولندا أيضاً كنا الأفضل وحصلنا على اللقب، وهذا أعطانا حافزاً ودافعاً كبيراً للمنافسة، وعلى ضوئه قررنا المشاركة في رالي المغرب الصحراوي، الذي كان الفيصل بيننا وبين حامل اللقب، رغم أن تكاليفه كبيرة وباهظة. وماذا حدث في رالي المغرب الصحراوي؟ - كانت البداية جيدة في المرحلة الاستعراضية، لكن تعرضنا لحادث وتأخرنا في المرحلة الأولى، ما أفقدنا فرصة المنافسة، كما تعرضنا لمشاكل فنية كثيرة، رغم الجهود الكبيرة التي بذلناها، وأحرزنا المركز الثاني في الرالي. كانت هناك انتقادات كبيرة للشركة المنظمة للرالي. فما تقييمك لهذا التنظيم؟ - لا شك أن الشركة المنظمة لم تكن على مستوى الحدث، وواجهنا عدة مشاكل وصعوبات، وعندما وقع الحادث لم تصلنا سيارة المساعدة، أو الإسعاف، ومكثنا ساعات طويلة، ووصلنا الصباح بدون مساعدة، وشاركنا في المرحلة بعد ساعة واحدة فقط من الراحة، وكنا متعبين ومرهقين، والتنظيم لم يكن في المستوى المأمول، وهناك أخطأ فنية، منها مثلاً منافسي لم تصل سيارته في الوقت المحدد، نحن سجلنا وأجرينا الفحص الفني، وكان من المفترض في بعض اللوائح حرمانه من المشاركة، ولكنهم اعتمدوه. ما الفارق بين بطولة الموسم الحالي عن سابقتها؟ - بطولة الموسم الحالي لم تكن قوتها بنفس قوة العام الماضي، كان هناك حماس أكثر ومتعة، وهناك تنافس بين جميع السائقين، وليس المسجلين في الاتحاد الدولي فقط، لكن القانون الجديد في التسجيل بالاتحاد الدولي قتل طموح السائقين والمنافسة، وأعتقد أن عملية التسجيل من أجل حصد نقاط قتل روح المنافسة في الرالي، حيث كنا نشارك في الرالي مع السائقين المحليين، وهم محسوبون ضمن الفائزين كل في مركزه، أما الآن فلو كان أمامك ستة سائقين محليين، وأنت مسجل في الاتحاد الدولي (FIA)، وترتيبك السادس، فأنت تكون الفائز بالمركز الأول. هل فكرت في الانتقال للفئة الأولى التي يشارك فيها نجوم العالم، وفي مقدمتهم ناصر بن صالح العطية؟ - لدي الرغبة بالفعل في الانتقال للفئة الأولى، لكن هذا الأمر يتطلب دعماً أكبر، والمنافسة مع الكبار تحتاج لخبرة المشاركة أولاً، ثم لا بد من الترتيب والتخطيط لهذه المشاركة، ومعرفة قوة المنافسين، وكيفية الدخول لمنافساتهم. بماذا تود أن تنهي حديثك؟ - أتوجه بجزيل الشكر والتقدير إلى الاتحاد القطري للسيارات والدراجات النارية على دعمه، وشركة صالح الحمد المانع، وكيل نيسان بالدوحة، التي قامت برعايتنا، وتقديم الدعم لنا لمواصلة الانتصارات، والشكر موصول لشركة «ooredoo» للاتصالات التي دعمت مسيرتنا، حتى صعدنا لمنصة التتويج في الجولات العالمية، ونتمنى أن نتواصل مع بعضنا الموسم المقبل، لتحقيق مزيد من الإنجازات لبلدنا الغالي قطر.;
مشاركة :