غالية خوجة (دبي) نظم رواق عوشة بنت حسين الثقافي، مساء أول من أمس، أمسية ثقافية بعنوان «زايد وكتاب هويتي»، وذلك في مقره بدبي - قاعة غانم غباش التي ستفتتح رسمياً في (18) المقبل، تحدث خلالها الباحث والمستشار الإعلامي للاتحاد العام للأدباء والكتّاب العرب، خالد بن ققة عن كتاب «هويتي» لمؤلفته الدكتورة موزة غباش، مديرة الرواق. بدأت د. موزة غباش عرضها للكتاب بالإشارة إلى أن الكتب التي تناولت الهوية الإماراتية نادرة، ثم قالت إنها ناقشت عبر (9) فصول، الهوية وتاريخها الراسخ في الجذور، وتطوراتها، وصولاً إلى لحظة الاتحاد المشرقة وما بعدها، ودور الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» ورؤاه الاستشرافية، والدور الذي يواصله أصحاب السمو حكام الإمارات على هذا الصعيد، وإعلان صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، عام الهوية (2008)، بما ينطوي عليه ذلك من تأكيد وتمكين للانتماء الوطني، موضحة أن الهوية إجبار لا اختيار، ومن أهم أساسياتها اللغة. ونبهت د. غباش إلى أشكال الاستعمار الأخرى، المتمثلة في احتلال الثقافة العربية، تمهيداً لتدمير الهوية العربية والإسلامية، بعد تجزئة الحدود وتدميرها، وأكدت: ضمن هذه التحديات لا بد من التصدي على صعيد الهوية. وبدوره، تحدث خالد بن ققة، بدءاً من مشكلة الأقليات والأطراف مع الهوية، وهي إشكالية مطروحة على مستوى العالم، ولدتها عوامل سببية متسلسلة أهمها الإرهاب المصدّر، الاستعمار، الفوضى، الصراع، وأكد أن الإمارات تأسست على قيادة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الرشيدة، التي يواصلها أصحاب السمو حكام الإمارات، وعلى المنتَج المعرفي. وتابع: المدهش أن أفكار زايد المؤمن بقوة هذه الأمة وعظمتها سبقت دول العالم من حيث التطبيق، ونجد ترجمتها في التجربة الإماراتية التي لم تغيّب الهوية في بعدها الحضاري، ولا ميراثها التاريخي. وأضاف: هذا الكتاب جزء من الجانب الناعم للقوة الإماراتية، وطاقتها الإيجابية وإنجازاتها وتحدياتها المضيئة، من تحدي القراءة إلى تحدي الترجمة إلى الإمارات قادمة. وتابع: انتهيتُ إلى أن الكتاب مرجعية هامة، لأنه حلل الهوية الإماراتية زماناً ومكاناً بطريقة علمية، وتناولها بمحليتها وعربيتها وعالميتها، وكشف عن المخاطر، كما كشف عن التطلعات المستقبلية، والمشاركة الإبستيمولوجية طارحاً رأي الآخر دون تخوّف، ذلك لأن قوة العرب تكمن في تعاملهم مع الثقافات الأخرى دون خشيتها، والقيادة الإماراتية، بفطرتها، تنبّهت إلى الهوية، وتعميق مفهومها في التأسيس الوطني، وهذا من أهم ركائزها لأن تكون دولة عربية بمواصفات عالمية.
مشاركة :