يستمر مهرجان المكاسب في وول ستريت هذا الأسبوع، سواء بدفع من التطورات السياسية وإقرار ميزانية العام المقبل أو بزخم أرباح الشركات، حيث يستقبل نتائج عمالقة التقنية أو تقارير الأداء الاقتصادي وأهمها القراءة الأولى في الناتج الإجمالي للربع الثالث.وسيشهد الخميس المقبل الإعلان عن أكبر أرباح في يوم واحد خلال الربع الثالث، كما يصادف موعد اجتماع مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي والقراءة الأولى في الناتج الإجمالي المحلي الأمريكي للربع الثالث، فضلا عن نتائج بعض كبار اللاعبين في القطاع الصناعي.والجديد في نتائج شركات التقنية هو أن المستثمرين يتابعون من خلالها واقع القطاع الذي بات المحرك الأساسي في دفع المؤشرات، خاصة أن مكاسبها لهذا العام تجاوزت 30%، فضلاً عما تعكسه نتائج شركة أمازون من أضواء على واقع قطاع بيع التجزئة.ويعزز موسم أرباح الشركات قناعة المستثمرين ليس حول أداء الاقتصاد الأمريكي فحسب بل حول أوضاع الشركات الأمريكية خارج البلاد بعد تمرير موازنة 2018 الذي فتح المجال أمام خطة التخفيضات الضريبية والإصلاحات التي وعد بها الرئيس ترامب.أما البنك المركزي الأوروبي الذي ضخ مليارات اليوروهات في شراء السندات الأوروبية، التي بلغت 70 مليار دولار شهرياً، لتحفيز الاقتصاد في منطقة اليورو، فيحظى بمتابعة الأسواق خاصة أسواق السندات التي تشهد انخفاضاً لافتاً في أوروبا نتيجة انتقال الاستثمارات إلى السندات الأمريكية رهاناً على رفع أسعار الفائدة المنتظر بعد تقليص برنامج التيسير الكمي.وقد أطلق ماريو دراجي عدداً من التلميحات فيما يتعلق بتقليص برنامج شراء السندات، لكن مع عناد معدلات التضخم في شهر سبتمبر/ أيلول دون الحد المستهدف، فلا تزال الضغوط قائمة على البنك المركزي الأوروبي للاستمرار في تنفيذ برنامج التحفيز، وإن كانت مؤشرات الأداء الاقتصادي تقول كلاماً آخر.وتتابع فعاليات الأسواق مؤشر الدولار الذي حقق مكاسب لافتة خلال الأسبوع الماضي خاصة يوم الجمعة بعد تمرير الميزانية وسط ترقب لاجتماع الاحتياطي الفيدرالي الذي يرى في نسبة التصويت الضئيلة استمراراً للضغط السياسي خاصة أن مؤشر قياس قوة الدولار لا يزال عند 94 نقطة المستوى الذي لم يتجاوزه منذ يوليو/ تموز الماضي.ومثل هذه المعطيات ترجح عدم تحرك المجلس في اجتماع أكتوبر لكن احتمالات رفع أسعار الفائدة قبل نهاية العام لا تزال قوية في توقعات المستثمرين، حيث تجاوزت 91% ما يشكل عاملاً آخر من عوامل دعم العملة الخضراء وبالتالي زيادة الضغط على كل من النفط والذهب.وقد كشفت بيانات المخزونات الأمريكية عن تراجع جديد ما يعكس زيادة متوقّعة في الطلب على الخام وتحسناً في أداء الاقتصاد. وسوف يكشف تقرير الناتج الإجمالي للربع الثالث يوم الجمعة عما إذا كان النمو الذي تحقق في الربع الثاني عند 3% مستداماً أم عارضاً، كما يكشف عن مدى استمرار زخم أداء الشركات وإنفاق المستهلكين خلال أشهر الصيف.يبقى الأهم في متابعات الأسواق من سيخلف جانيت يلين في رئاسة الاحتياطي الفيدرالي، حيث تنتهي ولايتها في فبراير/ شباط المقبل. وقد أشارت بعض وسائل الإعلام إلى أن القرار قد يصدر خلال أيام ورجحت تكليف جيرمي باول الذي قد لا يلقى معارضة في الكونجرس. وتستقبل الأسواق تعيين باول بالترحاب كونه من مؤيدي سياسة جانيت يلين ما يضمن استمرار نهج السياسة المالية دون تغيير وعدم تعريض القطاع المالي لهزة هو في غنى عنها.ويستمر تسابق المؤشرات على الفوز بالمرتبة الأولى في المكاسب السنوية، حيث لا يزال مؤشر ناسداك في المقدمة بمكاسب بنسبة 22% ساهمت شركات التقنية في رفعها بمكاسبها التي بلغت 30% منذ بداية العام، ثم داو جونز بنسبة 17% و«إس أند بي 500» الصناعي عند 14%.وأخيراً يتابع المستثمرون القطاعات الأكثر استفادة من تمرير الموازنة يوم الجمعة، حيث تنصب الرهانات على قطاع التقنية أولاً ثم قطاع الخدمات المالية في حال باشرت الشركات استرجاع أموالها من الخارج.
مشاركة :