* الحكاية ببساطة (قُـبَـيْـل مباراة كرة القدم بين القادسية والفيحاء، التي أقيمت الخميس الماضي في ملعب الدمام ضمن الدوري السعودي، وخلال تنفيذ بروتكول استعراض شعارات الـشَـركات الراعية للبطولة قبل البداية ظهر (أحــد إخواننا الأعـزاء من العمالة الآسيوية)، وهو يرتدي سِـروالاً أبيض؛ (وهـو ما جاء مخالفاً لقرار الهيئة العامة للرياضة) الذي أوجب على الجميع المحافظة على اللباس المناسب في الملاعب الكروية.* وهنا أنا مع القرار، وأؤكّــد عليه، وأشكر (هيئة الرياضة) على صــرامتها في تطبيقه، ونعم ذلك (العامـل) قــد يكون وقع في خطأ مخالفة ذاك القرار، ولكنه في حقيقة الأمــر (مجرد مـأمور يُـنـفّــذ ما أمـلاه عليه رئيسه الذي لو منعه لالتزم)؛ ثم إنه لم يرتكب إحدى المُـوبِـقَــات، ولم يصنع فِــعْـلاً فاضحاً أو خادشَــاً؛ وبالتالي فأنا ضــد حَـمْـلَـة الـتّـشـويه التي طَـالَــت ذلك المسكين في مواقع التـواصل التي تناقلت صورته وأشبعتها بالتعليقات الساخرة!.* بل الأسوأ أن بعض البرامج الفضائية نشرت صورته أمام الملأ، وانتفخت أَوْدَاج مذيعيها وهم يضربونه بسياط ألسنتهم؛ بينما طائفة منهم هم أسباب التكريس للتعصب البغيض في ساحتنا الرياضية، وهم الذين ذات يوم دافعوا بـحـرارة عن ممارسة اللاعبين للـقَـزَع والـقَـصّــات الغريبة والـشّـاذة باعتبار ذلك حـريّـة شخصية، وأنا متـأكـد لو صـدر قرار منتظر من (هيئة الرياضة) بمنعه لـركبوا الـمَـوْجَـه كالعادة معتبرين بأنه من الكبائر!.* يا جماعة نحن مع (الـقَــرَارَات) التي تخدم المجتمع، وتحميه من الـتجاوزات والسلوكيات غير المناسبة، ونحن مع (حـرية الرأي المنضبطة)، ولكنـنا نرفض تماماً (تهويل الأمور، والـنّـفـخ بالقضايا الفردية)، وكذا نـرفض الـتّـسرع في إصدار الأحكام على الناس دون ظهور نتائج التحقيقات، وما يترتب على ذلك من ظُـلم وتشويه لأبرياء، لايملكون حــقّ الدفاع عن أنفسهم، مع أنّ أيّ متهم يبقى بريئاً حتى تثبت إدانته.* أخيراً ما أرجوه من (العزيزة هيئة الرياضة) وهي التي ترفع مشكورة راية العدالة أن تتأكد بأن لايكون ذلك (العامل الآسيوي في ملـعَـب الدمام) هـو كبش الفداء الذي يدفع الثمن في خـطأ بسيط لاذنب له فيه، فالحـقّ كـلّـه على مَـن سمح له!.