بعد ملابسات حفلة شيرين وما دار حولها واستغلال الكثير للهجوم على هيئة الترفيه، وحادثة رقص طفلة في أحد المهرجانات، وغيرها من الأحداث التي ارتبطت بأحداث فنية واستغلت سلبياً، تجعلنا أمام ضرورة تنظيم الأحداث والفعاليات الفنية بصورة مؤسساتية ودون عشوائية ودون الاعتماد على الاجتهاد بما يتعلق بهذه الأمور المهمة على المستوى الثقافي والاجتماعي. كل الإنجازات التي حققتها هيئة الترفيه خلال الفترات الماضية، قد تتأثر سلباً مع حادثة محددة ويتم استغلالها وتأجيج المجتمع ضدها، وتصبح الجهود والمنجزات الماضية في مهب الرياح، وهذه مسلمة للأسف اعتدنا عليها اجتماعياً، بالاهتمام بالسقطات والهفوات وإغفال النجاحات والإيجابيات واعتبارها أموراً معتادة ولا تستحق الاهتمام!. صحيح أن موضوع حفلة شيرين كانت سقطة كبيرة، بغض النظر عن المسؤول خلفها، وصحيح أن التعامل مع أزمة ردود الفعل الاجتماعية تأخر ولم يكن لهذا التأخر مبرر، ولكن ثقافة مشاركة الفنان بالأعمال الخيرية مهم جداً، ولا غرابة أن تكون هذه المشاركة بقيمة مالية كبيرة، كون هذه القيمة ستذهب لعمل الخير، وفيها قيمة إنسانية مهمة، ولكن هل مجتمعنا متقبِّل لمثل هذه الفعاليات والتي تستهدف طبقة مالية محددة وتشحذ هممهم والخير داخل قلوبهم، طبعاً كانت طريقة التسويق والإعلان عنها سيئة وغير احترافية، بل تم استغلالها بصورة مغايرة، وكانت ذريعة للرافضين للحياة العادية من فنون وثقافة لكي يهاجموا بالمقام الأول هيئة الترفيه وعودة الحياة الفنية للسعودية بعد أربعة عقود. اعملوا حفلات غنائية للأعمال الخيرية، وضعوا الأرقام المالية التي ترغبونها، ولكن من المهم أن تكون خططكم وإعلاناتكم للشريحة التي تستهدفونها، ولا تجعلوا الأمر عاماً، ويتم استغلاله بصورة مغايرة للهدف المنشود منه، وهذا الأمر يدعونا لضرورة وجود هيئة ومرجعية للأعمال الفنية، تكون لها صفة إشرافية ورقابة، وتكون متعاونة مع هيئة الترفيه، مما يجعل الأخطاء التي حدثت لا تتكرر ويعطي في الوقت نفسه للحياة الفنية أسلوباً تنظيمياً يكفل استمراريتها بصورة تساعد على تحقيق أهدافها من متعة وتثقيف ورسالة، وأيضاً والأهم تسخيرها لخدمة المجتمع، أما العشوائية التي نراها حالياً، ستؤدي لحالات أكثر مشابهة لحفلة شيرين ولرقص الطفلة ولأحداث أخرى لا مجال لذكرها هنا.
مشاركة :