نشرت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية اليوم، الإثنين، تقريرا حول الأسلحة التي باعتها إسرائيل إلى ميانمار، بالتزامن مع حملة التطهير العرقي ضد مسلمي الروهينجا. وذكرت الصحيفة، في التقرير الذي نشرته على موقعها الإلكتروني، أن سلاح البحرية في ميانمار نشر صورا لسفينة حربية اشترتها الأخيرة من إسرائيل. فعلى صفحة “البحرية” بموقع فيسبوك، توصيف صورة يقول: “مرحبا بك في ميانمار”، وذلك على بمناسبة وصول السفينة الإسرائيلية لشاطئ ميانمار. ويضيف المنشور: “تتحرك السفينة سوبر ديفورا باتجاه النقطة 45 بمياه ميانمار”، وبحسب الصحيفة، فإن “البوست” منشور في إبريل الماضي أي قبل نحو 6 أشهر عندما كانت توجه الاتهامات للجيش البورمي بارتكاب جرائم حرب ضد مسلمي الروهينجا. وتقول الصحيفة: “هذه السفن ليست إلا جزءا من صفقة أكبر بين إسرائيل وميانمار”، مشيرة إلى أن قسم صناعة الفضاء الجوي الإسرائيلية، الذي يقوم بتصنيع سوبر ديفورا، يعتزم نقل سفينتين جديدتين، على الأقل، إلى الجيش في ميانمار. ووفقا لبعض التقارير حول الصفقة، فإن هذه السفن سيتم بناؤها في ميانمار بمساعدة التكنولوجيا الإسرائيلية، وهو ما رفض القسم التعليق. ويقدر مجموع قيمة صفقة الأسلحة، الإسرائيلية لميانمار، بعشرات الملايين من الدولارات، وفقا لمصادر في صناعة الأسلحة. ونقلت الصحيفة عن ضابط على اطلاع بهذه الصفقة قوله، إن قائد البحرية في ميانمار زار إسرائيل في العام الماضي، وكان معجبا ويريد أن يتعلم”، وهذه هي الزيارة الثانية التي يقوم بها قائد البحرية إلى إسرائيل خلال السنوات الخمس الماضية. تم بيع الأسلحة الإسرائيلية لميانمار على الرغم من القيود المفروضة على بيع الأسلحة لتلك الدولة، ورفضت إسرائيل الشهر الماضي إعلان التزامها بوقف بيع الأسلحة لميانمار على الرغم من قرار الأمم المتحدة الخاص بالإبادة العرقية هناك. ويعتبر مسلمو الروهينجا الأقلية الأكثر اضطهادا في العالم حاليا. وتحرص إسرائيل على عدم التأكيد رسميا أنها تمنح تصريحات لشركات الأسلحة الإسرائيلية لبيع أسلحة لميانمار، لكن زيارة الجنرال مين أونج هلينج قائد القوات المسلحة في ميانمار لإسرائيل قبل عامين كانت إشارة على التعاون بين الجيشين. وخلال الزيارة، التي التقى فيها كبار الضباط العسكريين، أعلن شراء زورق دورية من نوع سوبر ديفورا، وزار قاعدة بالمحيم الجوية وقطاع غزة. وخلال السنوات الأخيرة وقع البلدان مذكرة تفاهم توضح التعاون الثنائي ونقل المعلومات والاستخبارات ذات الصلة. وبحسب تقارير رسمية في ميانمار، فإن الاتفاق يشمل التدريب العسكري وتطوير التعاون الأمني بين البلدين. ورغم ذلك لا يوجد أي مثال معروف لعسكريين في ميانمار يجري تدريبهم في إسرائيل، أو الضباط الإسرائيليين الذين كانوا ضالعين في تدريب القوات العسكرية في ميانمار. وردا على ما نشر، قالت وزارة الدفاع الإسرائيلية، “بشكل عام وزارة الدفاع عادة لا تعالج قضايا التصدير الأمني”. ووفقا لمصدر مقرب من القضية، فإنه لا يوجد حاليا أي علاقة بين وزارة الدفاع وجيش ميانمار، ولا يشارك أي شخص نظامي في مشروع تعاون مع المؤسسة الأمنية في ميانمار. وذكرت تقارير صحفية، أن علاقة إسرائيل وميانمار بدأت عام 1955 عندما زار رئيس حكومة ميانمار تل أبيب، وكان واحدا من رؤساء الدول القليلة التي أنشأت علاقات معها، واستمرت العلاقات الأمنية بينهما، رغم أن ميانمار وقعت تحت حظر تسليح من الاتحاد الأوروبي وعقوبات بيع وسائل قتالية من الولايات المتحدة. ويتعرض شعب الروهينجا المسلم لحملة إبادة جماعية وتطهير عرقي على يد الجيش ومسلحون بوذيون في ميانمار أسفرت عن مقتل الآلاف وتشريد ونزوح مئات الآلاف.
مشاركة :