لم تتعب أنامل العم "سعيد مبارك اليامي"، أو كما يحب أن يُكنى بأبو ممدوح، فالعزف رافقها منذ 38 عاماً والعود والقيثار والإيقاع والكمان والأورغ، باتت صديقة لها، تزورها كل يوم رغم فقدانه بصره، فيتحسس بها الطرب الأصيل. عاش في كنف جده من أمه بعد طلاق والديه، وتعهده بالرعاية والاهتمام لكنه لم يلتحق بأي معهد للتعلم، حيث كان جده يخاف عليه من الأذى، خاصة أن المركز الوحيد لتعليم المكفوفين لا يوجد إلا في مدينة أبها التي تبعد 200 كم عن منطقة #نجران مسقط رأس العازف الكفيف. "أبو ممدوح"، تحدث لـ "العربية.نت" عن قصته مع العزف والغناء الشعبي: "كنت أقضي وقت فراغي بالاستماع للإذاعة وأشرطة الكاسيت للفنانين الشعبيين أمثال، طاهر بن علي، وعيسى الحساوي، وعبدالله محمد، ومحمد عبده، وطلال مداح، ومتابعة البرامج الثقافية. وكانت بدايتي الفعلية بالعزف في سن 15 عاماً في عام 1401هـ، وتعلمت العزف على أيدي أصدقائي أحمد مبارك الربيعي، وعبدالله سالم، الحسين حترش". وأضاف أنه حصل على التشجيع من جده ووالدته وإخوانه من أمه، وكان يتعلم العزف عبر آلة صنعها من "تنكة الزيت" المعدنية، وإيصال بعض الأسلاك بها بحيث تعطي إيقاعا ونغما، وبعدها حصل على أول آلة عود كهدية من زوج أخته، وبعدها أهداه أحد أصدقائه قيثارا، وتوالت بعدها الآلات من إيقاع وكمان وأورغ. لكن أقرب هذه الآلات لنفسه العود. مضيفاً وهو يضحك" لدرجة أني أنام والعود بحضني". وتابع أنه أتقن العزف على العود بعد شهر من العزف المتواصل، وهو لا يعتمد على نوتة معينة بل يتلقى اللحن "سماعيا"، مبيناً أنه خلال سنوات استطاع أن يحصد الشهرة بالمجتمع النجراني، وبدأ في إحياء الحفلات الفنية، وكان أول فنان شعبي أصدر ألبوما غنائيا بنسخة أصلية. كما أنه صدر له ألبومان غنائيان كل ألبوم يضم ست أغنيات، حيث حمل الشريط الأول اسم "الوداع" من كلمات الشعراء حمد الغباري، وعبدالله العنزي، وأحمد عبدالحق، والثاني "حيارى الصمت"، قام هو بكتابة كلمات بعض الأغاني بمشاركة الشاعر محمد الشادي، وبعد ذلك توجه إلى اليوتيوب وتنزيل أغانيه عبر قناة خاصة به سمّاها "ساحل الغربة". ومتابعوها بالآلاف. وذكر أن لديه أحد أصدقائه، ويدعى "مفرح محمد"، هو من يقوم بالتسجيل وتنزيل المقاطع الغنائية عبر القناة الخاصة به. وأضاف "أبو ممدوح" أنه غاب بعد إصدار الألبومين عدة سنوات عن الساحة الفنية لانتقاله إلى الرياض، ثم عاد إلى نجران وتابع العمل الفني من جديد، موضحا أنه عاد ولم تعد الحفلات كما كانت في سابق عهدها، حيث اقتصرت على الجلسات الخاصة أو التجمع مع أبناء الحي، أو الرحلات البرية. موضحاً أنه فنان لا يستطيع تقليد أحد لذلك فأغلبية أغانيه خاصة به. وعن الدخل المادي، أكد أنه لا يوجد له دخل سوى من الضمان الاجتماعي والتأهيل الشامل، مبيناً أن جمعية الثقافة والفنون لم تقدم له شيء حتى الآن. وعن أمنياته قال: أتمنى أن يعود الفن الشعبي إلى الساحة لأنه بدأ يتلاشى ولم يعد له جمهور. وعن آخر أعماله الفنية، ذكر أنه سجل أغنية سمّها "سمراء" وعمرها 3 أشهر. وهي من كلماته وألحانه.
مشاركة :