واشنطن ـــ شاهر زكريا | في خطوة تمثل تحولا في سياسة المخابرات الأميركية في أفغانستان تحديدا، وسعت وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي اي ايه) عملياتها السرية في هذا البلد الذي أنهكته الحروب تارة وأنهكته قبضة حركة طالبان بحكمها الأيديولوجي المقيت تارة أخرى. وسلطت صحيفة نيويورك تايمز الضوء على تلك العمليات السرية لـ «سي.آي.أيه» وتوسعها في أفغانستان، إذ ترسل الوكالة فرقا صغيرة من الضباط والمتعاقدين ذوي الخبرة العالية لمساندة القوات الأفغانية، وهو أحدث مؤشر على دورها المتنامي ضمن استراتيجية الرئيس دونالد ترامب لمكافحة الإرهاب. وذكرت الصحيفة في تقرير نشرته على موقعها الالكتروني، أن «سي. آي. أيه» لطالما كانت تعارض أي حملة عسكرية مفتوحة ضد طالبان، حيث اعتبرتها الوكالة أنها مضيعة للوقت والمال، بل وستعرض الضباط إلى خطر أكبر عندما يشرعون في مهام على نحو أكثر تواترا. ويؤكد مسؤولون سابقون في الوكالة أن الجيش الأميركي، بموارده وقوته البشرية الهائلة، هو الأنسب لتنفيذ عمليات مكافحة التمرد واسعة النطاق. وأشارت الصحيفة إلى أن القسم شبه العسكري في «سي. آي. أيه» والذي يتولى مهمة مكافحة التمرد لا يتجاوز المئات وهم منتشرون في جميع أنحاء العالم، لافتة إلى أن مكافحة داعش في أفغانستان اجتذبت أيضا قوات الجيش الأميركي شبه العسكرية. ورأت أن التوسع الجديد في مهام الوكالة الأميركية يعكس التوجه الذي يقوده مدير الاستخبارات الأميركية الجديد مايك بومبيو، لمكافحة المتمردين في جميع أنحاء العالم، حيث أكد استعداد الوكالة بالفعل لتوسيع برنامجها لتغطية ضربات الطائرات من دون طيار التي تشنها الولايات المتحدة في أفغانستان، رغم تركيز الجزء الأكبر من هذه الضربات على المناطق القبلية في باكستان إلى جانب بعض العمليات العسكرية في اليمن وسوريا. ونقلت عن بومبيو قوله في مؤتمر أمني عُقد هذا الشهر في جامعة تكساس، «لا يمكن أداء مهمتنا إذا لم نكن عدوانيين، بلا رحمة ولا هوادة.. ففي كل دقيقة تمر علينا، يجب أن نركز على سحق أعدائنا». ومن جانبها، رفضت وكالة الاستخبارات الأميركية التعليق على الأنباء التي تدور حول توسيع دورها في أفغانستان، مما يضع طالبان في موقف حرج.
مشاركة :