شبح سوء التغذية في سوريا يهدّد الأطفال توفي طفلان على الأقل في الغوطة الشرقية للعاصمة السورية دمشق خلال الساعات الثماني والأربعين الماضية بسبب سوء التغذية الناجم عن الحصار الخانق الذي تتعرض له المنطقة. وقد عجزت المراكز الطبية عن انقاذ الأطفال بسبب ضعف المكانيات حيث أشار الدكتور يحيى أبو يحيى المسؤول في القسم الطبي في المؤسسة السورية للتنمية إلى معاناة طفلة من نقص تغذية وهي في رحم أمها، لكون الأم تعاني أيضا من سوء التغذية. وأضاف يحي أبو يحي أنّ معاناة الطفلة من سوء التغذية استمرت حوالى شهر إلى غاية وفاتها يوم أمس. وتوفي طفل آخر يبلغ من العمر شهرا جراء سوء التغذية، حيث أشارت تقارير إعلامية أنّ هذه المشكلة لدى الأطفال تنتشر بسرعة كبيرة وخاصة في صفوف الأطفال حديثي الولادة. وفي سياق متصل أكد المدير الإقليمي لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسف” لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، الدكتور بيتر سلامة أنّ الملايين داخل سوريا يعيشون في ظروف تشبه الحصار، وأنّ الملايين شردوا من منازلهم، وقد ظهرت حالات سوء التغذية الحاد بين الأطفال للمرة الأولى في التاريخ الحديث في سوريا. وأشار بيتر سلامة أن طفلاً واحداً من بين خمسة أطفال يخاطر بحياته ويعبر خطوط القتال من أجل الوصول إلى المدرسة وأضاف سلامة: “إذا تعذر على الناس الحصول على المياه والرعاية الصحية والتعليم، فهذا بالتأكيد يمثل سبباً في مغادرة الملايين من سوريا إلى الدول المجاورة، وفي نهاية المطاف إلى أوربا وخارجها”. واعتبر بيتر سلامة أنّ أولوية اليونيسف الآن هي توفير ملايين الليترات المياه الصالحة للشرب يوميا إلى مدينة حلب ومناطق أخرى من البلاد حيث تلجأ الفصائل المقاتلة إلى حصار المدنيين كتكتيك للضغط على بقية الأطراف.
مشاركة :