دافع الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، عن خياره في استخدام «تويتر»، واعترف بأنه يعتقد أنه لولا استخدامه «تويتر»، لما أصبح رئيس الولايات المتحدة حالياً. وقال الرئيس الأميركي إن وسائل التواصل الاجتماعي كانت منصة كبيرة، سمحت له بتجنب ما وصفه بالتغطية الظالمة لوسائل الإعلام، وتمكنه من مخاطبة الناخبين مباشرة. وقال في مقابلة مع قناة فوكس للأعمال ستبث قريباً «لأكون صادقاً معكم، ساورتني الشكوك بأنه ما كان لي أن أكون هنا في البيت الأبيض لولا وسائل التواصل الاجتماعي». وأضاف: «إرسال التغريدات مثل الطباعة على الآلة الكاتبة، وعندما أرسل التغريدات يراها الأميركيون مباشرة». وجاءت تعليقات ترامب، بعد أن وجهت منافسته السابقة، هيلاري كلينتون، انتقاداً شديداً لخطبه الكثيرة الخطرة على «تويتر». وقالت كلينتون، في مقابلة لها مع إحدى محطات التلفزة، إنها تتجاهل معظم تغريدات الرئيس. وأضافت أن أخطر ما يقوم به من دبلوماسية «تويتر»، أنه يتبادل الإهانات مع رئيس كوريا الشمالية. ويستخدم ترامب بانتظام موقع «تويتر»، كي يهاجم خصومه السياسيين بقوة، ووسائل الإعلام والأشخاص الذين ينتقدونه بشدة. ولطالما أثارت تغريدات الرئيس ترامب الكثير من المتاعب والتعقيدات، وأهمها التغريدات المتعلقة بكوريا الشمالية، والتي اعتبرها الجميع أنها تصعّد حدة التوتر، وسط تهديدات بحرب نووية. وهدد ترامب، في أغسطس الماضي، بشن حرب مدمرة على دولة كوريا الشمالية، قبل أن يحذر الشهر الماضي نظام كوريا الشمالية من أنه سيعمل على إزالة بلاده من الوجود، وهي تعليقات فهمها نظام كوريا الشمالية على أنها إعلان حرب نووية. وإضافة إلى ذلك، فقد كانت تغريدات ترامب تنطوي على مغالطات كثيرة بعيدة عن الحقيقة والواقع، كما اعتبرها كثيرون أنها شخصية صرفة. وفي شهر مارس الماضي، ادعى ترامب أن الرئيس الأميركي السابق، باراك أوباما، أمر أجهزة المخابرات بالتنصت على مقر الرئيس ترامب في «ترامب تاور» في نيويورك، وهو الادعاء الذي رفضه أوباما، وقالت وزارة العدل، وكذلك مكتب التحقيقات الفيدرالي، إنه ليس هناك أي دليل على ذلك. وحثت أطراف عدة الرئيس ترامب على التوقف عن استخدام «تويتر»، حتى قادة حزبه الجمهوري حثوه على التوقف عن استخدامه، واعترف ترامب بأن بعض أصدقائه نصحوه بأن استخدامه لوسائل التواصل الاجتماعي، من شأنه أن ينعكس عليه بصورة مدمرة. وما يزيد خطورة استخدام الرئيس لموقع «تويتر» إنه يعتبر أي انتقاد ضد إدارته موجهاً إليه شخصياً، ويتعين عليه الرد على الجهة المنتقدة، وغالباً يكون رده ساحقاً. وعلى الرغم من أنه أصبح الآن رئيس الجمهورية، ويحيط به العديد من المستشارين والمؤسسات، إلا أنه يفضل أن يرد على كل انتقاد ضد إدارته بنفسه، كأنه يدافع عن إحدى شركاته، ويبدو أنه لم يستوعب حتى الآن أنه أصبح رئيساً لأقوى دولة في العالم، وعليه أن يتعالى على أسلوب الشركات في التعامل مع الآخرين.
مشاركة :