متابعة: هديل عادل يعمل برنامج «حاضنات الأعمال» في متنزه جامعة الإمارات للعلوم والابتكار على توفير بيئة حاضنة للإبداع ودعم المشاريع وتحويلها إلى خدمات ومنتجات يمكن الاستفادة منها في خدمة الفرد والمجتمع. ومن أهم المشاريع التي تبناها البرنامج في العام الجاري جهاز «برايل آي» لمساعدة المكفوفين وضعاف البصر، حيث تتيح كاميرا الجهاز لمستخدميه التقاط صورة من الوثيقة التي تراد قراءتها، ومن ثم تحويلها إلى لغة برايل. المشروع من تصميم 6 طلاب من كليات مختلفة جمعهم هدف واحد هو جعل أصحاب الإعاقة البصرية أكثر فاعلية واندماجاً في المجتمع.يتحدث محمود عبد المالك (طالب في كلية الهندسة الكهربائية) عن مشروعهم الذي أنجزه بالتعاون مع فريقه المكون من سيف الدين حاتم وفرج الفرج ومحمد الحمادي وعبد الرحمن غزال والطالبة الصينية جنجروما قائلًا:جهاز «برايل آي» هو عبارة عن جهاز قارئ ذكي للمكفوفين وضعيفي البصر يساعدهم على قراءة أي نصوص مكتوبة عن طريق تسخير تقنية خاصة في التعرف إلى الحروف، وتحويلها إلى لغة برايل، و يهدف هذا الابتكار إلى توفير فرصة أكبر لأصحاب الهمم من فئة المكفوفين للتعلم والحصول على المعرفة، وممارسة هوايتهم في القراءة، ما يساعدهم على تطوير أنفسهم والاندماج في مجتمعهم، ومما تجدر الإشارة له هنا أنه تم إنجاز نموذج أولي للجهاز، ونحن بصدد إنتاج جهاز قابل للاستخدام من قبل المكفوفين من دون مساعدة الآخرين، وبعد هذه المرحلة سنبدأ مرحلة التطوير والاختبار، حيث سنقوم باستطلاع آراء مستخدمي الجهاز ما يساعدنا على تطويره وحل مشاكله.ويقول فرج الفراج (طالب علوم أحياء): جاءت فكرة تصميم هذا الجهاز عندما أردنا مساعدة أحد زملائنا الطالب سيف الدين حاتم في دراسته وممارسة حياته اليومية، وهو أيضا أحد الطلبة المشاركين في تصميم هذا المشروع، وبدأنا نترجم رؤيتنا لجهاز «برايل آي» إلى أفكار وآليات تقنية، وخلال مرحلة العمل فكرنا في أن نعمم الفائدة من هذا المشروع لتشمل جميع المكفوفين من أنحاء العالم، ومن هنا اتسعت رؤيتنا لمشروعنا وتقدمنا بها إلى برنامج حاضنات الأعمال في متنزه جامعة الإمارات للعلوم والابتكار، وبفضل الله كان من المشاريع التي اختارتها لجنة البرنامج للعام الدراسي 2017 ليتم احتضانها وتطويرها حتى تصبح منتجًا قابلًا للاستخدام من قبل المجتمع.ويتحدث سيف الدين حاتم (طالب هندسة كيميائية)عن تجربته الشخصية كأحد المستفيدين من الجهاز والمشاركين في تصميمه موضحًا ميزاته قائلًا: سعدت كثيرًا بهذه المبادرة التي قام بها أصدقائي من أجل مساعدتي وأنا متفائل بنجاحها واستفادة الكثيرين منها، حيث إن التقنية المستخدمة حاليًا في القراءة من قبل المكفوفين تعتمد على توصيل أجهزة عدة ببعضها، ليتمكن الشخص من قراءة أي نصوص يريدها، ويعتمد الكفيف عمومًا على لوحة عرض برايل أو جهاز حاسب برايل في القراءة، ولا شك في أن هذه الأجهزة مرتفعة السعر وليست في متناول الجميع، أما جهاز Braille Eye فيتميز بقلة تكلفته وحجمه كحجم الجيب إضافة إلى سهولة استخدامه، فهو عبارة عن جهاز ذكي يمكنه قراءة أي شيء وفي أي وقت، وذلك باستخدام إحدى تقنيات التعرف البصري إلى الحروف «أوكر» التي تحول الوثائق التي يتم التقاطها بواسطة كاميرا رقمية إلى بيانات قابلة للتحرير والبحث وترجمتها إلى لغة برايل، وباعتبار أنني من المستفيدين من هذا الابتكار فإنني أشارك فريق العمل في تقييم الجهاز وإجراء أي تعديل عليه.وعن كيفية عمل جهاز «برايل آي» يقول محمد الحمادي (طالب هندسة كهربائية): يعتمد عمل الجهاز على توجيه الكاميرا الخاصة به إلى أي مستند تراد قراءته، ومن ثم يقوم الجهاز بإرشاد مستخدمه بكيفية جعل المعلومات تظهر في نطاق الكاميرا، ومن ثم يتم تحويل النصوص التي تم التقاطها بالكاميرا إلى بيانات مقروءة للمكفوفين وضعاف البصر، وذلك من خلال تقنية التعرف إلى الحروف (OCR) التي تعمل على تحويل النص إلى بيانات رقمية، ومن ثم تحويلها إلى لغة برايل، ويستطيع الجهاز أن يحول أي كلام في مجال الكاميرا كقراءة الفواتير في المتاجر وقائمة الطعام في المطاعم، إضافة إلى قراءة الكتب بلغة برايل وعرضها على سطح الجهاز من خلال تقنية Refreshable Braille Displyويتحدث عبد الرحمن غزال (طالب إدارة واقتصاد)عن واقع المكفوفين وفق إحصائية منظمة الصحة العالمية قائلًا: هناك ما يقدر بنحو 285 مليون شخص يعانون إعاقات بصرية في جميع أنحاء العالم منهم 39 مليونًا فاقدو البصر بالكامل و82% منهم يبلغون من العمر 50 عامًا أو أكثر و246 مليون شخص يعانون ضعف البصر، و90% من هؤلاء الأشخاص من أصحاب الدخل المتدني، ويعاني هؤلاء الأشخاص صعوبة تطوير أنفسهم والاندماج في مجتمعهم، ومن المعروف أن القراءة من أهم الوسائل التي تساعد الإنسان على التعلم والتطوير، وكلما أوجدنا حلولًا لتسهيل عملية القراءة على المكفوفين، فإننا بالتأكيد نساعدهم على حل مشاكلهم، وعلى أن يصبحوا أكثر فاعلية في حياتهم ومحيطهم ومجتمعهم.
مشاركة :