بدأت رائحة فساد قطر تفوح في فرنسا، مع عزم الحكومة الفرنسية التحقيق مع الرئيس الأسبق نيكولا ساركوزي حول ملفات فساد تورط بها، وأبرزها تلقيه رشى من الدوحة مقابل التصويت لها لتنظيم مونديال «كأس العالم 2022»، كما تم سن قانون يدعى «سابين 2» في عهد فرانسوا هولاند؛ لمكافحة الفساد والإرهاب، وهو ما قد يقود قطر وأميرها تميم ووالده إلى المحاكم.ونشرت صحيفة «لوموند» الفرنسية، في أكتوبر/تشرين الأول 2017، ملخص تقرير من 79 صفحة للنيابة العامة الفرنسية، يتناول تورط ساركوزي في ملفات «الفساد» و«سوء استخدام السلطة». ويحتوي تقرير النيابة العامة على «أدلة قاطعة»، حول قيام رجل الأعمال الفرنسي من أصل لبناني، زياد تقي الدين، بنقل مبالغ مالية من طرابلس ليبيا إلى باريس لمصلحة ساركوزي.ومن المفترض أن تبدأ رسمياً محاكمة ساركوزي بتهم الفساد في نهاية العام الجاري، وهي تهم حتماً ستدق أبواب قطر وأميريها، الحالي الشيخ تميم، والسابق الشيخ حمد، وهو ما يمثل الكابوس بالنسبة للنظام القطري، فالتهم التي يواجهها ساركوزي هي تلقيه رشوة لاختيار قطر لتنظيم كأس العالم. فالدوحة اشترت ساركوزي، ودفعت له 300 مليون دولار خلال أزمة الممرضات البلغاريات عام 2007. هذه التهمة المثبتة قد تجر أمير قطر الحالي الشيخ تميم ووالده، للمحاكمة في قضية فساد المونديال، استناداً إلى قانون «سابين 2» لمكافحة الفساد والإرهاب.والقانون الفرنسي يتيح محاكمة الأجانب الرسميين وغير الرسميين، سواء كانوا داخل فرنسا أو خارجها، في حال تورطهم في الفساد وتقديمهم رشوة لأي مسؤول فرنسي، وهذا بالضبط ما ينطبق على حالة تميم ووالده. مجلة «فرانس فوتبول» تقول إن اجتماعاً سرياً عقد في قصر«الإليزيه» في 23 نوفمبر 2010، شارك فيه ساركوزي، والشيخ تميم، والفرنسي بلاتيني؛ للتصويت لقطر، إضافة لصوفي ديون، المستشارة الرياضية لساركوزي، في حين أكد الرئيس السابق للفيفا سيب بلاتر تدخل ساركوزي في آخر لحظة ومنح كأس العالم لقطر.بلاتر وبلاتيني، وصوفي ديون، قد يتم استدعاؤهم كشهود في المحاكمة، وهو ما قد يسبب المتاعب لقطر ويفضح فسادها. وينص قانون «سابين 2» على أن قضايا الرشوة والفساد يمكن متابعتها في محاكم فرنسية حتى وإن لم يتم ارتكابها في فرنسا، وهذا ما سوف يطال الدوحة. ومن أدلة التقارب الفرنسي القطري آنذاك الذي بني على الرشى، طلب ساركوزي من أمير قطر شراء نادي «باريس سان جيرمان» الذي كان يعاني شبح الإفلاس مقابل صوت فرنسا في المونديال، وهو ما يمثل حسب القانون الفرنسي «سوء استغلال السلطة» وتضارب المصالح، ف«باريس سان جرمان» كان ملكية لشركة «كولوني كابيتال» الأمريكية، وممثلها في فرنسا سيبستيان بازين وهو صديق مقرب لساركوزي منذ 1993.وكشف خالد الهيل المتحدث باسم المعارضة القطرية عن أن أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني سيمثل أمام القضاء الفرنسي قريباً. وأشار الهيل إلى تقرير «لوموند» بأن النيابة العامة في فرنسا سوف تستخدم قانون «سابين2» لمكافحة الإرهاب والفساد؛ لمقاضاة تميم في المحاكم الفرنسية قريباً.وتم تمرير قانون «سابين» في 9 ديسمبر 2016 ليتماشى مع المعايير الدولية والأوروبية المشددة لمكافحة الإرهاب. وقبل هذا القانون، كانت قوانين مكافحة دفع الرشاوى من قبل مسؤولي الحكومات الأجنبية غير موجودة في فرنسا.وكان الادعاء العام السويسري فتح تحقيقاً جنائياً بشأن القطري ناصر الخليفي رئيس نادي باريس سان جيرمان الفرنسي.وتتعلق الإجراءات القضائية بتحقيق يجري ضد الأمين العام السابق للاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» جيروم فالكه، وترتبط ببيع حقوق بث مباريات كأس العالم لشبكة «بي إن سبورتس»، التي يشغل الخليفي منصب الرئيس التنفيذي لها. فضيحة الدوحة في باريس حاصرت ملفات الفساد قطر، وبدأت فرنسا تحقيقات موسعة للكشف عن ملابسات فضيحة فوز قطر بتنظيم منديال 2022. صحيفة «لوموند» الفرنسية نشرت تقريراً صدر عن النيابة العامة الفرنسية مكوناً من 79 صفحة يتناول ملفات الفساد للرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي، في حين أن قانون «سابين 2» الذي أقرته باريس قد يسوق قطر إلى المحاكم:
مشاركة :