مخاطر العقل الصهيوني والغفلة العربية

  • 10/24/2017
  • 00:00
  • 24
  • 0
  • 0
news-picture

في ظل الانقسامات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط حاليًا، يمكن القول إن مراكز البحوث والدراسات في الغرب قد أعدت خططها لحكومات بلدانها، مما يدخل في باب استشراف المستقبل، والاستعداد له، ولا ننسى أن إسرائيل قد أفادت من الغرب ماديًا ومعنويًا وعلميًا، ولهذا فهي تعد خططها لمن تعتبرهم أعداء لها، وتقصد بذاك البلدان العربية، ومن يناصرها.وقد نشر ناشط السلم اليهودي «إسرائيل شاهاك Israel Shahak» فيما ترجمه للغة الإنجليزية بعنوان «خطط الصهيونية في منطقة الشرق الأوسط Zionist Plan For The Middle East»، ونشر هذا البحث، الذي أعدته المخابرات الإسرائيلية في بداية الثمانينيات الميلادية، وخلاصة القول في هذا التقرير أنه خطير، ويدلل على مدى الاستعدادات الهائلة التي تدبرها الدولة الصهيونية في سبيل بقائها القوة الوحيدة الضاربة في منطقة الشرق الأوسط. وأدواتها في ذلك هي استغلال النعرات الإثنية والعرقية إضافة إلى الانقسامات المذهبية الدينية بين التيارات في هذه المنطقة، بما يجدد الصراع بينها حول العديد من النقاط، ومن ذلك تنبؤ التقرير بانقسام سيقع في العراق بين السنة والشيعة، وفي سوريا بين العلويين والسنة، وأيضًا لم تخلُ منطقة المغرب العربي من نصيبها في هذا التقرير، فهو يدعو إلى استغلال الصراع الموجود بين بعض بلدان المغرب العربي وخصوصًا الخلافات في ترسيم الحدود بينها. أما في منطقة الخليج العربي، فلم يعوّلوا كثيرًا على انقسامات دينية مذهبية؛ بل جاء جل الاهتمام منصبًا نحو تحريك الأيادي الأجنبية من أجل تأجيج الصراع العرقي والقبلي، بما يجعل المنطقة في حالة تجاذب وصراع مستمر، بما يعني فقدان فرص السلم والأمان المهمين من أجل تحقيق التنمية وتطور البلدان.إن عمر هذا التقرير يربو على الثلاثين عامًا، ومن المؤسف أن ما تضمنه من تنبؤات سياسية قد وقع، ويقع الآن بحذافيره، بما يكشف عن حجم الغفلة التي تعيشها الأمة العربية، واستسلامها المطلق لأيادي العبث التي تحركها وفق مطامعها وأجنداتها الخارجية، فقد كان من الممكن أن تعي النخب ما يحاك للأمة العربية والإسلامية لو أنها أخلصت الرؤية والتفكير بصور شاملة وإستراتيجية قومية، وأعملت التفكير بعيدًا عن الانزلاق في دائرة الصراع العبثي الذي مُنيت به هذه الأمة منذ أمد بعيد، وما زالت تجترُّ قضايا، كان الأوفق بها أن تصوغ مبدأ التعايش معها على قاعدة الاتفاق حول كيفية الخلاف، فإن الاختلاف سنة ماضية في البشر منذ أن خُلقوا، ولكن كيفية إدارة هذا الاختلاف هي العقدة التي استعصت على الحل في المحيط العربي والإسلامي..غاية القول؛ إن من المهم جدًا أن ننتبه إلى العقل الصهيوني وما ينتجه بأي لغة كانت، ونستبق مخططاته الآثمة بما يفشل نتائجها المتوقعة، فإن معرفة تفكير العدو ومرتكزاته التي يتحرك منها، وإستراتيجياته التي يسعى إلى تحقيقها أمر مهم لمن يريد التصدي والمقاومة، وتحقيق قيم العدل والسلام في الأرض.

مشاركة :