< أثار سؤال الكاتب السعودي برجس البرجس، عبر تغريدة في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» عن أسعار الشقق، قال فيها «بعيداً عن التفاؤل، هل صحيح أن أسعار الشقق السكنية نزلت، أم الواقع مختلف؟»، حتى بادر أحد المغردين شاكياً من معاناته قائلاً: «للأسف صار لي شهر تقريباً وأنا أدور على شقة في شمال الرياض.. الأسعار جداً مرتفعة، والشقق جودتها سيئة»، حتى أثار هذا الرد حميّة إحدى شركات العقارات في منطقته، لتردّ عليه بمفاجأة غير متوقعة قائلة: «أخوي عبدالله فعلًا كلامك صحيح، ما رأيك ترتاح وتخلي شقتك علينا؟ قلْ تمّ.. وأبشر بشقة ممتازة في شمال الرياض». إذ إن حصوله على الشقة لم يكن نهاية الأمر، وحلّ أزمة المغرد عبدالله الخشرمي، بل توالت بعدها بقية الشركات في تقديم عروضها وهداياها، فيما تكفلت إحدى الشركات بأثاث للشقة الجديدة فور امتلاكها، كذلك تكفلت شركة أخرى بسجاد الشقة من منتجاتها، كما تكفلت شركة ثالثة بتقديم ثياب جديدة للشاب ذاته، بينما قالت شركة رابعة إنها ستخصص له سيارة لتنقله خلال فترة تنقله لتسلم وتأثيث شقته، وتعهدت أيضاً شركات أخرى بتقديم هدايا من منتجاتها للشاب نفسه، وكان من بين العروض أيضاً هدية من جمعية خيرية، وهي عبارة عن سهم في وقف كفالة الأيتام، قالت إنه «بركة الشقة»، في حين تمثلت هدية التلفزيون السعودي في استضافة عبدالله الخشرمي في أحد برامجها، بعد أن أشعل «تويتر» بوسم يحمل اسمه «#شقة_الخشرمي» وأصبح أحد المشاهير خلال ساعات قليلة من شكواه التي لاقت صداها فور بثها. ولم يزل العهد قريباً بذكرى تغريدة المغرد عبدالله السبيل، التي تسببت في تفاعل أكثر من 120 شركة ضخمة ووزارة حكومية بالمملكة، من باب المرح والدعاية، كان من ضمنها الحساب الرسمي لمشروع الملك عبدالعزيز للنقل العام بمدينة الرياض «قطار الرياض»، بالقول: «موقع حوشكم لو سمحت بنفتح عنده محطة مترو»، قبل أن تغرد شركة «غازكو»: «اترك لنا مساحة لخزان الغاز، الله يعافيك»، وقالت وزارة الإسكان من حسابها الرسمي في «تويتر»: «مستعدون نطرح حوشكم للتطوير العقاري»، كما دخل الحساب الرسمي لوزارة العمل السعودية على الخط، ممازحا: «عبدالله، إذا لاحظت مخالفات لأنظمة العمل بلغنا، حملة «#كن_نظامي» آنذاك لتعقب مخالفات أنظمة الإقامة والعمل مستمرة». يذكر أن «السبيّل» أكد أنه لم يخطط إطلاقاً لما حول تغريدته مع مراكز «وقت اللياقة»، مؤكداً أن ردهم وتفاعلهم الطريف على التغريدة أسهم في تدافع الشركات للكشف عن عروضها بطريقة غير مسبوقة في عالم التسويق. بينما أكد عبدالله الخشرمي لـ«الحياة» بعد خمسة أيام من «ضربة الحظ» التي حصل عليها أن الشركات التي قدمت عروضها التزمت حتى الآن بما وعدت، وقال: «لا يمكن أن أستقبل هذا الكم الهائل من العروض، فعملت بالتنسيق مع المتحدث باسم وزارة العمل والتنمية الاجتماعية خالد أباالخيل بمثابة جهة إشرافية في تحويل هذه العروض إلى من هم في حاجة إليها، في نوع من المسؤولية الاجتماعية، وأبدى أباالخيل استعداده لتنفيذ الفكرة، وتم التنسيق أيضاً مع مبادرة «خير» السعودية بإدارة أماني الشعلان في تقديم بعض هذه العروض لمستحقيها من طريقهم. وأضاف: «تواصل معي محامون عدة لإبلاغي بأن الشركات ملزمة بتقديم ما عرضته قانونياً، بحكم استغلالها الحدث في ترويج منتجاتها، ولكن حتى الآن لم تتخلف أية شركة عن تقديم العرض». بينما دارت الشكوك من المغردين حول إن كان هذا الأسلوب يمثل أحد وسائل الدعاية والإعلان للشركات في مواقع التواصل، فيما أكد الخشرمي، عبر حسابه في «تويتر» بأنه سيغطي الحدث مباشرة من خلال حسابه في «سنابشات»، لتوثيق صدقية الشركات، مضيفاً «لم أستطع عدّ العروض التي تهافتت علي حتى اللحظة»، مشيراً إلى أن السبب الحقيقي خلف تمنيه الحصول على شقة، هو قرب انتهاء إيجار الشقة الحالية، وقرر الانتقال للبحث عن الأفضل، فيما ينتظر المغردون خبر حقيقة العروض المقدمة من عبدالله صاحب الحظ، الذي أسماه «خشرمة».
مشاركة :