شخصت امرأة تبلغ من العمر 21 عامًا بحالة نادرة للغاية تدفعها للتعرق دمًا من وجهها وراحة يديها. ووفقًا لما ذكرته مجلة الجمعية الطبية الكندية، لم يتمكن الأطباء الإيطاليون من تحديد المشكلة التي تواجهها الفتاة، إذ لم يجدوا أي ضرر أو خلل في الجلد، لهذا لم يبقوها في المستشفى. وفي حين أن الطبيبات لم يكشفن السبب الواضح للنزيف، أبلغت الفتاة أنها تتعرض لنوبات مصحوبة بالدم في أثناء نومها أو ممارستها نشاطًا بدنيًا، كما تزيد الأعراض خلال التوترات العاطفية لمدة تصل من دقيقة إلى خمس دقائق. وذكر موقع صحيفة “الإندبندنت” البريطانية أن الفتاة عانت من نزيف غير طبيعي لمدة ثلاث سنوات، ما دفعها للانطواء، الذي أدى إلى ظهور أعراض مثل الاكتئاب الشديد، واضطراب الهلع. وبعد إجراء عدة اختبارات، أكد الأطباء أن عدد كريات الدم وعملية التخثر طبيعية، وغالبا ما كانت تشخص بالتصلب الدموي، وهي حالة نادرة للغاية ينتج عنها إفراز الدم من خلال الجلد دون انقطاع. ويعتقد أن هذه الحالة تصيب شخصا واحدا من أصل 10 ملايين شخص، وكسبيل للعلاج يستخدم الأطباء أدوية “حاصرات بيتا”، تسمى بروبرانولول، والتي تحد من الأعراض، لكن لا تؤدي إلى القضاء عليها. وفي تعليق مصاحب، قالت جاكلين دوفين، المؤرخة الطبية الكندية وأخصائية أمراض الدم، إنها كانت متشككة من ادعاءات الأطباء الإيطاليين، معتقدةً أنهم كانوا يخادعون، لكنها بعد دراسة الحالة أكدت أن الأمر حقيقي رغم ندرة نسبة إصابته للأفراد. وعلى الرغم من توافر معلومات قليلة تعكس واقع حالة “التعرق المدمى”، إلّا أنه يعتقد أن هذه الحالة تنتج عند زيادة القلق والاضطرابات العاطفية، التي تُحدِث تمزقا للأوعية الدموية بفعل تمددها ويجري الدم إلى الغدد العرقية، وبما أن الغدد العرقية تُفرز الكثير من العرق، فهي تدفع الدم إلى السطح، فيخرج عبارة عن قطرات دم مختلطة مع العرق.