انتقد المبعوث الخاص للرئيس الأميركي دونالد ترامب جيسين غرينبلات، تصريحات رئيس حركة «حماس» في قطاع غزة يحيى السنوار التي قال فيها إن الحركة «ستمسح إسرائيل عن الوجود». وقال غرينبلات، خلال لقاء عقده مع أربع شخصيات من قطاع غزة في فندق الملك داود في القدس المحتلة أول من أمس، إن تصريحات السنوار «تُعيد تفجير الموقف، وتنفي وجود أي تغيير لدى حركة حماس». وكان السنوار قال الخميس الماضي إن الاعتراف بإسرائيل لم يعد مطروحاً حالياً، بل «كيف سنمحوها عن الوجود». ومع ذلك، أكد غرينبلات خلال اللقاء أن الإدارة الأميركية «تدعم المصالحة الفلسطينية والجهود المصرية في هذا الشأن»، في إشارة الى أن تصريحات السنوار لن تؤثر سلباً في الموقف الأميركي من المصالحة. وقال غرينبلات: «ندعم المصالحة، ولدينا استعداد لدعمها سياسياً ومالياً»، معتبراً عودة السلطة الفلسطينية الى قطاع غزة «يتفق مع الرؤية الأميركية في التعاطي مع قضايا الشرق الأوسط». وأضاف أن «هناك أزمات ومشاكل عدة، وهدفنا حل كل الأزمات والمشاكل في كل منطقة الشرق الأوسط، وليس في منطقة من دون أخرى» في إشارة الى ترتيبات اقليمية تُعد لها الإدارة الأميركية في دول المنطقة، ومن بينها تسوية القضية الفلسطينية. وقال مدير مؤسسة «بال ثنك» الخبير الاقتصادي عمر شعبان، إحدى الشخصيات الأربع المشاركة في اللقاء، لـ «الحياة» إنه لمس خلال اللقاء أن الإدارة الأميركية «تبذل جهوداً كبيرة في البحث عن حل» للصراع الفلسطيني - الإسرائيلي. وانتقد شعبان بشدة تصريحات غرينبلات حول ضرورة التزام الحكومة الفلسطينية وحركة «حماس» شروط اللجنة الرباعية الدولية المتمثلة في الاعتراف في إسرائيل، والتزام الاتفاقات معها، ونبذ العنف. وطالب شعبان الإدارة الأميركية بـ «عدم إحياء شروط اللجنة الرباعية الدولية، التي لم تعد قائمة، واعتذر عنها واضعها (مبعوث اللجنة السابق رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني) بلير». وقال شعبان إن الشخصيات الأربع طالبت غرينبلات بدعم المصالحة «بقوة»، وضرورة رفع إسرائيل الحصار عن قطاع غزة، وتقديم تسهيلات لحركة الأفراد والبضائع، بما فيها السماح لعمال من القطاع بالعمل في إسرائيل، وتسهيل الاستيراد والتصدير، وإيجاد ودعم حلول للأزمات الإنسانية في القطاع. وأضاف أن الشخصيات شددت على ضرورة أن يكون لدى السلطة والحكومة الفلسطينية خطط جاهزة لإنعاش سكان قطاع غزة واقتصاده وانتشال مليوني فلسطيني من الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي يعيشونها، وأن يدعم المجتمع الدولي هذه الخطط. ولفت الى أن غرينبلات وعد بمتابعة كل هذه المطالب، بخاصة مع السلطات الإسرائيلية.