تبدأ اللجنة الدائمة للآثار الإسلامية والقبطية في مصر مشروعاً متكاملاً لدرء الخطر عن المباني الأثرية في منطقة باب العزب في قلعة صلاح الدين الأيوبي، نظراً إلى ما آلت إليه المنطقة من تدهور كبير. وأتى ذلك ضمن مشاريع الترميم والتطوير التي ستطبقها وزارة الآثار في منطقة القاهرة التاريخية الفترة المقبلة، ما دفع اللجنة إلى إعداد مشروع متكامل لإنقاذها نظراً إلى أهميتها التاريخية والأثرية. وقال المدير العام للمشروع محمد عبدالعزيز إن المشروع سيموّل بمنحة من مركز البحوث الأميركي والمزمع بدء تنفيذه مطلع نيسان (أبريل) المقبل ويستمر 10 أشهر. باب العزب هو أحد أبواب قلعة صلاح الدين ويطل على مدرسة السلطان حسن ومسجد الرفاعي ويعتبر من أضخم المنشآت الإسلامية في القاهرة وأجملها. فهو يشبه في تكوينه بابَي الفتوح وزويلة، ويتكون من برجين كبيرين مستطيلين لهما واجهة مستديرة أعلى كل منهما غرفة وبينهما سقاطة استخدمت لإلقاء الزيوت المغلية على الأعداء الذين يحاولون اقتحام البوابة عنوة. وأضاف عبدالعزيز أن المشروع سيتضمن ثلاثة محاور رئيسة أولها مشروع حفظ موقت ودرء الخطر عن المباني الموجودة من طريق إزالة القمامة من المنطقة المحيطة وعزل الأرضيات مع إجراء بعض الترميمات الطفيفة على ضفتي باب العزب وصيانة أحجار الجدران لوقف تآكلها، إضافة إلى إجراء الإصلاحات اللازمة على العناصر الخشبية كالمشربيات والأبواب والنوافذ، وكذلك إصلاح بعض العناصر الحجرية والجصية. أما المحور الثاني فأشار عبدالعزيز إلى أنه يتضمن إعداد مشاريع ترميم متكاملة لباب العزب وثلاثة مبانٍ حوله والساحة والسلالم الخارجية للباب، ويشمل أيضاً توثيقاً تاريخياً وأثرياً كاملاً للمباني الأثرية في المنطقة وهي باب العزب والسلالم ومنحدر النقل التي تعود إلى عصر الوالي محمد علي باشا والمبنى الهيكلي للباب الشمالي من القرن التاسع عشر والساحة والدرج ومبنى الهيكلي من عصر الخديوي إسماعيل. أما المحور الثالث للمشروع، فسيشمل إقامة ورش وندوات لإعداد خطة الحفاظ على تلك المباني بما يضمن صيانتها بصورة دورية كما هو متبع في كل المشاريع القائمة في منطقة القاهرة التاريخية، من طريق تكوين مجموعة من الكوادر الشابة من الأثريين والمرممين والمعماريين خصوصاً قاطني المنطقة ليكونوا قادرين على تحقيق الهدف المرجو من المشروع بما يضمن الحفاظ على المنطقة وصيانتها وإعادة توظيفها.