زحمة الشوارع أكبر من خطط المرور..!

  • 9/2/2014
  • 00:00
  • 12
  • 0
  • 0
news-picture

أكَّد مُختصون على أنَّ شفافية تقديم المعلومات للجمهور والشرح المُسبق للخطط وعدم المكابرة على الواقع أو محاولة ترقيعه بحلول وقتية هي من أهم عناصر نجاح أيّ خطة مرورية، مُضيفين أنَّ هذا الدور ليس منوطاً بالجهات الحكومية التي تضع تلك الخطة فحسب، بل إنَّه من الضروري أن يكون لوسائل الإعلام المختلفة دور في ذلك، موضحين أنَّ الازدحام المروري الذي يحدث في المواسم والمناسبات المختلفة في العديد من مدن المملكة يتطلب وعياً بثقافة جديدة تتماشى مع استخدام وسائل النقل العام والاستغناء ولو في فترات محددة عن المركبات الخاصة، لافتين إلى أنَّ الواقع الراهن أصبح ملزماً لواضعي ومخططي حركة المرور أثناء المواسم والأعياد والمناسبات المختلفة باستخدام التقنية الحديثة وتطويعها لخدمة الجمهور، مُشددين على ضرورة الإفادة من الخبرات والتجارب العالمية في هذا المجال، خاصةً تلك المتوفرة في دول تشهد فيها الحركة المرورية كثافة عاليةً. وتُشير أبرز الملامح المشتركة لبعض الخطط المرورية التي شهدتها عدد من مدن المملكة في فترة عيد الفطر مؤخراً، ومناسبة العام الدراسي الجديد حالياً إلى إعداد خطط بعدد كاف من الكوادر البشرية، بما في ذلك دوريات المرور السري، إلى جانب الانتشار الميداني الواضح، إضافةً إلى الانتشار الميداني في الشوارع والميادين والطرق المحورية والرئيسة، خاصةً تلك التي تشهد كثافة عالية في أعداد السيارات، ومع كل تلك الجهود التي يُشكر عليها رجال المرور لا يزال الازدحام كبيراً ومزعجاً، وفوضى بعض السائقين عنوان كبير لمخالفة النظام وتهديد سلامة الآخرين، بل أكثر من ذلك اختناقات مرورية تبحث عن حلول سريعة للافتكاك منها، وتعديل مسار الخطة بما يقتضيه الواقع. الوعي المروري وقال "د.طلال بن عبدالملك رادين" –عضو هيئة التدريس بقسم الهندسة المدنية بجامعة المؤسس، والمدير العام الأسبق لمشروع إرشاد حافلات نقل الحجاج- : "تُعد الشفافية والشرح المُسبق المُتطلب الأول لنجاح أيّ خطة مرورية"، مُضيفاً أنَّ هذا الدور ليس منوطاً بالجهات الحكومية التي تضع تلك الخطة فحسب، موضحاً أنَّه من المهم أن يكون لوسائل الإعلام بمختلف قنواتها المرئية والمسموعة والمقروءة دور في ذلك. وأضاف أنَّ مجرد الظهور القصير لمن يشرح خطة مرورية ما كما هو معتاد في المجتمع لا يكفي للتوعية والتعريف بها، بل يجب أن يكون هناك شرح تفصيلي وشامل مبكر لها، مُبيِّناً أنَّ قصور الوعي المروري في المجتمع هو ظاهرة سلبية لاتزال ملموسة في كثير من التصرفات والممارسات المرورية، كقطع الإشارة والسرعة وعدم احترام خطوط المشاة، موضحاً أنَّ هذه الممارسات السلبيَّة لن تختفي ما لم يكن هناك حزم في تطبيق النظام وفرض العقوبات المُشدَّدة على المُخالفين. وأشار إلى أنَّ الزحمة المرورية التي تشهدها العديد من مدن المملكة في المواسم والأعياد والمناسبات المختلفة تحدث وتقع مهما بلغ إحكام ودقة الخطط المرورية، مُضيفاً أنَّ هذه الظاهرة مشاهدة في عموم دول العالم، خاصةً في المدن الكبيرة، مُستشهداً في هذا الشأن بما يحدث في جادة "الشانزليزية" بالعاصمة الفرنسية "باريس"، موضحاً أنَّ بعض قائدي السيارات يُضطرون للانتظار أحياناً لفترات تصل إلى (15) دقيقة من أجل الوصول إلى مسار أحد الشوارع التي يرغبون في الانتقال إليها. ثقافة جديدة وأوضح أنَّ الكثافة والزحام المروري الذي يحدث في المواسم والمناسبات المختلفة في العديد من مدن المملكة يتطلب وعياً بثقافة جديدة تتماشى مع استخدام وسائل النقل العام والاستغناء ولو في فترات محددة عن المركبات الخاصة والصغيرة، مُضيفاً أنَّه لاحظ من واقع تجاربه ومعايشته لما يجري في مدينة "مكة المكرمة" أثناء فترات موسميّ الحج والعمرة دخول ما يزيد على (35) ألف حافلة خلال فترة زمنية محدودة. ولفت إلى أنَّه تمَّ رصد نجاحات الخطط المرورية في الأعوام الماضية، في ظل ما يمكن ملاحظته من تحديات كبيرة تواجه المسؤولين المعنيين بوضع ورسم الخطط المرورية، خاصةً مع نقص الكوادر البشرية؛ ممَّا يؤدي إلى الاستعانة بكوادر من مدن ومناطق أخرى في المملكة، إلى جانب ضعف البُنى التحتية المُتمثل في ضيق الشوارع التي تعجز في كثير من الأحيان عن استيعاب ذلك العدد المهول من الحافلات. تقنية حديثة وبيَّن "عبدالغني بن حمَّاد الأنصاري" -رئيس لجنة السياحة والزيارة بغرفة تجارة وصناعة المدينة المنورة- أنَّ الواقع الراهن أصبح ملزماً لواضعي ومخططي حركة المرور أثناء المواسم والأعياد والمناسبات المختلفة باستخدام التقنية الحديثة وتطويعها لخدمة الجمهور، مشيراً إلى أنَّ ملاحظة حركة إشارات المرور حول المسجد النبوي الشريف في أوقات الصلاة، من حيث تساوى الفترة الزمنية للقادم والذاهب من وإلى المسجد، مع أنَّ الجميع متجه إليه، كفيلة بضرورة إعادة دراسة هذا الأمر. وأضاف أنَّه آن الأوان لكي تتكاتف جهود الجهات ذات العلاقة، سواءً في إدارات المرور أو وزارة النقل؛ لإيجاد خطة تعمل على المدى القريب والمتوسط لإحلال ثقافة استخدام النقل العام، ليس فقط خلال المواسم والأعياد والمهرجانات، بل طوال أيَّام العام، مشيراً إلى أنَّ حركة ما يزيد على (550) ألف مصل متوجهين إلى المسجد النبوي لأداء صلاة العيد بسياراتهم، في الوقت الذي لا يتجاوز فيه عدد المواقف المتوفرة هناك (4000) موقف، تُعدُّ مؤشراً على أهمية العمل على ذلك. وأكَّد على أنَّها كفيلة أيضاً بضرورة إلزام كل من يستخدم سيارته في مناسبات وفعاليات مشابهة بدفع الغرامة الرادعة، مُضيفاً أنَّه من الممكن أن يتم تجيير هذه الغرامة لخدمة المواقف وإيجاد وسائل نقل ملائمة لمواقع الفعاليات، سواءً في المسجد النبوي أو في مركز المدينة أو مواقع الفعاليات السياحية والترفيهية التي تشهد إقبالاً كبيراً من الجمهور. تصوير الحوادث ولفت إلى أن تعطيل حركة السير نتيجة وقوع حوادث مرورية بسيطة قد لا تتجاوز فيها قيمة إصلاح السيارة المتضررة مبلغ (200) ريال؛ تُعدّ من المفارقات العجيبة التي تشهدها حركة المرور أثناء فترات المناسبات والاحتفالات. وقال إنَّه يمكن مشاهدة هذه الظاهرة باستمرار، مُبيِّناً أنَّها تُشير إلى قلَّة الوعي لدى البعض، خاصةً في ظل إصرار كلاً من الطرفين أو أحدهما على عدم الحركة انتظاراً لحضور المرور أو من يمثله، مع أنَّه بالإمكان تصوير الحادث بالهواتف المتوفرة لدى الجميع وتبادل الأرقام والتلاقي لاحقاً لحل الإشكال دون التسبب في تعطيل حركة السير والمساهمة في زيادة حجم الازدحام، مُشيراً إلى أنَّه من المهم جداً أن لا يقتصر دور واضعي الخطط المرورية على الواقع المحلي. وشدَّد على أهميَّة الاستعانة بالخبرات والتجارب العالمية في هذا المجال، خاصةً تلك المتوفرة في دول تشهد فيها الحركة المرورية كثافة عاليةً، مُستشهداً في هذا الشأن بعدد من دول شرق القارة الآسيوية، موضحاً أنَّه شاهد بعض الأفلام الوثائقية التي تُظهر مدى التطور واستخدام الحلول المبتكرة لحل مشكلة الازدحام المروري عبر فتح خطوط السير للمركبات لدرجة بلغت حد فتح شوارع جديدة في لحظات. نقل عام وأكَّد المواطن "سلطان السريجي" –أحد سكان محافظة جدة- على أنَّه لا يرى أنَّ هناك ضرراً حينما يتم استخدام أيّ وسيلة نقل عام متاحة للتوجه إلى موقع مناسبة أو فعالية من الفعاليات، مُضيفاً أنَّه سيكون في ذلك راحة كبيرة له، خاصةً حينما يتعلَّق الأمر بالدخول في زحام حركة السير، إلى جانب مشقة البحث عن موقف مناسب لسيارته، موضحاً أنَّ المشكلة تكمن في عدم توفر وسائل النقل العام التي يمكن عبرها الوصول إلى مواقع الفعاليات. وأضاف أنَّ العديد من أبناء محافظة "جدة" يُفضلون البقاء في منازلهم، بدلاً من الخروج إلى مواقع بعض الاحتفالات؛ بسبب المشكلات الناتجة عن الازدحام المروري وقلة توفّر المواقف المخصصة للسيارات، مشيراً إلى أنَّ عدداً من مُنظميّ تلك الفعاليات لا يتعاطون مع هذه المشكلة بالقدر الكاف من الدراسة والتجهيز، مع أنَّنا نقرأ في بعض وسائل الإعلام أنَّ عدد زوار بعض المهرجانات في محافظة "جدة" يتجاوز المليون زائر في شهر "رمضان" المبارك وأيام عيد الفطر.

مشاركة :