لم يمنح القدر الجاني فرصة التمتع بسيارته الجديدة التي اشتراها قبيل الحادثة بساعات، ولا الفوز بنسائم الدعوة الطيبة التي دعتها له الأم وهي ترافقه في شرائها بل عجّل بضياع الفرصتين بعد إنصاته لصوت الغضب واستجابته لنداء الرصاص المتحفز داخل مسدسه.غرائب محمولة على متن التفاصيل التي رواها الأب منصور الوزاب مسجلا شهادة تتوافق مع شهادات زملاء العمل قائلا : أن ابنه فهد كان من خيرة الناس خلقًا وأدبًا وتعاملًا وكان سبّاقًا لخدمة الجميع حتى العمالة ممن يعملون في البلدية كان يقف بجوارهم في كل أزمة كما أنه أقدم موظف في البلدية وعمل سكرتيرًا للمجلس البلدي وجميع الموظفين الحاليين جاءوا من بعده.تفاصيل مثيرةوكشف الأب - لأول مرة تفاصيل اللحظات الأخيرة في عمر الجاني قائلًا: في ليلة الحادث جاءني فهد إلى منزلي وأنجز لي بعض المهام ثم اتجه مع والدته إلى إحدى الوكالات لشراء سيارة جديدة ومن بعد قام بالأذان لصلاة الفجر وصلى بجماعة المسلمين في المسجد بعدها أوصل أبناءه إلى المدرسة ولم نلحظ عليه ملامح غضب أو آثار انفعال، وبعدها عاد إلى المنزل للاستعداد للذهاب للعمل، وأكمل الأب مرجحًا أن رئيس البلدية طلب حضوره لمكتبه، وبالفعل توجه إلى هناك وحدثت نقاشات لا نعلم ما هي وما نوعها تطورت إلى عراك بالأيدي بعدها تم إطلاق النار.ضغوطات ومضايقاتوأكمل قائلًا إن ابني تعرض لضغوطات ومضايقات في العمل، حيث كلفه رئيسه بأعمال إضافية وتهديده بالفصل، وكان يبوح لزوجته ووالدته بذلك، ليس هذا فقط بل أرغمه رئيس البلدية على التوقيع في مبنى البلدية بالأطاولة ثم العودة لمقر عمله في الورشة على طريق «بيدة» ثم العودة للبلدية لتوقيع الانصراف في مقر البلدية دون مراعاة للبعد المكاني وظروف توصيل أبنائه من وإلى المدرسة.كشف الحقيقةوطالب والد الجاني بضرورة إظهار الحقيقة لافتًا إلى رغبته في الاطلاع على تحقيقات الجهات الأمنية ونتائج تقارير الطب الشرعي، وقال إن الجهات المختصة استدعته لاستلام الجثة وقد قمنا بدفنه بعد صلاة عصر الاثنين وفي جثمانه طلقة في منطقة الرأس.وعن أولاده قال الأب إن لفهد ٣ أبناء ذكور اثنان منهم توأم وطفلة صغيرة في الروضة فيما لا تزال سيارته وجواله ومحفظته لدى الجهات الأمنية.وكانت جموع غفيرة من المواطنين وزملاء العمل وأهالي القرى المجاورة بحضور الأطفال الثلاثة قد شيعوا جثمان فهد عصر أمس وسط حزن كبير بدا على محيا المعزين خاصة بعد أن انهمرت دموع الأطفال حزنًا على والدهم، وقد تمت الصلاة بجامع القرية بعد أن اكتملت كافة الإجراءات الرسمية وتصريح الدفن، وتقام مراسم العزاء في منزلهم بالقرية.
مشاركة :